السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
" لا تزكوا أنفسكم ، فإن الله هو أعلم بالبرة منكن و الفاجرة ، سميها زينب "

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 373 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 821 ) و أبو داود ( 4953 ) عن محمد بن
إسحاق قال : حدثني محمد بن عمرو بن عطاء أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة
فسألته عن اسم أخت له عنده ؟ قال : فقلت : اسمها برة ، قالت : غير اسمها ، فإن
النبي صلى الله عليه وسلم نكح زينب بنت جحش و اسمها برة ، فغير اسمها إلى زينب
فدخل على أم سلمة حين تزوجها و اسمي برة ، فسمعها تدعوني برة ، فقال : فذكره
.فقالت ( أم سلمة ) : فهي زينب ، فقلت لها : اسمي ؟ فقالت : غير إلى ما غير
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمها زينب .
قلت : و هذا سند حسن . و في ابن إسحاق كلام لا يضر و قد صرح بالتحديث .
و قد تابعه الوليد بن كثير حدثني محمد بن عمرو به مختصرا و يزيد بن أبي حبيب
عن محمد بن عمرو به ، و فيه " لا تزكوا أنفسكم ... " . أخرجه مسلم ( 6 / 173 -
174 ) ." كان اسم زينب برة ( فقيل : تزكي نفسها ) فسماها النبي صلى الله عليه وسلم : زينب " .


......................................


" كان اسم زينب برة ( فقيل : تزكي نفسها ) فسماها النبي صلى الله عليه وسلم :
زينب "
.

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 374 :

أخرجه البخاري ( 4 / 157 ) و مسلم ( 6 / 173 ) و الدارمي ( 2 / 295 )
و ابن ماجه ( 3732 ) و أحمد ( 2 / 430 - 459 ) من طرق عن شعبة عن عطاء
ابن أبي ميمونة عن أبي رافع عن أبي هريرة قال : فذكره .

و اللفظ لأحمد و الزيادة له . و لمسلم فى رواية و ابن ماجه .
و رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 832 ) : حدثنا عمرو بن مرزوق قال : حدثنا
شعبة به ، بلفظ :
" كان اسم ميمونة برة ، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة " .
قلت : و هو بهذا الفظ شاذ لمخالفة ابن مرزوق لرواية الجماعة لاسيما و هو ذو
أوهام كما في " التقريب " ، و قد تابعه أبو داود الطيالسي لكن على الشك فقال
( 2445 ) : حدثنا شعبة به بلفظ : " ميمونة أو زينب " .
و قد أشار الحافظ في " الفتح " ( 10 / 475 ) إلى شذوذ رواية ابن مرزوق هذه .و ترجم البخاري للحديث بقوله " باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه "
و في الباب عن ابن عباس قال :" كانت جويرية اسمها برة ، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية ،
و كان يكره أن يقال : خرج من عند برة " ..

......................................


" كانت جويرية اسمها برة ، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمها جويرية ،
و كان يكره أن يقال : خرج من عند برة " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 374 :

أخرجه مسلم ( 6 / 173 ) و البخاري في الأدب ( 831 ) و أحمد ( 1 / 258 - 326 -
353 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 84 / 85 ) .

......................................


" أنت جميلة " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 375 :

رواه مسلم ( 6 / 173 ) و البخاري في " الأدب المفرد " ( 820 ) و أبو داود
( 4952 ) و الترمذي ( 2 / 137 ) و أحمد ( 2 / 18 ) عن يحيى بن سعيد عن عبيد
الله : أخبرني نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اسم
عاصية و قال : فذكره .
و قال الترمذي : " هذا حديث حسن غريب ، و إنما أسنده يحيى بن سعيد القطان " .

قلت : بل هو صحيح ، فإن القطان ثقة متقن حافظ إمام قدوة كما في " التقريب "
للحافظ ، و قد تابعه حماد بن سلمة عن عبيد الله به ، و زاد أنها ابنة لعمر
رضي الله عنه .
رواه مسلم و كذا الدارمي ( 2 / 295 ) و لكنه لم يذكر هذه الزيادة .
و أثبتها ابن ماجه ( 3733 ) .


......................................

" أنت سهل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 375 :

رواه البخاري ( 10 / 474 - فتح ) و في " الأدب المفرد " ( 841 ) و أبو داود
( رقم 4956 ) و أحمد ( 5 / 433 ) عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن
جده " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ما اسمك ؟ قال ! حزن ، قال :
فذكره . قال : لا ، السهل يوطأ و يمتهن . قال سعيد : فظننت أنه سيصيبنا بعده
حزونة ، لفظ أبي داود ، و لفظ البخاري مثله إلا أنه قال : قال : لا أغير اسما
سمانيه أبي .
قال ابن المسيب : فما زالت الحزونة فينا بعد .
و رواه علي بن زيد عن سعيد بن المسيب به نحوه ، إلا أنه جعله من مسند المسيب
بن حزن ، و ليس من رواية حزن نفسه ، و هو رواية أحمد عن الزهري ، و رواية
للبخاري ، و الراجح الأول كما قرره الحافظ ، و في رواية علي :
" قال : يا رسول الله اسم سمانيه أبواي عرفت به فى الناس . قال : فسكت عنه
النبي صلى الله عليه وسلم " .
قلت : و من المعلوم أن سكوته صلى الله عليه وسلم إقرار ، لكن علي بن زيد و هو
ابن جدعان ضعيف لاسيما و قد زاد على الإمام الزهري ، فلا تقبل زيادته .

......................................

" بل أنت هشام " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 376 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 825 ) عن عمران القطان عن قتادة عن زرارة
بن أبي أوفي عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله عنها :
" ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له : شهاب ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن ، رجاله ثقات رجال البخاري غير عمران و هو ابن داور ،
و هو صدوق يهم كما في " التقريب " .
و الحديث مما علقه أبو داود في هذا الباب .


......................................


" بل أنت حسانة المزنية " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 376 :

أخرجه ابن الأعرابي في " معجمه " ( ق 75 / 2 ) و عنه القضاعي في " مسند الشهاب
" ( ق 82 / 1 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 1 / 15 - 16 ) من طريق صالح بن رستم
عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت :
" جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و هو عندي ، فقال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم : من أنت ؟ قالت : أنا جثامة المزنية ، فقال : بل أنت حسانة
المزنية ، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ، كيف كنتم بعدنا ؟ قالت : بخير بأبي أنت
و أمي يا رسول الله . فلما خرجت ، قلت : يا رسول الله ، تقبل على هذه العجوز
هذا الإقبال ؟ فقال : " إنها كانت تأتينا زمن خديجة ، و إن حسن العهد من
الإيمان " .
و قال الحاكم :
" حديث صحيح على شرط الشيخين ، فقد اتفقا على الاحتجاج برواته في أحاديث كثيرة
و ليس له علة " .
كذا قال ! و وافقه الذهبي ! و صالح بن رستم و هو أبو عامر الخزاز البصري لم
يخرج له البخاري في " صحيحه " إلا تعليقا ، و أخرج له في " الأدب المفرد " أيضا
ثم هو مختلف فيه ، فقال الذهبي نفسه في " الضعفاء " :
" وثقه أبو داود ، و قال ابن معين : ضعيف الحديث . و قال أحمد : صالح الحديث "
.
و هذا هو الذي اعتمده في " الميزان " فقال :
" و أبو عامر الخزاز حديثه لعله يبلغ خمسين حديثا ، و هو كما قال أحمد : صالح
الحديث " .
قلت : فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ، فقد قال ابن عدى :
" و هو عندي لا بأس به ، و لم أر له حديثا منكرا جدا " .
و أما الحافظ فقال في " التقريب " :
" صدوق ، كثير الخطأ " .
و هذا ميل منه إلى تضعيفه . و الله أعلم .
و لكنه على كل حال ، فالحديث صحيح ، لأنه لم يتفرد به ، كما يدل عليه كلام
الحافظ في " الفتح " ( 10 / 365 ) فإنه قال بعد أن ذكره من هذا الوجه من رواية
الحاكم و البيهقي في " الشعب " :
" و أخرجه البيهقي أيضا من طريق مسلم بن جنادة عن حفص بن غياث عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة مثله ، بمعنى القصة ، و قال : " غريب " .
و من طريق أبي سلمة عن عائشة نحوه ، و إسناده ضعيف " .
قلت : و طريق أبي سلمة ، أخرجها أبو عبد الرحمن السلمي في " آداب الصحبة "
( 24 ) عن محمد بن ثمال الصنعاني حدثنا عبد المؤمن بن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة به .
و محمد بن ثمال و شيخه عبد المؤمن لم أجد لهما ترجمة .
و قد وجدت له طريقا أخرى مختصرا ، أخرجه القاسم السرقسطي في " غريب الحديث "
( 2 / 20 / 1 ) عن الحميدي قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا عبد الواحد ابن أيمن
و غيره عن ابن أبي نجيح عن عائشة :
" أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرب إليه لحم ، فجعل يناولها ،
قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله لا تغمر يدك ! فقال صلى الله عليه وسلم :
( يا عائشة إن هذه كانت تأتينا أيام خديجة ، و إن حسن العهد من الإيمان ) ،
فلما ذكر خديجة قلت : قد أبدلك الله من كبيرة السن حديثة السن ، فشدقني ،
و قال : ما علي - أو نحو هذا - إن كان الله رزقها مني الولد ، و لم يرزقكيه ،
فقلت : و الذى بعثك بالحق لا أذكرها إلا بخير أبدا .
قال الحميدي : ثم قال سفيان : عبد الواحد و غيره يزيد أحدهما على الآخر في
الحديث " .

قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين لكنه منقطع بين ابن أبي نجيح
- و اسمه عبد الله - و عائشة ، فإنه لم يسمع منها كما قال أبو حاتم ، خلافا
لابن المديني ، و وقع التصريح بسماعه منها في " صحيح البخاري " فالله أعلم .
و قصة غيرة عائشة من خديجة رضي الله عنهما ثابتة في " صحيح البخاري "
" و مسلم " و الترمذي ( 2 / 363 ) و أحمد ( 6 / 118 ، 150 ، 154 ) من طرق عنها
.
هذا و لقد كان الباعث على تحرير القول في هذا الحديث خاصة أن الله تبارك
و تعالى رزقني بعد ظهر الثلاثاء في عشرين ربيع الآخر سنة أولى385 طفلة جميلة ،
فلما عزمت على أن أختار لها اسما من أسماء الصحابيات الكريمات ، و قع بصري على
هذا الاسم " حسانة " ، فمال إليه قلبي ، لتحقيق الاقتداء به ( صلى الله عليه
وسلم ) في تسميته " جثامة " به ، و لكن لم أبادر إلى ذلك حتى درست إسناد الحديث
على نحو ما سبق ، و تحققت من صحته . و الحمد لله على توفيقه ، و أسأله تعالى أن
يجعلها من المؤمنات الصالحات ، و العابدات العالمات ، السعيدات فى الدنيا
و الآخرة .
فقه الأحاديث
--------------
قال الطبري :
" لا ينبغي التسمية باسم قبيح المعنى و لا باسم يقتضي التزكية له ، و لا باسم
معناه السب ، و لو كانت الأسماء إنما هي أعلام للأشخاص لا يقصد بها حقيقة الصفة
لكن وجه الكراهة أن يسمع سامع بالاسم فيظن أنه صفة للمسمى ، فلذلك كان ( صلى
الله عليه وسلم ) يحول الاسم إلى ما إذا دعي به صاحبه كان صدقا . قال : و قد
غير رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عدة أسماء " .
ذكره في " الفتح " ( 10 / 476 ) .
قلت : و على ذلك فلا يجوز التسمية بعز الدين و محي الدين و ناصر الدين ، و نحو
ذلك .
و من أقبح الأسماء التي راجت فى هذا العصر و يجب المبادرة إلى تغييرها لقبح
معانيها هذه الأسماء التي أخذ الآباء يطلقونها على بناتهم مثل ( وصال )
و ( سهام ) و ( نهاد ) و ( غادة ) و ( فتنة ) و نحو ذلك . و الله المستعان .




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©