الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

قال الطبراني في الأوسط 732 - حدثنا أحمد قال : نا عامر بن سيار قال : نا عبد الكريم الخراز ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن الحارث ، وعاصم بن ضمرة ، عن علي قال : « كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد وآل محمد صلى الله عليه وسلم » لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا عبد الكريم الخراز

أقول : عامر بن سيار مجهول وعبد الكريم استنكروا عليه هذا الخبر والحارث الأعور كذاب

فإن قلت : قد تابعه عاصم بن ضمرة

قلت : ذكر عاصم بن ضمرة انفرد به عامر بن سيار ورواه غيره بدون ذكر عاصم

قال الحاكم في شعار أصحاب الحديث 78 - أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد ، نا عبيد الله بن محمد العيشي ، نا إسماعيل بن عمرو بن جرير البجلي ، ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، قال : « لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء ، حتى يتبع الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم »

وقال أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام 4 - لِمَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كُوفِيُّ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِنِ الْحَسَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ حَدَّثَنَا نَوْفَلُ ابْن سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْخزاز عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عن الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الدُّعَاءُ مَحْجُوبٌ عَنِ اللَّهِ حتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد)

وقال البيهقي في الشعب 1576 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أحمد بن كوفي العدل ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني ثنا سهل بن عثمان العسكري ثنا نوفل بن سليمان عن عبد الكريم الجزري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال : قال رسول الله 0 :
الدعاء محجوب عن الله حتى يصلى على محمد و على آل محمد

فدل على أن ذكر عاصم غير محفوظ أن الحديث حديث الحارث المتهم

قال الحافظ في لسان الميزان :" [ 150 ] عبد الكريم الخزاز عن جابر الجعفي قال الأزدي واهي الحديث جدا انتهى وهو عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز روى أيضا عن أبي إسحاق السبيعي روى عنه إسماعيل بن عمرو البجلي وعامر بن سيار وإسحاق بن بشير الكاهلي ومن مناكيره ما أخرجه أبو القاسم البغوي في نسخة عبيد الله الخشني من رواية هذا الخزاز عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي الدعاء محجوب عن السماء حتى يتبع بالصلاة على محمد وآله وقد رواه نوفل بن سليمان أحد الضعفاء عن عبد الكريم هذا لكنه وهم فقال عن عبد الكريم الجزري والجزري ثقة لا يحتمل مثل هذا"

أقول : فأقر الحافظ أن الخبر منكر

وقال ابن حبان في المجروحين :" 26 - إبراهيم بن إسحاق الواسطي شيخ يروى عن ثور بن يزيد مالا يتابع عليه وعن غيره من الثقات المقلوبات على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به وروى عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الدعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه و سلم أخبرناه أبو راشد ريان بن عبد الله الخادم بصيدا ثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم امام مسجد طرسوس ثنا أبو يوسف الغسولي يعقوب بن المغيرة ثنا إبراهيم بن إسحاق الواسطي عن ثور وأبي يوسف الغسولى هذا من العباد من اقران إبراهيم بن أدهم ممن كان لا يأكل الا الحلال المحض"

أقول : فهذا استنكره ابن حبان ، وحق له فكيف ينفرد واسطي مجهول عن أهل الشام بهذه السنة ، وثور بن يزيد من أثبات الشاميين وكثير الأصحاب جداً من أصحابه السفيانان وعبد الرزاق والقطان ووكيع وغيرهم كثير فانفراد هذا الواسطي عنه منكر جداً

وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ :" أخبرنا محمد بن عطاء الله بالإسكندرية أنا عبد الرحمن بن مكي أنا خلف بن عبد الملك في كتاب كامله أنا أبو محمد عن أبي عمر الحافظ نا خلف بن القاسم نا محمد بن موسى نا أحمد بن علي بن شعيب نا محمد بن حفص نا الجراح بن يحيى نا عمر بن عمرو* سمعت عبد الله بن بسر يقول: قال رسول الله* صلى الله عليه وآله وسلم: "الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله وصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم يدعو فيستجاب لدعائه" . هذا حديث منكر"

أقول : والجراح بن يحيى هو المؤذن المجهول ومن زعم أنه ابن مليح فقد غلط ، وقد استنكر الذهبي خبره هذا وهذا الخبر يقول فيه (حتى يكون أوله ثناء على الله وصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم ) فأفاد أن الثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء لا بعده بخلاف الأخبار الأخرى

وقال الترمذي [ 486 ] حدثنا أبو داود سليمان بن سلم المصاحفي البلخي أخبرنا النضر بن شميل عن أبي قرة الأسدي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال أن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم

أقول : أبو قرة مجهول عين ، والخبر هنا موقوف

وهو معلول بالقطع على سعيد بن المسيب
قال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار المجلس 306:" وروى إسماعيل بن إسحاق القاضي -وقد تقدم السند إليه مراراً- عن مسلم بن إبراهيم، عن عمرو بن مسافر، قال: حدثني شيخ من أهلي، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: ما من دعوة لا يصلى على النبي قبلها إلا كانت معلقة بين السماء والأرض"

وهذا السند ضعيف لما فيه من جهالة و إبهام

فمدار الخبر على روايات مستنكرة اعتضدت بموقوف فيه مجهول عين وعليه فإن الحديث لا يصح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©