قال العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الهدى والنور الشريط 602:

" الآن سمعتم صياح الديك ونحن كنّا نعمل بعموم قوله عليه السلام " إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا"

وكانت النفس تتحدث مع هذا الخبر وتتساءل إيش معنى كلما سمعنا صياح الديكة

وبخاصة الفقرة الثانية " وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من شر الشيطان فإنها رأت شيطانا"

إيه كلما سمعنا صياح الديكة ونهيق الحمير نسأل الله من فضله ونستعيذ بالله من شر الشيطان ،

هذا حديث النفس وكما تعلم لا نؤاخذ ولله الحمد.

مع ذلك كنتُ أجيب نفسي بنفسي " فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدو في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"

إذن لنسلم تسليما.

وكما يقول العلماء الفقهاء " إذا ورد الأثر بطل النظر وإذا جاء نهر الله بطل نهر مَعْقِل " فنسلم

ثم أعالج الخاطرة الأولى أقول: سمعنا صياح الديكة وسألنا الله من فضله ونُهاق الحمير واستعذنا بالله من شر الشيطان

هذا ذكر لله عز وجل

وما بين آونة وأخرى

ولما ننكر هذا ولا ننكر على المتصوفة الذين يجلسون حلقات ذكر بيقولوا الله الله عشرات بل مئات المرات،

فالذين لا ينكرون هذا من باب أولى لا ينكرون هذا

وبخاصة أنّ هذا عليه نص وذاك ماعليه نص

هكذا قضينا كلّ هذه السنين مع عموم الحديث ،

أنا دائما في صدد مشروعي القديم المتعلق بتقريب السنة بين يدي الأمة

ومن ذلك المشروع الذي أشرتَ إليه ونحن قادمون في السيارة : تقسيم كتب السنة إلى صحيح وإلى ضعيف.

كان مخططي هذا الأدب المفرد للبخاري وهذا شرعتُ فيه منذ حوالي عشرين سنة

لأني كنتُ ألقيتُ دروس مفصلةا منه على النساء في دمشق فبطبيعة الحال كنتُ لا ألقي درسا إلا بعد أن أدقق في الحديث،

إذا كان صحيحا أو حسنا على الأقل ألقيته عليهن وعلقت ما يسر الله عز وجل بما يناسب المقام.

الآن استأنفت اتمام هذا المشروع فوصلنا إلى هذا الحديث وإذا الحديث في الأدب المفرد

بزيادة" بالليل" " إذا سمعتم صياح الديكة بالليل" وفي لفظ " من الليل".

آه كيف الحديث في الصحيحين والسنن ليست فيه هذه الزيادة فممكن

أن تكون شاذة ممكن،

أن تكون منكرة

إذن عليك بالبحث والتحقيق الذي أنتَ نذرتَ نفسكَ له وبدأ البحث.

فرأيتُ عجبا وتساءلت في نفسي:

كيف أعرض عن هذه الزيادة صاحبا الصحيح

بل كيف لم يستدرك الحاكم في المستدرك هذه الزيادة

وكيف كيف لم يروه ابن حبان في صحيحه وهو في المسند وحده من طريق ثقتين اثنين بهذه الزيادة

وخارج المسند أيضاً

وكان من ذلك بحث في صفحات أودعته في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم ثلاثة آلاف ومائة ونحو ثمانين

وخرجتُ بالنتيجة:

أنّ ذلك التساؤل الذي كنتُ أتساءله الآن أخذتُ جوابه لأنّ الحديث الروايات الأكثر والتي رواها الثقات بزيادة " بالليل"

إذن فيما أفهم من السنة ، الآن حينما أسمع صياح الديك لا أعمل بما كنت أعمل سابقا

لأنّه جاء قيد

والنص كما تعلمون جميعا المطلق يجري على اطلاقه مالم يأتِ ما يقيده

أما وقد جاء قيده فلا يجوز المصير إلى مطلقه

لأنّ المقيد يبقى مقيدا والمطلق يبقى مطلقا

فلا يجوز اطلاق ما قيد الشارع

كما لا يجوز تقييد ما أطلق الشارع


فأحببتُ أن أذكرلكم هذا لعلنا نستفيد شيئا والعلم للمذاكرة .

انتهى كلامه رحمه الله .



-----------------------------

فائدة:

** سئل الشيخ أبو عبد الشافي رابح بن علي اليزيدي حفظه الله: قول النبي صلى الله عليه وسلم:" إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ بِلَيْلٍ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ" {الصحيحة:3183} هل يعني أنّه وقت إجابة؟

فأجاب: نعم.

من كتاب كامل المتجر الرابح من فتاوى وتوجيهات الشيخ رابح / كتاب كامل الذكر والدعاء




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©