الإفرازات المهبلية..ما لا يجب اهماله..



لفت انتباهي خلال زياراتي للمنتدى سؤال إحدى الأخوات الكريمات عن الإفرازات المهبلية و هل هي دائما مؤشر لعارض ما؟
و ارتأيت طرح الموضوع باختصار و بساطة,عسى أن يوفقني الله لإفادتكم كما استفدت.
أما بعد..
كل النساء , و بدون استثناء لديها هذه الإفرازات,لكن القليل منهن يجرأن على الحديث بشأنها..
تصدر الإفرازات المهبلية من مناطق عديدة,و بالأخص الغدد الواقعة في عنق الرحم,و التي تفرز يوميا سائلا خفيف اللزوجة منتقلا عبر الغشاء المهبلي يعمل كمطهر ناقلا معه الجراثيم الموجودة و خصوصا الخلايا المهبلية الميتة,التي تتجدد تماما كما خلايا البشرة,فهي تموت وتتقشر و تطرح خارجا..
عند حدوث الإثارة الجنسية لدىالمرأة ,يمكن للإفرازات أن تصدر من الغدد الواقعة على مستوى الفرج أي غدد بارثولين,التي تقوم أيضا بإفراز سائل يسهل الولوج إلى المهبل,و من ثم عندما يكون التحفيز الجنسي كبيرا,تتوسع الأوعية الدموية للمهبل و تعبر الإفرازات الغشاء لتختلط بالإفرازات المهبلية الأخرى..
كل الإفرازات تكون عادة شفافة أو حليبية قليلا,يختلف سمكها و لونها حسب أيام الدورة الشهرية:
فخلال فترة الاباضة مثلا: تصبح إفرازات عنق الرحم خيطية أكثر بعد أن كانت قبل ذلك جد سميكة,و إفرازات المهبل تصير أكثر سمكا و لزوجة..
خلال الحمل,الإرضاع أو ببساطة عند حدوث خلل هرموني:
يمكن لهذه الإفرازات أن تزيد,و بالنسبة لبعض النساء يمكن لها أن تكون مزعجة لكثرتها التي لا تعني بالضرورة وجود خلل ما.
ما لا يجب اهماله:
-ظهور الإفرازات البيضاء أو تغير لون أو رائحة الإفرازات عن المعتاد يمكن أن يكون علامة على وجود عدوى جرثومية وبالتالي وجوب الفحص عند طبيب مختص.
-فالمهبل عبارة عن عضو مجوف على اتصال مباشر بالخارج,بمكنه الاحتواء على جرثومات حميدة كالتي توجد على الجلد,و التي لا تسبب أي عدوى في غالبية الأحيان,بل أنه من هذه الجراثيم ما يقوم بحماية الغشاء المخاطي المهبلي,كما هو الحال بالنسبة ل عصية دودرليان ,و هي بكتيريا متطفلة تعيش في حالتها الطبيعية متغذية على المواد الميتة التي يطرحها المهبل,و وجودها يدل على الصحة الجيدة,و إذا قمنا بقتلها دون قصد بالاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية فإننا بذلك نفتح الباب أمام العدوى.
-يمكن للفطريات أو البكتيريا أو الطفيليات أن تخترق المهبل و تسبب الإصابة بالعدوى,تصبح الإفرازات المهبلية عند ذلك سميكة ذات لون أبيض مائل للصفرة و رائحة كريهة مصحوبة عادة بالحكة و إحساس بالحريق..
-يمكن أن تحصل اضطرابات في الوسط المهبلي بسبب حساسية للباس داخلي مصنوع من النايلون أو من مادة غسيل معينة..
-تواجد جسم غريب بالمهبل كالسدادات يمكن أن يكون أيضا سببا في العدوى.
-عدم الإسراع في العلاج قد يؤدي إلى صعود العدوى و انتقالها إلى الرحم و من ثم أنابيب فالوب و بالتالي حدوث التهاب في أحد الأنبوبين أو في كليهما,و هنا لن تكون العدوى هي الشغل الشاغل بل أخطر من ذلك و هو حدوث العقم لا قدر الله..
-في حال التأكد من العدوى و التعرف إلى المسبب, فان العلاج بإذن الله سهل و يسير, و يكفي غالبا تناول مضادات حيوية أو أخذ بويضات عن طريق المهبل للمتزوجات,و أضيف أخيرا أنه في بعض الحالات يجب أيضا تعاطي الزوج للعلاج لتجنب حدوث مضاعفات.
عافانا الله و اياكم و كل المؤمنين و المؤمنات..آمين يا رب
موضوع مقدم من منتديات ديزاد (منتدى الحصريات)



©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©