بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لمن يحبون الدنيا وبذرفون الدموع على ضياع حضهم منها...!!؟ زوروا القبور ونادوا عن الذين كانوا مترفين في الدنيا: هل يملكون شيئ ؟!!.
طالعوا كي ترتاحوا وتصبروا والجنة موعدكم إن شاء الله.


المعنى والعبرة من آيات {ولولا أن يكون الناس أمّة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة}...الآيات؟
منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب

السؤال: ما هو تفسير أو معنى الآيات رقم 33 و34 و35 من سورة الزخرف ؟ وكيف الموعظة منها؟
وهل العبرة منها هي ردّ على من يقولون لماذا يعيش الكافر في نعيم ويعيش المسلم في حالة من الكرّب والفقر والتعاسة؟ وهل لهذه الآيات علاقة بقصة قارون؟ وهل لتنزيل هذه الآيات سبب ؟.
أفيدونا بارك الله فيكم.


الجواب:
الحمد لله
أولا:
قال الله تعالى : {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)} [الزخرف].
قال ابن كثير رحمه الله :
"أَيْ: لَوْلَا أَنْ يَعْتَقِدَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الْجَهَلَةِ أَنَّ إِعْطَاءَنَا الْمَالَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِمَنْ أَعْطَيْنَاهُ، فَيَجْتَمِعُوا عَلَى الْكُفْرِ لِأَجْلِ الْمَالِ - هَذَا مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَالسُّدِّيِّ، وَغَيْرِهِمْ- (لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ) أَيْ: سَلَالِمَ وَدَرَجًا مِنْ فِضَّةٍ - قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ، وَالسُّدِّيُّ: وَابْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُهُمْ- (عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ)، أَيْ: يَصْعَدُونَ.
(ولبيوتهم أبوابا) أَيْ: أَغْلَاقًا عَلَى أَبْوَابِهِمْ (وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ)، أَيْ: جَمِيعُ ذَلِكَ يَكُونُ فِضَّةً، (وَزُخْرُفًا)، أَيْ: وَذَهَبًا.
ثُمَّ قَالَ: (وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أَيْ: إِنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ الْحَقِيرَةِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَيْ: يُعَجِّلُ لَهُمْ بِحَسَنَاتِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا فِي الدُّنْيَا مَآكِلَ وَمَشَارِبَ، لِيُوَافُوا الْآخِرَةَ وَلَيْسَ لَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنَةٌ يَجْزِيهِمْ بِهَا.
ثُمَّ قَالَ: (وَالآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) أَيْ: هِيَ لَهُمْ خَاصَّةً لَا يُشَارِكُهُمْ: فِيهَا أَحَدٌ غَيْرُهُمْ"
انتهى.-"تفسير ابن كثير" (7/ 226-227)، وانظر تفسير السعدي (ص765)-.

ثانيا :
العبرة من هذه الآيات: أنها وردت مورد الذم للحياة الدنيا، فهي لا تزن عند الله جناح بعوضة، ولو شاء لأعطى الكافر منها كل ما يشتهي، من هوانها عليه وهوانه عليه سبحانه، ولكنه برحمته لم يفتح عليهم أبواب الدنيا كلها، لئلا يفتن الناس بذلك، فيتسارعوا في الكفر، وينسوا الآخرة.
روى ابن أبي شيبة (7/105) بسند صحيح عن ابن مسعود قال: " إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ، فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا أَعْطَاهُ الْإِيمَانَ ".
ولهذا كان الواجب على المسلم، إذا كان في ضيق من الدنيا، وهو يرى الكافر في سعة منها: ألا يحزن، بل يحسن الظن بالله، وأن الله جل جلاله لم يمنعه الدنيا لهوانه عليه، ولم يعطها الكافر لكرامة له؛ بل الأمر على العكس من ذلك.
روى البخاري (4913) ومسلم (1479) أن عمر رضي الله عنه دخل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد نام على حصير أثَّر في جنبه صلى الله عليه وسلم، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ [جلد] حَشْوُهَا لِيفٌ. قال عمر : فَرَأَيْتُ أَثَرَ الحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: (مَا يُبْكِيكَ؟) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ! فَقَالَ: (أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ؟ ).

ثالثا :
لا نعلم سببا مخصوصا لنزول هذه الآيات الكريمة، وإنما هي على نسق ما نزل من الآيات في ذم الدنيا وذم أهلها، وفي الحث على حرث الآخرة وأجرها ومنازلها وما أعد الله فيها لأهلها من النعيم المقيم، كما قال تعالى : {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران/ 185]. وقال تعالى :{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنعام/ 32].
أما قصة قارون، فهي بيان عملي، وبرهان واقعي، على ما دلت عليه هذه الآيات وغيرها، من ذم الدنيا، وبطشها بأهلها الذين انشغلوا بها عن الحياة الآخرة، وركنوا إليها، فألهتهم وصرفتهم عن طاعة الله وعبادته.
وأن الدنيا إذا انفتحت على الناس بطروا وبغوا، ونسوا شكر النعمة.
وأن الخوف من فتنتها: مما ينبغي أن يزهد فيها، ويرغب في الآخرة، ويحض على استعمال النعمة في طاعة الله، فإنه من تمام شكرها.
قال تعالى : {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص/ 83]...

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم :
(175615) - هل من المحظور على المسلم حب الدنيا ؟ وهل يقع بذلك في النفاق ؟
http://islamqa.info/ar/175615
ورقم (84091) - لماذا لا يعجل الله تعالى بهلاك الكفار ؟ ولماذا المسلمون في تأخر ؟
http://islamqa.info/ar/84091
ورقم (147234) - تحس بالراحة والطمأنينة عند تمسكها بالدين ولكن أصدقاءها يبتعدون عنها فما الحل.
http://islamqa.info/ar/147234

والله تعالى أعلم.

*****
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله الموفق
نحبكم في الله
والحمد لله