ادمان قصص الحب"المسلسلات الترك



ادمان قصص الحب"المسلسلات التركية"


على مر السنين قدمت قنوات التلفزيون والسينما العديد من المسلسلات والأفلام والبرامج المتنوعة، ولكن يبدو أن المسلسلات التركية التي دأبت هذه القنوات على عرضها خلال السنوات القليلة الماضية تركت أثرا كبيرا جدا على مجتمعنا العربي، فعدا عن العادات الغربية السلبية التي دخلت إلى مجتمعنا عبر القصص الدرامية لهذه المسلسلات، أصبحت فكرة إقامة علاقة بين النساء والرجال أمرا طبيعيا بل قد يعتبره البعض حقا من حقوقه التي لا يجوز حرمانه أو حرمانها منها، ولم أعد أتفاجأ حين تبدأ إحداهن بسرد عدد من أسماء المسلسلات التي تتابعها، والتي قد تستهلك أربع إلى سبع ساعات يوميا وربما أكثر.




من وجهة نظر أحد الرجال فإن هذه المسلسلات تقدم نوعا من الإباحية المبطنة" على حد قوله" فقد لا تكون المشاهد المعروضة فيها مخلة للأدب بصورة كبيرة ولكن اللبس العاري وبعض المشاهد تطلق العنان للخيال الذي قد يكون أشد خطرا من عرض مشاهد إباحية فعلية، وهذه وجهة نظر قد يكون بها نسبة من الصحة غير أنها تقتصر على فئة ولا تشمل كل هذه الأعداد الهائلة من النساء المدمنات على مشاهدة هذه المسلسلات.



غير أن السبب الرئيسي الذي يظهر وراء التأثير الكبير لهذه المسلسلات على النساء بشكل خاص قد يفسر على أنه غياب الرومنسية في البيوت العربية، تلك الرومنسية التي بدأت وسائل الإعلام بغرسها في أذهان الناس منذ وصول التلفاز إلى العالم العربي في القرن الماضي،عبرأفلام الأبيض والأسود وأغاني الحب والعشق والغرام.


قد يكون هذا سببا معقولا فبعض التصرفات التي تندرج تحت كلمة رومنسية قد يأخذها البعض على أنها عيب أو ضعف أو نقيصة في شخصية الرجل الذي يفعلها، وقد تعرضه للسخرية والاستهزاء من قبل من يحيطون به خصوصا وأن عادة الاستقلال عن العائلة بدأت منذ فترة بسيطة ولا يزال هناك الكثيرون ممن يسكنون مع عائلاتهم بعد الزواج، وللأسف فإن السبب في ذلك يعود للبيئة والتربية والمجتمع.





وهذا يفسر على نحو كبير كل تلك الأعداد المهولة من النساء المدمنات على المسلسلات، إن كل هؤلاء الزوجات غير المشبعات عاطفيا يلجأن لها لإشباع حاجاتهن العاطفية والرومنسية التي يفتقدنها في حياتهن الزوجية، وتأثير هذه المسلسلات قد يكون كتأثير قراءة رواية عاطفية غير أن قلة انتشار عادة القراءة جعل من التلفاز الوسيلة الأسهل لإشباع هذه الحاجات والرغبات، وعلى الرغم من زيادة القراءة لدى شريحة النساء عن طريق الانترنت لا تتفاجأ عزيزي القارئ حينما تعرف أن ما تلجأ هؤلاء النساء لقراءته هو قصص الحب الخيالية والحقيقية على السواء، وما كل شعارات تحسين الحياة الزوجية وتغيير الذات واجتذاب الزوج إلا من أجل إشباع هذه الحاجات المفقودة في حياة الكثيرات.





تعرض المسلسلات التركية المرأة والرجل على قدم المساواة، في هذه المسلسلات تكون هناك القدرة للمرأة على اتخاذ قرارها بنفسها في حياتها الشخصية والعائلية مما يثير ولا ريب سخط بعض النساء المكبلات فعليا في حياة زوجية تعيسة محبطة ، بالذات لو كن يعانين من أزواج متسلطين،وأهل قد تكون صفة الحنان والرحمة أبعد ما تكون عنهم، فلا تستمر إحداهن في حياتها إلا بسبب ما يوضحه المثل الشعبي " شو جابرك عالمر... إلا اللي أمر منه"




كما أن سعي البطل لإرضاء البطلة يمثل الحلم الذي تتمنى كل متابعة تحقيقه في حياتها الشخصية، فلا أستبعد أن تتخيل كل واحدة نفسها تلك المرأة المغرية المليئة بالأنوثة والتي غالبا ما يسعى أكثر من رجل للحصول عليها ومحاولة إرضائها.
ولا أشك أبدا بتأثير كل باقة ورد أو كل خاتم أو إسوارة تهدى لهذه البطلة ، أو تأثير الجلسات الرومنسية والشموع التي غالبا ما يفاجأ البطل بها حبيبته على كل مشاهدة من المشاهدات، وأتخيل الكثيرات منهن يعبسن وينظرن تجاه أزواجهن بيأس وخيبة أمل وغضب أيضا.







للمدربة تقوى سلمان
منقووووووووووووووووووووول



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة