موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة



مِن فقدْ !


.


على الطريق فتاة ..
تبكي حالها .. تبكي حجم الوحدةِ التي تسكنها
على الطريقِ أُمنيه ..
يَنحتُ الخوفُ ملامِح الشموخِ فيها
وتُحدد الوحدةَ تفاصيل الوقوف الطويل هُنا ..

تحكي عن وجع الإنتظار الطويل
وعن الخوفِ من اللا متوَقع


في الصباح الكئيب ..
كانت هيَ والوحدة والخوف أصدقاء
كانوا ثلاثةً يتحدثون الشوق في أعينهم
كانوا يضربون بـ كأس اللذّة حالهم , ويستمتعون بالفقد معاً !

كانوا قد أعدّوا مأتم العزاء ..
والضيوف كُثرْ , رغم أن عددهم لا يتجاوز الـ ثلاثة !
أمّا أصحاب العزاء .. فكان عددهم لا يكاد يصل إلى الـ أربعه
وعدد الكراسي على عدد الضيوف !


هيَ :
تنوح , وتلتحف الخوف صديقاً لها
تحسِبُ كُل ثانيةٍ تنتهي لـعل الثانية القادمةِ تأتي بهْ
يدها تشتبك يدَ الوِحده ..
يدّ العُزله , والخوف من أن تنتهي دون أن تبتدىء فيه !

الوِحدَهـ :
ترثي حالها بحالها .. وكيف أنها باتت هكذا دون رفيق
وأن الحياةَ تسير بها دون موعدٍ مُرتقب , أو حتّى وعدٌ صادق !
أمّا مع نفسها .. فـ هَي مُتصالحه , مُتسامحه
ومؤلمة لـ كثيرٍ من بشرْ .

الخـوف :





والإحساس بالعجزْ .. وأن الراحةَ مُنافيةً لـ واقعه
وأن الشقاء , وعدم الإطمئنان هوَ خليل قلبه .. وروح الصداقة فيه
وما إن يتلبّسَ ذلك الإحساس أيُّ كائنٍ من جنس البشرْ
إلاّ وسلامٌ تراتيل تُقرى على الراحة !


تلك الفتاهـ ..
جَمعت مابين الوحدةِ والخوف .. والفقد
جمعت مابين الجنون و الرفض ,,
ومابين الشكّ والتجريح .
جمعتْ مابين أن حبيبُها رُغم إنتظارها له لم يكن يُريدها
وأن الإنتظار كان أشبه بـ موعدٍ ضائعٍ لم يتمّ
وأن وفائها لم يكنْ إلاّ أمرٌ مُحرِج وساذج !

رُغم أن حبيبها لم يزل لا يؤمن بـ شيء أكثر من حُبه لها
ولا يرى أحداً سوى أياها , ولا يسمع صوتاً سوى تراتيل نغمها
وأن عُذرهـ هذه المرّة كان خارجاً عن إرادته , وأن شكّها فيه لم يكن في محله

صدقاً .. ولأكن في صفّ الحيادِ قليلاً
عندما شكّت الفتاة في أمرهـ , وأنه لم يكن يريد أن يُحدثها
رُغم أن الموت أصدق إن كان قد أراد هوَ ذلك الأمر .
وقتها ألف بل مليون بل ملايين علامات التعجب والإستفهام إرتسمت فوق رأسه !!!
وكيف أن شكّها لم يكن فيه محله , وأن الأمر إطلاقاً لم يكن كما تصور 2014ت
حدّثها .. أراد أن يُفهمها ماكان به , وأن الأمر الذي قالته لم يكن صحيحاً
لكن الغضب أسرع بها إلى الإبتعاد , والخروج والبُعدْ عن كُل شيء ..
رُغم أنها في قلبه لا زالت أقرب من كُل شيء !

نعمْ , إسألوني عن قلبه .. وعن قصّة الحُب التي جمعته بها
أسألوني عن دموعه التي خرجت ذلك الصباح , لإبتعادها عنه غاضبةً منه
أسألوني وسأجيبكم .. كيف أن الشوق فيه عظيم , وأن الحُب في قلبه عصيم
وأنه يتحدّى من كان في قلبه حُب .. أن يصل حُبه لأيٍّ من كان إلى درجة حُبه لـ تلك الفتاهـ


مسكيناً أتروهـ يارفاق ..
أنظروا إلى حاله , وهو بـ دموعه ينتظر أن تعود
حتّى لو كانت مُحمّلةً بـ عتاب الإرض جميعه , ينتظرها أن تعود
دعونا نرقبْ .. لن نذهب إلاّ حين يذهب
سننتظر ماستفعل به فتاته .. سننتظر !




موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©