الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال ابن ماجه في سننه 1861- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ * حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ : عَلَيْكُمْ بِالأَبْكَارِ ، فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهًا ، وَأَنْتَقُ أَرْحَامًا ، وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ.

عبد الرحمن مجهول عين ، انفرد عنه واحد ولم يوثقه معتبر

وقال عبد الرزاق في المصنف 10341 - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُيَثْمٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالْأَبْكَارِ فَانْكِحُوهُنَّ، فَإِنَّهُنَّ أَفْتَحُ أَرْحَامًا، وَأَعْذَبُ أَفْوَاهًا، وَأَغَرُّ غُرَّةً»

وهذا معضل فمكحول كثير الإرسال عن الصحابة ، وهو من صغار التابعين فإرساله عن النبي صلى الله عليه وسلم يقرب من أن يكون معضلاً بل معضل ، ولم يقل (وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ)

قال الذهبي في الموقظة :" وأوهى من ذلك : مراسيلُ الزهري ، و قتادة ، وحُمَيد الطويل ،
من صغار التابعين .
وغالبُ المحقَّقين يَعُدُّون مراسيلَ هؤلاء مُعْضَلاتٍ ومنقطِعات ، فإنَّ
غالبَ رواياتِ هؤلاء عن تابعيٍّ كبير ، عن صحابي ، فالظنُّ بممُرْسِلِه أنه أَسقَطَ من إسنادِه اثنين "

وقال سعيد بن منصور في سننه 512- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكَلاَعِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَيْكُمْ بِأَبْكَارِ النِّسَاءِ ؛ فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهًا ، وَأَسْخَنُ جُلُودًا.

عمرو بن عثمان من أتباع التابعين فخبره معضل ، وهو حمصي فاحتمال كون مرسلع ومرسب مكحول مخرجهما واحد واردٌ بقوة ، ولم يقل أيضاً (وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ)

وقال الطبراني في الكبير 10244 - حدثنا القاسم بن محمد الدلال الكوفي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواها وانتق أرحاما وأرضى باليسير

أبو بلال الأشعري ضعيف وقد خالفه حماد بن أسامة الثقة الثبت فرواه عن حماد بن زيد موقوفاً

قال ابن أبي شيبة في المصنف 17990- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ * عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : حدَّثَنَا عَاصِمٌ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : عَلَيْكُمْ بِالأَبْكَارِ مِنَ النِّسَاءِ فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهًا وَأَصَحُّ أَرْحَامًا وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ.

وهذا موقوف منقطع فعاصم لم يدرك عمر ولا علاقة له بالمرفوع فقد يكون عمر قاله من قبل رأيه ، وقد يكون هذا الموقوف علة مرسل مكحول

قال الطبراني في الأوسط 7892 - حدثنا محمد بن موسى الإصطخري ، ثنا محمد بن سهل بن مخلد الإصطخري ، نا عصمة بن المتوكل ، عن بحر السقاء ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عليكم بالأبكار ، فإنهن أنتق أرحاما ، وأعذب أفواها ، وأقل خبا ، وأرضى باليسير » « لم يرو هذا الحديث عن بحر إلا عصمة بن المتوكل »

بحر متروك كما قال الدارقطني وعامة الأئمة على توهينه جداً

وقال أبو نعيم الأصبهاني في الطب النبوي 448- أخبرنا أحمد بن محمد في كتاب كامله، حَدَّثَنا زيد بن عبد العزيز، حَدَّثَنا محمد بن يحيى بن الفياض، حَدَّثَنا عُمَر بن يونس، حَدَّثَنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عَن أبيه، عَن ابن عُمَر، عَن النبي صَلَّى الله عَليْهِ وَسلَّم قال: [ص:472] عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواها وأنتق أرحاما وأسخن إقبالا وأرضى باليسير من العمل.

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك

والخلاصة أن طرق الحديث كلها واهية إلا طريق مجهول عين وطريق معضل ، ولا يتقويان عندي وزيادة ( وأقنع باليسير ) لا توجد في المعضل فلا ينبغي تقويتها إن قوينا خبر المجهول بالخبر المعضل ، والتقوية غير واردة عندي والله أعلم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©