الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه




أما بعد :


قال ابن أبي شيبة في المصنف 25829- حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إنَّ أَحَبَّكُمْ إلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ * أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا ، وَإِنَّ أَبْعَدَكُمْ مِنِّي وَأَبْغَضَكُمْ إلَيَّ * مَسَاوِئكُمْ أَخْلاَقًا * الثَّرْثَارُونَ * الْمُتَشَدِّقُونَ * الْمُتَفَيْهِقُونَ.

أقول : هذا منقطع بين مكحول وأبي ثعلبة الخشني

قال العلائي في جامع التحصيل :" وروى عن أبي ثعلبة الخشني حديث إن الله فرض رائع فرائض فلا تضيعوها وهو معاصر له بالسن والبلد فيحتمل أن يكون أرسل كعادته"

وقال الترمذي في جامعه 2018- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ البَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلاَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: الْمُتَكَبِّرُونَ.

هنا قال ( من أحبكم ) وزاد تفسير المتفيهقين ، وعبد ربه خالفه اثنان فرووه عن ابن المنكدر مرسلاً ، وقد يكون الغلط من مبارك بن فضالة فإنه صدوق

قال ابن وهب في جامعه 454 - وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ * قَالَ: " إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ، وَقَالَ: خِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ، وَشِرَارُكُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ "

وقال ابن أبي الدنيا في الخمول 222 - حدثنا ابن جميل ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن محمد بن المنكدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن أحبكم إلينا وأقربكم منا في الآخرة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلينا وأبعدكم منا الثرثارون المتشدقون المتفيهقون المتكبرون » قالوا : يا رسول الله ، قد علمنا « الثرثارين والمتشدقين » فما المتفيهقون ؟ قال : « المتكبرون »

وهذا أصح وهو مرسل

وهنا مرسل لا يفيد المرسل الذي معنا قوة

قال معمر في جامعه 761 - عن هارون بن رئاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني ؟ » ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافهم ، الذين يألفون ويؤلفون » ثم قال : « ألا أخبركم بأبغضكم إلي وأبعدكم مني ؟ » ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « الثرثارون المتشدقون المتفيهقون » قالوا : يا رسول الله ، قد عرفنا الثرثارون المتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : « المتكبرون »

هارون من أتباع التابعين فمرسله معضل ، ولا يصلح لتقوية مرسل ابن المنكدر لاحتمال اتحاد المخرج ، ولكونه من أتباع التابعين


وقال الطبراني في الكبير 10424 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عَبَّادُ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا صَدَقَةُ الزِّمَّانِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ يَرْفَعُهُ قَالَ: «إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ» . قُلْتُ لِابْنِ بَهْدَلَةَ: مَا الْمُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: الْمُتَكَبِّرُونَ

صدقة ضعفه ابن معين ، وهنا جعل تفسير المتفيهقين من كلام ابن بهدلة ولعله الصواب والله أعلم

وقال أحمد في مسنده 8822 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ " فَقَالَ: " هُمُ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا "

البراء هذا ضعيف ، وقد أورد الذهبي هذا الحديث في ترجمة البراء من الميزان متابعاً لابن عدي مما يدل على أنه يستنكره، وهذا من دقة نظره ، فإن الحديث صح عن أبي هريرة مختصراً مما يدل على ضعف ونكارة هذه الرواية المطولة

قال أحمد في مسنده 10022 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَقُولُ: " خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، إِذَا فَقِهُوا "

وقال ابن عدي في الكامل (4/ 367) : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبد اللَّهِ القطان، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيد الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو عَامِرٍ عَنْ زَمْعَةَ عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِكرمَة، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْعَاضِهَةَ وَالْمُسْتَعْضِهَةَ.
- وَبِإِسْنَادِهِ؛ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم قَال: خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا وَإِنَّ شراركم الثرثارون المتفيقهون الْمُتَشَدِّقُونَ.

والروايتان الأخيرتان مع استنكار ابن عدي لهما ، ليس فيهما تفسير ( المتفيهقين )

وعليه فإن زيادة ( المتفيهقون هم المتكبرون ) لا تصح من كلام النبي صلى الله عليه وسلم




هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©