الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال الحاكم في المستدرك 7696 - حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ سَابِقٍ الْخَوْلَانِيُّ ، ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ بَعْدَ أَنْ رَجَمَ الْأَسْلَمِيَّ فَقَالَ: " اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَةَ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا فَمَنْ أَلَمَّ فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ وَلْيُتُبْ إِلَى اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِلْنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ "
" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "

أقول : هذا الوجه الراجح فيه الإرسال كما حققه العلامة الوادعي في أحاديث معلة ظاهرها الصحة

قال الشيخ الوادعي في أحاديث معلة :"
276- قال الإمام الحاكم رحمه الله (ج4ص244): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا أسد بن موسى ثنا أنس بن عياض عن يحيى بن سعيد حدثني عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قام بعد أن رجم الأسلمي فقال : اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله و ليتب إلى الله فإنه من يبدلنا صفحته نقم عليه كتاب كامل الله عز و جل
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
كذا قال رحمه الله ، و أسد بن موسى لم يخرج له البخاري إلا تعليقاً، ولم يخرج له مسلم كما في "التقريب". وله متابع عند البيهقي(ج8ص330): عبدالوهاب الثقفي متابعة قاصرة ، ومتابع آخر عند البيهقي أيضاً هارون بن موسى القروي وهو لا بأس به كما في "التقريب".
وقال الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار" (ج1ص86): ما قد حدثنا يونس- وهو ابن عبد الأعلى الصدفي ، أخبرني أنس بن عياض الليثي ، عن يحيى ، حدثني عبد الله بن دينار ، مولى ابن عمر أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ ، ثم ذكر هذا الحديث حرفاً حرفاً.قلت وهذا مرسل.
وقال عبدالرزاق في "المصنف"(ج7ص323) قال بن جريج فأخبرني يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار مولى بن عمر أنه بلغه أن رجلا من أسلم جاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ . وهو مرسل كما ترى.
وقال عبدالرزاق في "المصنف"(ج7ص323) قال ابن عيينة فأخبرني عبدالله بن دينار ، قال قام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ فذكر الحديث .فسفيان ابن عيينة يخالف يحيى بن سعيد الأنصاري ، وسفيان أرجح من يحيى بن سعيد ، ويحيى بن سعيد قد اختلف عليه فيه كما ترى.
والحديث ذكره العقيلي في "الضعفاء" في ترجمة عبدالله بن دينار(ج2ص248) وأنه مضطرب فيه عبدالله بن دينار فقال: حدثنا روح بن الفرج القطان قال : حدثنا أبو سعيد الجعفي قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن دينار ، قال الجعفي : أراه عن ابن عمر ، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم (1) الأسلمي الذي أخبره عن نفسه أنه زنا فرجمه ، قام في الناس فقال : " يا أيها الناس ، اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها ، ومن ألم بها فليستتر بستر الله عز وجل "
حدثناه إبراهيم بن محمد قال : حدثنا أبو يعلى محمد بن الصلت التوزي قال : حدثنا أبو ضمرة ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم الأسلمي خطب فقال : " يا أيها الناس ، قدرنا لكم أن تنتهوا عن هذه القاذورة التي نهاكم الله عنها ، فمن ألم بشيء فليستتر بستر الله ، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب كامل الله "
حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا ابن جريج ، وحدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثنا حسين بن حسن قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال : سمعت يحيى بن سعيد وقال ابن جريج : أخبرنا يحيى بن سعيد ، يقول : أخبرني عبد الله بن دينار ، أنه بلغه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ لما رجم الأسلمي ، فذكر نحوه .
حدثنا بشر بن موسى قال : حدثنا الحميدي قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا بهذا الحديث يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن دينار ، ثم سألت ابن دينار عنه فقال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ على المنبر : " اجتنبوا هذه القاذورة " . فذكره.
وقد تقدم أن العقيلي قال إن عبدالله بن دينار اضطرب فيه.اهـ
وتعقبه الحافظ الذهبي في "الميزان" في ترجمة عبدالله بن دينار وقال : إن الإضطراب من غيره. فالحافظ الذهبي يقر الإضطراب ولكنه يتفيه عن عبدالله بن دينار.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التلخيص الحبير" (ج4ص116) وذكره الدار قطني في "العلل" وقال رُويَ عن عبدالله بن دينار مسنداً ومرسلاً والمرسل أشبه.اهـ"

وللخبر شواهد لم يعرض الشيخ الوادعي لأنه ليس من شرطه في كتاب كامل تتبع جميع طرق الحديث

قال مالك في الموطأ 1508 - عن زيد بن اسلم :ان رجلا اعترف على نفسه بالزنى على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسوط فأتي بسوط مكسور فقال فوق هذا فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته فقال دون هذا فأتي بسوط قد ركب به ولان فأمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فجلد ثم قال أيها الناس قد آن لكم ان تنتهوا عن حدود الله من أصاب من هذه القاذورات شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب كامل الله.

وهذا مرسل بل معضل فزيد بن أسلم كثير الإرسال حتى أنه أرسل عن جابر واحتمال عود هذا المرسل والمرسل السابق إلى مخرج واحد واردٌ بقوة خصوصاً وأن عبد الله بن دينار مدني وزيد بن أسلم مدني أيضاً

وقال عبد الرزاق في المصنف 13515 - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، أَنَّ رَجُلًا، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَوْطٍ، جَدِيدٍ عَلَيْهِ ثَمَرَتُهُ، فَقَالَ: «لَا، سَوْطٌ دُونَ هَذَا» . فَأُتِيَ بِسَوْطٍ مَكْسُورِ الْعَجُزِ، فَقَالَ: «لَا، سَوْطٌ فَوْقَ هَذَا» . فَأُتِيَ بِسَوْطٍ بَيْنَ السَّوْطَيْنِ، فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَالْغَضَبُ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، وَمَا بَطَنَ فَمَنْ أَصَابَ مِنْهَا شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يَرْفَعُ إِلَيْنَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا نُقِمْهُ»

هذا مرسل بل معضل فيحيى لم يسمع أحداً من الصحابة ، ومراسيل يحيى بن أبي كثير من أوهى المراسيل نص ابن رجب على أنها ضعيفة جداً

قال ابن رجب في فتح الباري (6/ 243) :" وفي مراسيل يحيى بن أبي كثيرٍ : من أدرك الخطبة فقد أدرك الصلاة .
خرّجه عبد الرزاق .
ومراسيل يحيى ضعيفةٌ جداً "

وقال الديلمي كما الملتقط من غرائب مسنده 118- قال : أخبرنا عبدوس ، حدثنا علي بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن يحيى حدثنا ابن خزيمة ، حدثنا محمد بن منصور المكي الجواز ، حدثنا أبو سعيد مولى أبي هاشم ، حدثنا يحيى بن أبي سليمان ، عن زيد [بن] أبي عتاب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله ، عنها فمن أَلَمَّ بشىء منها فَلْيَسْتَتِرْ بستر الله ولا يَعُدْ " .

يحيى تكلم فيه البخاري فقال :" منكر الحديث " وضعفه أبو حاتم وابن عدي ونص ابن عدي على أن له مناكير ولا شك أن هذا منها فإن هذا الحديث معروف عند أهل العلم من مراسيل عدد من صغار التابعين ولو كان محفوظاً عن أبي هريرة لما احتاجوا إلى تخريج مراسيل التابعين واستغنوا بهذا الخبر عنها وليس في هذا الخبر قوله (فإنه من يبدي لنا صفحته نقم عليه كتاب كامل الله)

وعليه فالخبر طرقه غير قائمة للاحتجاج

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©