تعليم الصغار قاصم لظهور الكفار
- للشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الإمام - حفظه الله -

معلوم أن دين الإسلام هو دين العلم ودين الحجج والبراهين الساطعة والآيات ، فدين الإسلام قائم على العلم به والعمل بمقتضى ذلك والدلة في القرآن كثيرة لا تكاد تحصى وفي السنة ، الأدلة على ذلك في القرآن والسنة كثيرة كثيرة .
وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يعمل بمقتضى الأدلة القرآنية التي تدعو إلى تعلم الدين والتفقه في الالشريعة الاسلامية فقد كان عليه الصلاة والسلام يبذل العلم لأمته سفرا وحضرا وليلا ونهارا وقائما وقاعدا بل استمر يعلم أمته إلى آخر نفس من أنفاس حياته كما هو معلوم ، وبذل العلم للكبير والصغير والرجل والأنثى والقوي والضعيف والحرة والأمة بذله لكل فئات الأمة وأصنافها ، فقد كانت الجارية تأتي وتسأله فيجيبها وكان يأتي الطفل ويسأله فيجيبه ودعا إلى تعليم الأطفال في أحاديث كثيرة ومن ذلك ما جاء عند الترمذي وأحمد وغيرهما من حديث ابن عباس قال : كنت رديف النبي عليه الصلاة والسلام فقال لي : يا غلام ألا أعلمك كلمات ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تُجاهك ... الحديث .
قال ابن لجوزي رحمه الله : لما تأملت هذا الحديث كاد عقلي أن يطيش . قال : واأسفاه للجهل بمعانيه .
هذا الحديث العظيم فيه معاني عظيمة تضمنت أصول الدين وتضمنت الدين كله ، والرسول عليه الصلاة والسلام اعتنى بتعليم الصغار حتى الأمور الدقيقة ؛ فقد رأى الحسن أخذ تمرة من تمر الصدقة ، تمرة يخشى أنها من تمر الصدقة فقال : كخ أما تعرت أنَّا آل محمد لا نأكل الصدقة . متفق عليه من حديث أبي هريرة .
فحال بين لحسن وبين تمرة لوجود الشبهة فقط ، هذا تعليم لدقيق العلم للصغار الحسن آنذاك طفل من الأطفال رضي الله تعالى عنه .
ولقد كان السلف فقهاء في هذا الباب وفي هذا المجال وفي غيره ، فلقد كانوا يحرصون أشد الحرص على تعليم أبنائهم كتاب كامل الله عزوجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولقد كان العلماء أعني علماء السلف يبذلون أوقاتهم لتعليم أبناء المسلمين ولو كانوا صغار ؛ فقد جاء عند الرامهرمزي في المحدث الفاصل وعند أبي نُعيم وعند الهروي في ذم الكلام وهو صحيح إلى الأعمش أن رجلا مر عليه ومعه صِبيان يعلمهم فقال له : انت إمام ومعك هؤلاء حلك ؟ - يعني هؤلاء الصغار - فقال الإمام الحافظ سليمان بن مهران الأعمش لهذا الرجل : أسكت يا أحمق فإن هؤلاء يحفظون عليك دينك .
وجاء عند الرامهرمزي في المحدث الفاصل عن حماد بن سلمة أيضا مثل هذا القول .
ولقد كان علماء السلف يجمعون من أبناء المسلمين كما ذكروا أن الضحاك بن مزاحم كان يدير تدريس أربع ألف من أبناء المسلمين ، هذا عالم واحد كانت الأمة بعافية كانت الأمة في خير كانت المة في عز لما كانت تتعلم دينها وتتفقه في الشريعة الاسلامية الإسلام .
قال أبو محمد القيرواني رحمه الله قال : خير القلوب أوعاها للخير ، وأقرب القلوب للخير القلوب التي لم يتمكن منها الشر . قال : وأولى ما عُنِيَ به الناصحون ورَغَّب في الأجر به الراغبون إتصال العلم إلى قلوب أولاد المؤمينن ليرسخ فيها وتعريفهم بعلم الديانة وحدود الالشريعة الاسلامية ليراضوا عليها ، وكان يقال إذا تعلم الصغار كتاب كامل الله رفع الله غضبه عنهم .
وكان يقال : التعليم في الصغر كالنقش في الحجر . رحمه الله .
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه حصل حكومة - يعني : خصومة - بين أب وأمرأته على الولد ، فذهبا إلى القاضي ، فقال القاضي للولد : أختر أحدهما ، فاختار الولد أباه ، فقالت أمه - أم الولد - للقاضي : سله لماذا اختار أباه ؟ فقال له : يا بني لِمَ اخترت أباك ؟ قال : لأن أمي ترسلني إلى المكتب والمعلم يضربني ، وأبي يتركني ألعب ، فقال القاضي : أمك أحق بك لأنها تهتم بتعليمك .
قال شيخ الإسلام بعد هذا الكلام قال : إذا ترك الأب تعليم اولاده فهو آثم عاص ، قال : ولا ولاية له عليهم ، لأنه مفرط في حقهم هذه مسؤولية عظيمة مسؤولية كبيرة تعليم الأبناء الإسلام مسؤولية عظيمة ملقاة على كواهل الأباء والأمهات والأولياء لابد من لقيام بذلك والإهتمام بذلك والإعتناء بذلك والحرص على الحصول على ذلك والتبصر واختيار من يعلم الأبناء ومن يدرسهم ومن يحافظ عليهم وإلا ضاع أبناء المسلمين .
وقال ابن القيم رحمه الله في تحفة المودود قال : ما أفسد الأبناء مثل تفريط الآباء وتساهلهم في تعليمهم وترك الشَّرَرِ بين الثياب ...إلى أن قال رحمه الله تعالى قال : فإن تساهل الآباء يعمل في الأبناء أشد مما يفعله بهم العدو من حيث لا يشعرون ، فكم من أب كان سببا في حرمان ولده من سعادة الدنيا والآخرة .
فتعليم المسلمين أبنائهم الإسلام أمر في غاية الأهمية ولا يكفي أن يعلموا الإسلام وكفى بل المطلوب أن علموا الإسلام الصافي النقي الذي لم تدخله شوائب البدع والضلالات والانحرافات لأن هنالك من قد ابتلي من المسلمين بضلالات كما هو حاصل عند الفرق المبتدعة وعند الأحزاب ، فهذا حاصل فمن يريد أن يؤدي ما أوجب الله عليه وأنه لا يكون يوم القيامة مُلاما ولا يكون مأخوذا [ مآخذا ] ولا معاقبا فليحرص عبلى تعليم الأبناء التعليم لشرعي ، ولا يفهم من كلامنا أننا نحرم تعليم الأبناء علوما دنيوية مباحة ، العلوم الدنيوية المباحة كتعلم الطب والهندسة وغير ذلك من العلوم الدنيوية ما في مانع أن تتعلم ، لكن لا تكون هي يعني يكون التعلم محصورا عليها ويبقى أبناء المسلمين ضائعين من جهة انهم لم يتعلموا دينهم وإنما تعلموا لدنياهم فهذا من الضياع إذا اقتصر المسلمون على تعليم الأبناء علوما دنيوية فقط .
ألا وليُعلم أنه قد حصل غلط كبير وانحراف خطير في بعض المسلمين ؛ ألا وهو بسبب تعليم أبنائهم على أيدي الكفار ، هذا التعليم له عواقب كبيرة وأضرار جسيمة تأتي على الإسلام كله ، ولقد سُئل الإمام مالك عن تعليم الأبناء في مكاتب الأعاجم فقال : هذا من المولاة لهم .
فالمسلم إذا علم ولد على أيدي الكفار فذاك من أعظم الموالاة لأعداء الله رب العالمين كما سيأتي إيضاح هذا .
وكذلك أيضا قال ابن حبيب : من علم ولده في مكاتب الأعاجم سقطت إمامته ورُدَّت شهادته . باعتبار أنه ارتكب فِسقا كبيرا ، فإنه قد حصل في عصرنا هذا ما لم يحصل قبل وقد توجه من توجه من المسلمين من آباء وأمهات وأولياء إلى الموافقة والسماح لأبنائهم وبناتهم بالتعلم على أيدي الكفار في مدارسهم وفي جامعاتهم وفي معاهدهم ، بل أعظم من هذا أن صار من المسلمين من يبعث بولده أو ببنته ليتعلم في بلاد الكفار يتعلم الإسلام عندهم وما عندهم إلا طُعُونٌ في الإسلام ومحاربة للإسلام وغرس للكفر والشرك والإلحاد فيرجع إلينا من أبنائنا من ههنا وقد تلوث عقله وفسدت فطرته وانحرف قلبه وصار مُشَرَباً بالفتن ؛ إما فتن الإباحية وإما فتن الإلحادية وإما فتن التَّشَكُّكِ في الإسلام وإما فتن احتقار الدين واحتقار المسلمين إلى غير ذلك إلا من رحمه الله .
عندي بحث في هذه الأيام حول التنصير وما أدراك ما التنصير في اليمن وفي غيره فهناك دواهي ، هناك دواهي هناك مؤامرة لم يسبق لها نظير مؤامرة على تنصير المسلمين ، لكن الحقيقة أن كواهل هذا التنصير وأن قُواه هجمت على أبناء المسلمين ، أكثر الكبار ما يأتي إليهم المُنَصِّرُونَ إلا ناذرا ولا يعتني المُنَصِّرون بتنصيرهم مثلما يعتنون بتنصير الأطفال وبتنصير الطلاب والطالبات والشباب والشابات فهذه مصيبة لها غوائلها وفيها فوائقها عياذا بالله ، ومن خلال القراءة في الكتب والبيان ووالإيضاحات لهذا الخطر وهو خطر تعليم أبناء المسلمين على أيدي الكفار يعني ظهر ما جناه المسلمون من واء هذا التعليم ، كان السلف يقولون : إذا أردت أن ترغم أنف عدوك فعلم ولدك ، علمه الإسلام حتى لا يبقى لعدوك نصيب في ولدك ولا يبقى مجال لأن يغرس فيه الشر والله المستعان .
وهذه بعض الأقوال - أعني أقوال أكثرها أقوال منصرين ومستشرقين يُبَيِّنُونَ لما اختاروا المدارس لما اختاروا الجامعات ؟ لم اهتموا بتعليم أبناء المسلمين ؟
قال هنا قال أحد كبارهم : لقد أنشأل الأتراك حصنا لفتح اسطنبول - هذه قسطنطينية كانت قسطنطينية وسميت اسطنبول لما فتحت - يعني سارت يعني مدينة إسلامية ، قال : وأنا أُنشِأُ ههنا مدرسة لهدمهم .
علمتم ايش يرى الكفار في المدرسة الواحدة أنه يهدم ما يبنيه المسلمون ، المسلمون يربون ويبنون من أجل الإسلام واعدائنا يرون أنهم يهدمون الإسلام من أساسه إذا عَلَّموا أبناء المسلمين .
وقال القِسُّ زُوَيمِرُ رئيس التنصير في مؤتمر القدس في عام 1935 : لقد قبضنا أيها الإخوان - يقولون للمنصرين - لقد قبضنا في هذه أيها الإخوان في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية التي تخضع للنفوذ المسيحي والتي يحكمها المسيحيون حكما مباشرا ونشرنا في تلك الربوع مكامن التبشير - يعني التنصير -المسيحي والكنائس والجمعيات وفي المدارس التي تهيمن عليها الدول الأوروبية والأمريكية في مراكز كثيرة ولدى شخصيات لا تجوز الْإِشَارَة إليها ، الأمر الذي يعود فيه الفضل إِلَيْكُم أولاً وإلى ضُرُوب كثيرة من التعاون الباهرة والنتائج ، وهي من أخطر ما عرف البشر في حياته الإنسانية - يعني هذا العمل أخطر ما يقع على من يستسلمون لهذا التعليم - .
وقال أيضا : المدارس أحسن ما يُعَوِّلُ عليه المبشرون في التَّحَكُّمِ بالمسلمين . لأن أبناء المسلمين إذا تَعَلَّمُوا على أيدي الأعداء إيش يصير عندهم ؟ يصير عندهم تعظيم لزعماء الكفر ، يصير عندهم تعظيم لقادة الحروب وقادة الجرائم والذين يقودون الإبادة في المسلمين ؛ لأنه ما يعلم إلا هذه الأشياء يصير عنده تعظيم لأحوال بلاد الكفار مع التعظيم للفجور الذي عندهم باسم الحضارة باسم التقدم باسم كذا .. تعظيم للإلحاد باسم أن هذه حرية وأن هؤلاء ناس تقدموا وتطوروا ، والإسلام يُعَلَّم الطعن فيه والتشويه به والإحتقار والإزدراء ، ويرى المسلمين مُتَخَلِّفِينَ وجَامِدِينَ ورَجعِيِّينَ إلى غير ذلك مما يُعَلَّمُه أبناء المسلمين .
وقال المِستر : لقد أدى البرهان إلى التعليم ، وقد أدى البرهان إلى أن التعليم أثمن وسلية إستغلها المبشرون الأمريكيون في سعيهم لتنصير سورية ولبنان - هذا يتحدث عن التنصير في سورية ولبنان ، أما الآن فهي خطة لتنصير المسلمين عموما ، والتنصير فعلا في كل بلدة لا أستثني بلدة واحدة التنصير فيها قائم على قدم وساق - .
وقال رئيس الجامعة الأمريكية - هذا في لبنان ، الجامعة الأمريكية في لبنان -: التعليم في مدارسنا وجامعاتنا هو الطريق الصحيح لزلزلة عقائد المسلمين وانتزاعه من قَبضَةِ الإسلام - يعني انتزاع أولاد المسلمين من قَبضَةِ الإسلام ، يسيرون بين أيديهم وليسوا مع الإسلام - .
وفي تقرير مؤتمر لَكنُو : لاشك في أن التربية الغربية من قَبِيلِ قوة تَنحَلُّ بها عُرَى الروابط الإسلامية .
وقال صاحب كتاب كامل الغارة على العالم الإسلامي : اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى في عاصمة السَّلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم المن التعليم الثانوية التي أسسها الأوربيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية يرجع على تأثير العمل المشترك الذي قامت به دول أوربا كلها - يعني لما عَلَّموا أبناء المسلمين في تركيا استطاعوا أن يَقضُوا على الخلافة ، على يد من ؟ على أيدي هؤلاء المتعلمين الذين استجابوا لهم ونَفَذُوا مخططاتهم -.
وقال صاحب كتاب كامل الشر وقوة الاستنارة في مصر وهو يتحدث عن بحث المُنَصِّرِين عن أقوى الطرق التي تُوَصِّلهم إلى تنصير المسلمين فقال : بحثوا عدة مجالات تساعدهم على توثيق صلتهم بالمسلمين فكان التعليم والطب والإعلام ولكنهم اتفقوا على أن التعليم هو أقصر طريق للوصول إلى غرضهم ، إذا أردنا أن نقصر الطريق فنعلم أبناء المسلمين في بلاد المسلمين نعلمهم أو في بلادهم عند أن يبعث من أبناء المسلمين إليهم .
هذه بعض الأقوال ، لما رأى السلطان عبد الحميد الثاني آخر سلاطين العثمانين الدولة العثمانية لما رأى ما عَمِلَتهُ مدارس اليهود والنصارى في مجتمعه وفي شعبه وفي دولته قال : لقد كان خَطَئُنَا جسيما عند أن سَمَحنَا بهذه المدارس .
اليوم حكام المسلمين يَسمَحُونَ للأعداء هؤلاء بإقامة المعاهد في بلاد الإسلام ومنها في الجزيرة مادة اللغة العربية في المعاهد ومدارس وغير ذلك ، هناك جامعات في مصر في لبنان في غير ذلك من الأماكن للأعداء يَفِدُ عليها أبناء المسلمين ، يتعلم هناك أبناء المسلمين ، ماذا عسى الله أن ينال هؤلاء الأبناء ؟ إنهم لن ينالوا إلا ما يُفسِدُ عليهم دينهم و يُفسِدُ عليهم دنياهم عياذا بالله .
وقد بينت إجماع أهل العلم على أنه لا يجوز بحال أن يتعلم أبناء المسلمين على أيدي الكفار ، ونزلت في ذلك فتاوى منها فتاوى جماعية ومنها فتاوى فردية ، فعلى كلٍ باختصار ما تَخَرَّجَ من أبناء المسلمين من هو شيوعي اشتراكي يقول : لا إله والحياة مادة ، ويقول : الدين أفيون الشعوب إلى غير ذلك إلا يوم أن تعلموا على أيدي الأعداء ، وما تَخَرَّجَ من أبناء المسلمين من يسب الدين ومن يسب الله ومن يسب الإسلام والمسلمين ويرى أن الحدود الشرعية أنها أمور وحشية ، وما تَخَرَّجَ من أبناء المسلمين ممن يرى الدي تخلف ورجعية ويرى التخلص منه ، ويرى أن يسير كما يسير الأوربيون والأمريكيون .. ما حصل هذا إلا بعد التعلم على أيدي الكفار .
فالمسلمون الآن يجنون ثمار هذا التعليم الذي لا دين ولا دنيا ، بل قامت الثورات والإنقلابات على أيدي هؤلاء الذين تخرجوا على أيدي الكفار ، من أجل أن يكونوا في بلادهم ضد الإسلام ضد المسلمين ضد الأمن ضد الاستقرار ضد أي خير يتحقق للمسلمين ، ومصيبة المسلمين حكاما ومحكومين في التعليم على أيدي الكفار مصيبة لا تدانيها مصيبة ، مصيبة لا تساويها مصيبة عياذا بالله .

أيها الإخوان ما المطلوب منا ؟ المطلوب مِنَّا أن نَنشُطَ لتعليم كتاب كامل الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، ندع الكسل ندع الملل ندع الجهل والغفلة خصوصا أن أهل السنة هم أرحم الناس بالناس ، وهم أحرص الناس على الخير ، وهم لا يريدون من الناس دنياهم لا يريدون من الناس دنياهم ، وإنما يريدون نشر الخير فيهم بِراً بالناس وإحسانا إلى الناس ،وحرصا على دوام الخير وازدياده وانتشاره وعلى سلامة المجتمعات من أنواع الفتن والإضطرابات والإنحرافات .
فَمُهِمَّتُنَا الأولى والعظمى والكبرى هي أن نبذل العلم النافع ما استطعنا إلى ذلك سبيلا في حِلِّنا وفي ترحالنا ، أن نبذله للرجال والنساء ، للكبار والصغار من جهة مقتدين بنَبِيِّنَا عليه الصلاة والسلام وسائرين كما كان عليه السلف .
ومن جهة ثانية نَظَراً إلى قوة الضَربَةِ التي ضَرَبَنَا بها الأعداء فشقَّت رؤوسنا وقَسَمَت ظهورنا نبادر لعَلَّنَا نتدارك شيئا ، أو نسعى في إصلاح شيء ونَسُدُّ ثغرة من الثغرات ما استطعنا إلى ذلك سبيلا .
فَحَذَارِ حَذَارِ من التساهل والتلاعب ، وأدعو أبنائنا وأبناء المسلمين أصلحهم الله جميعا إلى أن يقبلوا على تَعَلُّمِ الالشريعة الاسلامية حتى يكونوا في المستقبل حماة للدين ، ولا يجوز لهم أبدا أن يَحتَقِرُوا تَعَلُّمَ دين الله رب العالمين ، فإن هذا العلم هو النور وهو الهدى وهو القوة وهو الذي تبيض به الوجوه يوم القيامة إذا عملنا بمقتضاه ، وهذا العلم هو الذي بسببه نَرُدُّ عدوان المُعتَدِينَ ومَكرَ الماكرين وكيد الكائدين ، ويَفشَل فِينَا من يسعى إلى إفسادنا وإلى إسقاط مَجدِنَا وعِزِّنَا .
أما إذا كنا جهالا فماذا تنتظر ؟؟ ماذا تنتظر إذا كنا جهالا ؟ وهل أَوصَلَ المسلمين إلى هذا التصرف السَيِّءِ القبيح أن يتعلم أبنائُهُم على أيدي أعداء الله وأعدائهم إلا الجهل ، لو تَعَلَّمُوا أن هذا التعليم على أيدي الكفار أنه أَضَرُّ على الأبناء من السُّمِ الزُّعَافِ ، وأضر على الأبناء من أن يَخِرُّوا من السماء إلى الأرض .
فنحرص على التعلم وعلى التعليم من قِبَل الرجال من قِبَل النساء ومن قِبَل الكبار ومن قِبَل الصغار ولا نتوانى في ذلك ، يَتَعَلَّمُ كبيرنا ولو كان على العصا إكراما للعلم وتعظيما للعلم ومعرفة بقدر العلم الذي يحتاجه كل من بَقِيَّ فيه نَفَسٍ من أَنفَاسِ الحياة ، رسولنا عليه الصلاة والسلام استمر يُعَلِّمُ إلى آخر نَفَسٍ من أَنفَاسِ حياته ، فكان آخر ما قال : { الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم } . إلى غير ذلك من تعليماته .
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
محاضرة مفرغة ألقاها الشيخ

وقام بتفريغها

محسن المغربي


منقول بتصرف يسير




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©