الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :


قال أبو نعيم في الحلية ( 8/ 216) : حدثنا محمد بن حميد ثنا إبراهيم بن عبدالله بن أيوب المخرمي ثنا يحيى بن يعلى بن منصور ثنا سلمة بن حفص ثنا محمد بن صبيح بن السماك عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من سره أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده غريب من حديث مبارك ومحمد بن صبيح

محمد بن صبيح ضعيف وقد خالفه ابن المبارك جبل الحفظ فروى الخبر موقوفاً

قال ابن المبارك في الزهد 849 - قال أخبرنا مبارك بن فضالة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال من سره أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده ومن سره أن يعلم مكان الشيطان منه فلينظره عند عمل السر

وهو معلول بعنعنة مبارك بن فضالة

وقال أبو الحسن بن الصلت في " حديث حمزة بن القاسم ابن
عبد العزيز الهاشمي " ، فقال ( 75 / 2 ) : حدثنا حمزة قال : حدثنا مولانا أبو مقاتل سويد بن هلال بن سويد قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر عن الزهري عن أنس ابن مالك مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله ثقات ، غير سويد بن هلال ،فإني لم أجد له ترجمة . و حمزة الهاشمي له ترجمة جيدة في " مادة التاريخ بغداد " ( 8 /181 ) ( هذا كلام الشيخ الألباني )

أقول : عبد الرزاق اختلط بآخره وأدخلوا عليه أحاديث ، وقد قال الدارقطني في أطراف الأفراد والغرائب :" 1187 - حَدِيث: من أَرَادَ أَن يعلم مَا لَهُ عِنْد الله عز وَجل. . الحَدِيث.
تفرد بِهِ سُوَيْد بن هِلَال عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَنهُ"

وهذا استنكار كما لا يخفى ، فهل يعقل أن ينفرد مجهول عن عبد الرزاق الإمام الذي طبقت مؤلفاته الدنيا ، وأصحابه أئمة حفاظ يكفيك أن منهم أحمد وابن معين وابن المديني



قال أبو نعيم في الحلية (6/ 176) : حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزاز ثنا الحسن بن يحيى بن هشام ثنا ابن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من سره أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده غريب من حديث صالح تفرد به عاصم

أقول : صالح بن بشير متروك ، وقد استنكر عليه ابن عدي هذا الحديث بعينه

وقد تركب في الحلية لأبي نعيم سند آخر على متن هذا الحديث

قال أبو نعيم في الحلية (6/176) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَعْبَدٍ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ الْبَزَّازُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا ابْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ فَلْيَعْلَمْ مَا لِلَّهِ عِنْدَهُ» غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ صَالِحٍ تَفَرَّدَ بِهِ عَاصِمٌ

تعليق أبي نعيم بقوله (غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ صَالِحٍ تَفَرَّدَ بِهِ عَاصِمٌ ) يدل على أن الحديث الذي خرجه فيه عاصم وصالح ، والسند الذي أمامك ليس فيه عاصم ولا صالح مما يدل على أن السند تركب على المتن خطأً من النساخ ، وخصوصاً أن هذا الحديث في ترجمة صالح المري ، وعادة أبي نعيم أن يسند في ترجمته الرجل أحاديثه وأخباره ، لا أحاديث غيره




وقال أحمد في الزهد 1370 - ، حدثنا عفان ، حدثنا مهدي قال : سمعت غيلان يحدث عن مطرف قال : سمعته يقول : « من أحب أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده »

فهذا هو الصواب أنه من كلام مطرف ، وأما المرفوع فهو ضعيف البتة منكر

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©