الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


أما بعد :

قال أحمد في مسنده
12392 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَلَغَ صَفِيَّةَ أَنَّ حَفْصَةَ قَالَتْ: إِنِّي ابْنَةُ يَهُودِيٍّ، فَبَكَتْ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكِ؟» فَقَالَتْ: قَالَتْ لِي حَفْصَةُ: إِنِّي ابْنَةُ يَهُودِيٍّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكِ ابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ» ، فَقَالَ: «اتَّقِ اللَّهَ يَا حَفْصَةُ»

هذا الحديث ضعيفٌ أو منكر

معمر ضعيف الرواية عن ثابت بل لعله منكر الرواية عنه

قال ابن رجب في شرح مفصل علل الترمذي (2/136) :" قال علي _ يعني ابن المديني _ : (( وفي أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة ، وذكر علي أنها أحاديث أبان بن أبي عياش )) .
وقال العقيلي : (( أنكرهم رواية عن ثابت معمر )) .
وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى ابن معين قال (حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام )) "

أقول : وأبان بن أبي عياش متروك فإن كان الأمر كما قال ابن المديني ، فخبره عن ثابت ضعيفٌ جداً

وقال المزي في تهذيب الكمال :" وَقَال الغلابي: سمعت يحيى بْن مَعِين يقدم مالك بْن أنس على أصحاب الزُّهْرِيّ ثم معمرا، ثم يونس بْن يزيد. قال: وكان القطان يقدم ابْن عُيَيْنَة على معمر. قال: وَقَال يحيى بْن مَعِين: وأثبت من روى عن الزُّهْرِيّ مالك بْن أنس، ومعمر، ثم عقيل، والأَوزاعِيّ، ويونس وكل ثبت. ومعمر عَن ثابت ضعيف"


وهل حقاً احتج البخاري ومسلم بروايته عن ثابت
الجواب : لا

فأما البخاري فلم يخرج له إلا حديثاً واحداً معلقاً _ وهو متابعة _

قال البخاري 3594 - حدثنا علي بن مسلم: حدثنا حبان بن هلال: حدثنا همام: أخبرنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه:
أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا، فتفرق النور معهما.
وقال معمر، عن ثابت، عن أنس: إن أسيد بن خضير، ورجلا من الأنصار. وقال حماد: أخبرنا ثابت، عن أنس: كان أسيد بن حضير وعباد ابن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم

قلت : وعليه لا يصح القول بأن رواية معمر عن أيوب على شرط البخاري

وقال الحافظ في هدي الساري :" قلت أخرج له البخاري من روايته عن الزهري وابن طاوس وهمام بن منبه ويحيى بن أبي كثير وهشام بن عروة وأيوب وثمامة بن أنس وعبد الكريم الجزري وغيرهم ولم يخرج له من روايته عن قتادة ولا ثابت البناني إلا تعليقا ولا من روايته عن الأعمش شيئا "

وأما الإمام مسلم فروى من طريق معمر عن ثابت حديثين كلاهما متابعة

قال مسلم (148) حدثني زهير بن حرب. حدثنا عفان. حدثنا حماد. أخبرنا ثابت عن أنس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله".
حدثنا عبد بن حميد. أخبرنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله، الله".

وقال أيضاً (2041) حدثنا محمد بن العلاء، أبو كريب. حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال:
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل. فانطلقت معه. فجيء بمرقة فيها دباء. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل من ذلك الدباء ويعجبه. قال: فلما رأيت ذلك جعلت ألقيه إليه ولا أطعمه. قال فقال أنس: فما زلت، بعد، يعجبني الدباء.
وحدثني حجاج بن الشاعر وعبد بن حميد. جميعا عن عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن ثابت البناني وعاصم الأحول، عن أنس بن مالك؛ أن رجلا خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وزاد: قال ثابت: فسمعت أنسا يقول: فما صنع لي طعام، بعد، أقدر على أن يصنع فيه دباء إلا صنع.

قلت : وعليه لا يصح القول بأن رواية معمر عن ثابت على شرط مسلم

وقد وجدت أن الأئمة استنكروا بعض أحاديث معمر عن ثابت

قال المروذي في العلل عن الإمام أحمد 260 - وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثِ مَعْمَرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الشِّغَارِ فَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ

أقول : فتأمل كيف حكم عليه بالنكارة مع أن متنه معروف من حديث ثلاثة من الصحابة وهم ابن عمر وأبو هريرة وجابر

ولكنه لما لم يكن معروفاً من حديث أنس اعتبره الإمام أحمد منكراً لانفراد معمر به عن ثابت وقد علمت حال روايته عنه

قال ابن أبي حاتم في العلل :" 1096- وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ عبدُ الرّزّاقِ ، عن مَعْمَرٍ ، عن ثابِتٍ ، عن أنسٍ : أنَّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أخذ على النِّساءِ حِين بايعهُنّ أن لا ينُحن ، فقُلن : إِنَّ نِساءً أسعدننا فِي الجاهِلِيّةِ أفنُسعِدُهُنّ فِي الإِسلامِ ؟ فقال : النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : لا إِسعاد فِي الإِسلامِ ، ولا شِعار فِي الإِسلامِ ، ولا عقر فِي الإِسلامِ ، ولا جلب ، ولا جنب ، ومنِ انتهب فليس مِنّا.
قال أبِي : هذا حدِيثٌ مُنكرٌ جِدًّا"

وهذا هو عين الحديث الذي استنكره أحمد سابقاً ، وعليه فإن الحديث لا يثبت ، وتصحيح نمذجي مفصل محققي المسند له على شرط الشيخين تسامح مفرط

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©