بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب كامل العلم
باب الحث على طلب العلم
حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا عبد الله بن داود سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة يحدث عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئت لحاجة قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ( صحيح(



قوله (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم)
وضع الملائكة أجتحتها لطالب العلم قيل أنه الملائكة كونها تتوضع له وتخضع تحرص وتحضر تلك المجالس الخيرة الطيبة مجالس تحضرها الملائكة التي هي مجالس العلم .وقيل أنها تضع أجنحتها معنى أنها تنتهي من طيرانها وسيرها وأنها تقف عنده وتحضر ذالك المجلس الذي هو مجلس الذكر و مجلس العلم وهذا يدل على
فضل العلم وفضل أهله وفضل مجالس العلم.

(وإن العالم ليستغفر له من في السماوات و الارض حتى الحيتان في جوف الماء )هذا شيئ عظيم هذه المخلوقات الكثير العلوية والسفلية .السماء بما فيه من ملائكة والملائكة لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى والارض وما فيها من دواب وحوانات في البري و البحر كله تستغفر لطالب العلم هذا شيئ عظيم هذه العوالم الكثير والخلائق الكثيرة في السماوات وفي الارض هذا شأنها مع طالب العلم تستغفر له وتدعوا له هذا شرف عظيم. السماء فيها ملائكة لا يحصهم إلا الله عزوجل . البيت المعمور الذي هو في السماء السابعة وهو فوق الكعبة وهو محاذ للكعبة ولو سقط لسقط عليه يدخله يوميا سبعون ألفا من الملائكة ومن دخله لا يعود إليه مرة أخرة هذا يدل على كثرتهم خلق كثير كل هؤلاء يستغفرون لطالب العلم ويدعون لطالب العلم هذا شرف وفضل كبير من الله سبحنه وتعالى للمشتغل بعلم قال الله قال رسوله قال الصحابة الكرام رضي الله عنهم وارضاهم .وقيل إن هذه الدواب تستغفر لطالب العلم لان طالب العلم يشتغل بشيئ يعود عليها نفعها وذالك لأن العلم الشرعي فيه الرفق بالحونات وهذه الدواب وكذالك الحث على الأنفاق عليه ومن يكون مالكا لها ويصل إليها نفع العالم ونفع طالب العلم لأنه يظهر الشيئ الذي يعم نفعه حتى يصل إلى هذه الدواب وإلى هذه المخلوقات.
(المصدر - شرح مفصل سنن أبي داود- الشريط رقم 261)




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©