الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال ابن السني في عمل اليوم والليلة 115 - حدثنا أبو خليفة ، حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، حدثنا عبد الملك بن عمير ، وعبدة بن أبي لبابة ، سمعا ورادا ، كاتب المغيرة بن شعبة يقول : كتب معاوية بن أبي سفيان إلى المغيرة بن شعبة : اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاته . فكتب إليه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر صلاته إذا قضاها : « لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد »

زيادة ( بيده الخير ) انفرد بها إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان

وقد تكلم الإمام أحمد وابن معين في روايته عن سفيان بن عيينة خاصة

و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبى يقول : كأن سفيان الذى يروى عنه إبراهيم بن بشار ، ليس هو سفيان بن عيينة .
و قال أيضا : سمعت أبى ذكر إبراهيم بن بشار الرمادى فقال : كان يحضر معنا عند سفيان بن عيينة ، فكان يملى على الناس ما يسمعون من سفيان ، و كان ربما أملى عليهم ما لم يسمعوا .
و يقول : كان يغير الألفاظ فيكون زيادة ليس فى الحديث ، أو كما قال .
قال أبى : فقلت له يوما : ألا تتقى الله ويحك ! تملى عليهم ما لم يسمعوا ؟
و لم يحمده أبى فى ذلك و ذمه ذما شديدا .
و قال معاوية بن صالح : سألت يحيى بن معين عنه ، فقال : ليس بشىء . لم يكن يكتب عند سفيان ، و ما رأيت فى يده قلما قط . و كان يملى على الناس ما لم يقله سفيان .
و قال عباس الدورى عن يحيى بن معين : رأيت الرمادى ينظر فى كتاب كامل وابن عيينة يقرأ ; و لا يغير شيئا ، ليس معه ألواح ولا دواة .
و قال النسائى : ليس بالقوى . و قال أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدى الموصلى : صدوق ، لكنه يهم فى الحديث بعد الحديث

فكيف تصحح روايته عن ابن عيينة والحال هذه ؟

وقد خالفه الأئمة الأثبات فرووا الحديث بدون هذه الزيادة فمنهم

1_ أحمد ابن حنبل وحديثه في مسنده( 18199)

2_ محمد بن يوسف الفريابي وحديثه عند البخاري في الصحيح( 844)

3_ ابن أبي عمر وحديثه عند مسلم في الصحيح( 1281)

4_ محمد بن منصور وحديثه عند النسائي

5_ الحميدي وحديثه في مسنده (798)

وقد توبع سفيان من أبي عوانة وليس في حديثه تلك الزيادة

وقد رواه الطبراني في الكبير 914 من طريق الرمادي ولم يذكر تلك الزيادة فلعله اضطرب فيها فهي منكرة عن سفيان بن عيينة

وقد وردت هذه الزيادة من طريق أخرى

قال الطبراني في الكبير 926 - حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا آدم بن أبي اياس ثنا شيبان عن منصور عن المسيب بن رافع عن وراد عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول في دبر الصلاة : لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو حي لا يموت بيده الخير وهوعلى كل شيء قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد

وقد روى هذا الحديث جمع عن منصور فلم يذكروا تلك الزيادة وهم

1_ شعبة بن الحجاج وحديثه عند أحمد في المسند (18183)

2_ جرير بن عبد الحميد وحديثه عند البخاري في الصحيح (6330)

3_ زائدة بن قدامة وحديثه عند عبد بن حميد في مسنده (393)

وهؤلاء ثقات أثبات ، قد تابع الأعمش منصوراً فلم يذكر هذه الزيادة ، وكذا تابع عبد الملك بن عمير وعبدة بن أبي لبابة المسيب بن رافع فلم يذكرا هذه الزيادة فدل على شذوذها لذا اجتنبها أصحاب الصحيح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©