الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


أما بعد :





قال البزار في مسنده ( ص 164 - زوائد ابن حجر ) :حدثنا العباس بن أبي طالب حدثنا أبوسلمة حدثنا أبان عن قتادة عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا تقربهم الملائكة : الجنب و السكران و المتضمخ بالخلوق

أقول : قتادة عن ابن بريدة مرسل كما نبه عليه العلائي في جامع التحصيل

قال العلائي في جامع التحصيل :" وقال الترمذي قال بعض أهل العلم لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة"

وقد روي موقوفاً وهو أصح ، وقد رجحه العقيلي

قال العقيلي في الضعفاء 887 - ومن حديثه ما حدثناه محمد بن إسماعيل قال : حدثنا سعيد بن سليمان قال : حدثنا عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري ( وهو متروك ) ، عن يوسف بن صهيب ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاثة لا تقربهم الملائكة : السكران ، والمتخلق ، والجنب » حدثني جدي رحمه الله قال : حدثنا فهد بن عوف قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن ابن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عباس بهذا موقوفا ، وحدثنا محمد بن بحر قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا هشام بن حسان عن كثير بن أبي كثير عن ابن عباس قال : ثلاثة لا تقربهم الملائكة : نائم جنب ، ومتضمخ بخلوق ، وجنازة كافر قال أبو جعفر : حديث أبي عوانة أولى وأبو بكر هذا يحدث بأحاديث لا أصل لها ، ويحيل على الثقات

أقول : فرجح الموقوف وهو معلول بالانقطاع كما نبهت عليه سابقاً ، وأما الموقوف الآخر ففيه جهالة وليس فيه ذكر السكران

وقال الدوري في مادة التاريخه [ 4912 ] سمعت يحيى يقول وقلت له إن يزيد بن هارون يروى عن هشام عن كثير بن أبي كثير عن بن عباس ثلاثة لا تقربهم الملائكة نائم جنب ومتضمخ بخلوق وجنازة كافر من كثير بن أبي كثير هذا فقال لا أدري

فخصص ذلك بالنائم دون المستيقظ وجنازة الكافر دون الكافر الحي ، ولم يذكر السكران

وقال أبو نعيم في الحلية (4/96) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، ثنا الْيَمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقَسْرِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللهُ لَهُمْ صَلَاةً، وَلَا تَقْرَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ: السَّكْرَانُ حَتَّى يُفِيقَ مِنْ سُكْرِهِ، وَالْجُنُبُ حَتَّى يَغْتَسِلَ وَيُصَلِّيَ، وَالْمُتَخَلِّقُ بِالزَّعْفَرَانِ حَتَّى يُغْسَلَ عَنْهُ "

أقول : خالد بن يزيد هذا ضعيف ترجم له ابن عدي في الكامل وذكر له عدة مناكير وقال أبو حاتم :" ليس بقوي " وهذا جرح شديد ، يختلف عن قوله ( ليس بالقوي ) ، وقال العقيلي :" لا يتابع على حديثه " ، والمتن الذي أتى به يخالف كل المتون السابقة ، وانفراده عن عمرو بن ميمون وليس من طلبته المعروفين مريب ، والراوي عنه يمان ضعيف ، وله مناكير، وقد يكون هذا منها


وقال أبو داود 4182 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِىُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِى الْحَسَنِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « ثَلاَثَةٌ لاَ تَقْرَبُهُمُ الْمَلاَئِكَةُ جِيفَةُ الْكَافِرِ وَالْمُتَضَمِّخُ بِالْخَلُوقِ وَالْجُنُبُ إِلاَّ أَنْ يَتَوَضَّأَ ».

الحسن عن عمار مرسل ، ولم يذكر السكران

فلا يصح مرفوعاً والموقوف أسانيده ضعيفة مضطربة المتن ، وقد يقويها بعضهم بمجموعها ، ولكن لا مجال لتقوية فقرة ( السكران ) ، وذلك لأنها من قبيل الزيادة المنكرة ، والتقوية في باب الزيادات أضيق منها في باب الانفرادات فإن المنكر لا يقوي المنكر

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©