الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال ابن حبان في صحيحه 4909 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهُدَيْرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: مَرَّ أَعْرَابِيٌّ بِشَاةٍ، فَقُلْتُ: تَبِيعُنِيهَا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ؟، قَالَ: لَا وَاللَّهِ، ثُمَّ بَاعَنِيهَا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «بَاعَ آخِرَتَهُ، بِدُنْيَاهُ»

هذا حديث غريب لا وجود له في الكتب الستة ومسند الإمام أحمد وعامة مصادر الإسلام ولا وجود له بهذا السند إلا في صحيح ابن حبان ، وأين أصحاب ابن المنكدر عن هذا الحديث وأين اصحاب أبي سعيد عن هذا وأين أصحاب الحديث قبل ابن حبان عن هذا الحديث ؟!

قال ابن الصلاح في مقدمته ص57 :" قال البيهقي : فمتى جاء اليوم بحديث لا يوجد عند جميعهم لم يقبل منه ومن جاء بحديث معروف عندهم فالذي يرويه ينفرد بروايته ، والحجة قائمة بحديثه برواية غيره . والقصد من روايته والسماع منه أن يصير الحديث شرفاً لنبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم "

ويعقوب بن حميد بن كاسب نصوا على أن له مناكير

قال المزي في تهذيب الكمال :" قال مضر بن محمد الأسدى عن يحيى بن معين : ثقة .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال فى موضع آخر : ليس بثقة . قلت : من أين قلت ذلك ؟ قال : لأنه محدود .
قلت : أليس هو فى سماعه ثقة ؟ قال : بلى .
و قال عباس العنبرى : يوصل الحديث .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت عنه أبا زرعة فحرك رأسه . قلت : كان صدوقا فى الحديث ؟ فقال : لهذا شروط . و قال فى حديث رواه ابن كاسب : قلبى لا يسكن على ابن كاسب .
و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث .
و قال البخارى : لم نر إلا خيرا ، هو فى الأصل صدوق .
و قال النسائى : ليس بشىء .
و قال فى موضع آخر : ليس بثقة "

وقال ابن عدي في الكامل :" لا بأس به و برواياته ، و هو كثير الحديث كثير الغرائب ، و كتبت " مسنده " عن القاسم بن مهدى ، و فيه من الغرائب و النسخ و الأحاديث العزيزة و شيوخ من أهل المدينة من لا يروى عنهم غيره ، و " مسند " ابن كاسب صنفه على الأبواب ، و إذا نظرت إلى " مسنده " علمت أنه جماع للحديث ، صاحب حديث "

ولا شك أن هذا الخبر من غرائبه

و ذكره ابن حبان فى كتاب كامل " الثقات " ، و قال : كان يحفظ ممن جمع و صنف ربما أخطأ فى الشىء بعد الشىء .

وقال العقيلى عن زكريا بن يحيى الحلوانى : رأيت أبا داود ( السجستاني قد جعل حديث يعقوب بن كاسب و قايات على ظهور كتبه ) ، فسألته عنه ، فقال : رأينا
فى مسنده أحاديث أنكرناها ، فطالبناه بالأصول فدافعنا ، ثم أخرجها بعد فوجدنا الأحاديث فى الأصول مغيرة بخط طرى ، كانت مراسيل فأسندها و زاد فيها .
و قال صالح جرزة : تكلم فيه بعض الناس .

أقول : وهذا جرح مفسر لا يمكن دفعه ولا شك أن هذا الخبر مما يستنكر عليه

وقد وجدت هذا الحديث في بعض كتب ابن أبي الدنيا من حديث الواقدي الكذاب

قال ابن أبي الدنيا في الورع 162 - حدثنا محمد بن عباد بن موسى قال : أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي قال : حدثنا ربيعة بن عثمان ، عن محمد بن المنكدر ، عن عمه ربيعة بن عبد الله بن الهدير ، عن أبي سعيد الخدري ، أنه ساوم رجلا بشاة له وأعطاه ثلاثة دراهم ، فحلف بالله ألا يبيعها بهذا ، فتسوق بها ، فلم يجد هذا الثمن ، فرجع إلى أبي سعيد فقال : خذها فكره ذلك أبو سعيد ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « باع آخرته بدنياه »

الأسلمي هو الواقدي وهو كذاب ووجوده في هذه المصادر العالية من حديث الواقدي يدل على أنه غير محفوظ من حديث الثقات ، فلا يعقل أن يتركوا رواية الثقات ويخرجوه من حديث الواقدي

وعليه فالخبر إلى النكارة أقرب



هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©