بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا خافت أن يعرف إسلامها فكيف تصلي 2/1
فتوى رقم: 100627
منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.info/ar/100627


السؤال: فتاة غير مسلمة تريد التعرف إلى دين الإسلام وتعلن إسلامها بينها وبين خالقها وتريد الصلاة والقيام بكل الواجبات الدينية هل تستطيع مثلا أن تصلي الظهر والعصر ولا تصلي باقي الصلوات بسبب صعوبة الوضع في المنزل؟

الجواب:
الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى أن يوفق هذه الفتاة ، وأن يهديها ، وأن يشرح صدرها للإسلام ، وينور قلبها بنور الإيمان ، وننصحها أن تعجل بذلك ، وألا تتردد ، وأن تعلن إسلامها فيما بينها وبين خالقها ، فتتشهد شهادة الإسلام ، وتفعل ما تستطيع من شرائعه .
ثانيا :
يلزم المسلم أداء خمس صلوات في اليوم والليلة ، ولا يجوز ترك شيء منها ، مهما كان عذره ، ما دام عقله معه .
وإذا كانت هذه الفتاة لا تستطيع أن تصلي المغرب والعشاء والفجر خوفا من اطلاع أهلها على إسلامها ، فإنها لا تدع الصلاة ، ولكن يمكنها فعل ما يلي :
1- أن تجمع المغرب والعشاء تقديما أو تأخيرا ، وأن تصليهما سرا . والجهر فيما يجهر فيه بالقراءة كالفجر والمغرب والعشاء سنة لا واجب ، وكذلك رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام وعند تكبيرات الانتقال ، ووضع اليمني على اليسرى أثناء القيام ، كل ذلك من السنن .
2- أن تقتصر على فعل الأركان والواجبات ، فتقتصر على قراءة الفاتحة ، ولا تقرأ سورة بعدها ، وتكتفي بتسبيحة في الركوع والسجود ، وبهذا يمكنها أداء الصلاة في دقائق معدودة ، ولا تعجز الفتاة غالبا عن إغلاق باب غرفتها عليها دقائق معدودة ، كأنها تبدل ملابسها أو تصلح من شأنها ، فتصلي فرضها في هذا الوقت .
3- إذا أرادت الوضوء ، فإنها تتوضأ في دورة المياه ، بعيداً عن العيون ، كأنها تقضي حاجتها ، فإن عجزت عن الوضوء جاز لها التيمم ، ولو على الجدار أو فرش المنزل ، وتصلي بهذا التيمم .
4- إذا فُرض أنها لا يمكن أن تختفي عن أعين أهلها دقائق تؤدي فيها الصلاة ، وخشيت من اطلاعهم على إسلامها مضرة معتبرة ، جاز لها أن تصلي قاعدة ، وتومئ بالركوع والسجود ، فإن لم يمكن ذلك صلت قاعدة ، تنوي الركوع والسجود بقلبها ، وتستقبل القبلة ، فإن تعذر الاستقبال صلت إلى أي جهة . ولو فرض أنه لا يمكنها أداء الصلاة إلا مستلقية ، فعلت ذلك ، والمقصود أن الصلاة لا تسقط عن المكلف بحال .
والأصل فيما ذكرنا : قوله تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/286 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ ) رواه البخاري (1117) وأبو داود (952).
وقد ذكر الفقهاء حالات يسقط فيها استقبال القبلة والركوع والسجود ، كحالة الهرب من سبع أو سيل أو التحام القتال ، إذا لم يبق متسع من الوقت لفعل الصلاة بتمام أركانها.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/258) : " وجملة ذلك أنه إذا اشتد الخوف , بحيث لا يتمكن من الصلاة إلى القبلة , أو احتاج إلى المشي، أو عجز عن بعض أركان الصلاة ; إما لهرب مباحٍ من عدو , أو سيل , أو سبُع , أو حريق , أو نحو ذلك , مما لا يمكنه التخلص منه إلا بالهرب , أو المسايفة , أو التحام الحرب، والحاجة إلى الكر والفر والطعن والضرب والمطاردة , فله أن يصلي على حسب حاله , راجلا وراكبا إلى القبلة إن أمكن، أو إلى غيرها إن لم يمكن.
وإذا عجز عن الركوع والسجود , أوْمأ بهما , وينحني إلى السجود أكثر من الركوع على قدر طاقته . وإن عجز عن الإيماء , سقط , وإن عجز عن القيام أو القعود أو غيرهما , سقط , وإن احتاج إلى الطعن والضرب والكر والفر , فعل ذلك . ولا يؤخر الصلاة عن وقتها ; لقول الله تعالى : { فإن خفتم فرجالا أو ركبانا } . وروى مالك , عن نافع , عن { ابن عمر , قال : فإن كان خوفا هو أشد من ذلك صلوا رجالا , قياما على أقدامهم , أو ركبانا، مستقبلي القبلة وغير مستقبليها } . قال نافع : لا أرى ابن عمر حدثه إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.
بل نص الفقهاء على ذلك في شأن الأسير ومن يخاف معرفة إسلامه ، فإنه يصلي
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (2/140) : " . وإن هرب من العدو هربا مباحا , أو من سيل , أو سبع , أو حريق لا يمكنه التخلص منه بدون الهرب . فله أن يصلي صلاة شدة الخوف , سواء خاف على نفسه , أو ماله , أو أهله . والأسير إذا خافهم على نفسه إن صلى , والمختفي في موضع , يصليان كيفما أمكنهما . نص عليه أحمد في الأسير . ولو كان المختفي قاعدا لا يمكنه القيام , أو مضجعا لا يمكنه القعود , ولا الحركة , صلى على حسب حاله. وهذا قول محمد بن الحسن . وقال الشافعي : يصلي ويعيد . وليس بصحيح ; لأنه خائف صلى على حسب ما يمكنه , فلم تلزمه الإعادة كالهارب. ولا فرق بين الحضر والسفر في هذا ; لأن المبيح خوف الهلاك , وقد تساويا فيه.
ومتى أمكن التخلص بدون ذلك , كالهارب من السيل يصعد إلى ربوة , والخائف من العدو يمكنه دخول حصن يأمن فيه صوْلة العدو , ولحوق الضرر،فيصلي فيه , ثم يخرج , لم يكن له أن يصلي صلاة شدة الخوف ; لأنها إنما أبيحت للضرورة , فاختصت بوجود الضرورة " انتهى.
والحاصل أن هذه الفتاة يلزمها أداء الصلوات الخمس ، ولا يجوز لها ترك شيء منها ، ولكنها تؤدي الصلاة على الكيفية التي تستطيعها ، ومن ذلك أن تصلي صلاة شدة الخوف إن اضطرت لذلك.

والله أعلم.

**********
فتاة تريد أن تسلم وتخفي إسلامها،
فكيف تتعامل مع الصلاة والحجاب وأكل لحم الخنزير ؟ 2/2

فتوى رقم: 192411
منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.info/ar/192411

السؤال: فتاة تريد أن تسلم ، وتعيش مع أسرة نصرانية يأكلون الخنزير ، فهل تأكل معهم إن أسلمت سرا ؟ فكيف تسلم وتصلى وتلبس الحجاب؟.

الجواب :
الحمد لله
أولاً :
نسأل الله أن يكتب لتلك الفتاة الهداية إلى دينه ، وأن يشرح صدرها للإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه .
ثانياً :
الدخول في الإسلام ليس بالأمر الصعب – والحمد لله - ، فمن أراد الدخول في الإسلام ، فما عليه إلا أن ينطق بالشهادتين : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله .
فإذا فعل ذلك ، فقد دخل في الإسلام ، وأصبح مسلماً ؛ له ما للمسلمين ، وعليه ما عليهم .
ثالثاً :
الأصل أن من دخل في الإسلام ، فإنه مطالب بجميع شرائع الدين من فعل الأوامر واجتناب النواهي ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة / 208 .
قال ابن كثير رحمه الله : " يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين به المصدّقين برسوله : أنْ يأخذوا بجميع عُرَى الإسلام وشرائعه ، والعمل بجميع أوامره ، وترك جميع زواجره ، ما استطاعوا من ذلك " انتهى من " تفسير ابن كثير " ( 1 /565) .
وعلى ذلك : فإذا أسلمت تلك الفتاة ، يلزمها جميع الواجبات ، ومنها أداء الصلاة ، ولبس الحجاب ، كما يلزمها اجتناب جميع المحرمات ، ومنها أكل لحم الخنزير .
فإذا لم تستطع فعل شيء من ذلك ، أو عجزت عن فعل ذلك كله ، وخافت على نفسها الضرر والأذى ، وأن يفتنوها عن دينها ، ويردوها عنه : ففي هذه الحال يجوز لها أن تكتم إسلامها ، وأن تؤدي ما أمكنها من الواجبات ، وتترك ما تتمكن من تركه من المحرمات ؛ وما عجزت عنه ، فهو في محل العفو من الرحمن الرحيم ، إن شاء الله.
ففي مسألة الصلاة ، إذا لم تستطع فعل كل صلاة في وقتها ، فلها أن تجمع بين الصلاتين : فتصلي الظهر والعصر معا ، والمغرب والعشاء معا ، وتصلي الصبح في وقتها منفردة ؛ فإذا عجزت عن ذلك ، صلت ما استطاعت من الصلوات في وقتها ، والباقي تصليها عند قدرتها على صلاته ، حتى ولو كان وقتها قد خرج ، وحتى لو اضطرت إلى أن تصلي الصلوات الخمس في وقت واحد مجموعة ، إذا خلت بنفسها ، وأمنت من أعين الرقباء .
وقد سبق بيان كيفية صلاة من أسلم ولم يستطع إظهار دينه ، فينظر للفائدة جواب السؤال رقم :
(165426) - أسلمت حديثاً ولا تستطيع إظهار إسلامها فكيف تصلي بين أهلها الهندوس ؟
http://islamqa.info/ar/165426
وجواب السؤال رقم : (100627) - إذا خافت أن يعرف إسلامها فكيف تصلي
http://islamqa.info/ar/100627
وأما لبس حجاب ، فإذا عجزت عنه الفتاة ، اجتهدت في لبس أقرب الملابس إليه ، مما لا تخاف معه أذى ، وتستر ما أمكنها ستره من بدنها وشعرها ، وما عجزت عنه ، فالله عفو كريم ، لكن ينبغي عليها أن تجتهد وتقلل من الخروج من بيتها إلا لحاجة .
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم :
(166604) - أسلمت حديثا وتسأل عن وليها في النكاح
http://islamqa.info/ar/166604
وهكذا ، تجتهد في ترك أكل لحم الخنزير ، بحسب قدرتها ، فتأكل غيره ، أو توهمهم بأنها لا تشتهيه ، أو نحو ذلك من الأعذار التي يمكن أن تكون مقبولة ، أو لا توقعها في صدام مع أهلها ومن حولها .
وقبل ذلك كله ، ومع ذلك كله ، وبعد ذلك كله : تستعين بالله جل جلاله ، أن يثبتها على دينه ، ويصرف عنها الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يجعل لها فرجا ومخرجا.

والله أعلم.

*****
والله الموفق
نحبكم في الله
والحمد لله