بدعية إقامة الذكرى السنوية للميت

السؤال الأول من الفتوى رقم ‏(‏7598‏)‏



س1‏:‏ هل يكون الميت ثقيلًا أم خفيفًا؛ وذلك وهو في النعش، وهل يطير كما يقع هنا في وقتنا ومن قبل أيضًا؛ كما يحكى لنا من السالفين‏؟‏ وماهي الطريقة التي نمشي بها في المشهد ‏(‏الجنازة‏)‏ هل تكون في صمت، أم أن هناك أناس يقولون وحدوا الله، وغير ذلك‏؟‏ وما هو رأي فضيلتكم في الدعاء للميت؛ هل يكون بقراءة القرآن على روحه، أم أن ذلك بدعة كما يقول بعض الفقهاء‏؟‏ وما رأي فضيلتكم في السرادقات عقب موت فلان التي تقام والخميس، والأربعين، والذكرى السنوية وغير ذلك‏؟‏



ج1‏:‏ يختلف ثقله وخفته باختلاف عظم جثته ونحافته وكبره وصغره، وما يزعمه بعض ضعاف النفوس من المنحرفين؛ من أن الميت الواحد يثقل أحيانًا على حَمَلَة نعشه، ويخف أحيانًا عليهم، وأنه يطير بالنعش أحيانًا أو يجري بحملته إلى جهة يحب أن يدفن فيها، أو جهة أخرى لأمر ما كرامةً له، وإشعارًا بصلاحه، وأنه من أولياء الله ـفزعم كاذب، وقد يكون ما يدعى من جرى بحملته أو دعوى ثقل أو خفة من خداع حملته، وكذبهم، وقد كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ مع كثرتهم، وخيار السلف وأئمتهم لا يحصون عدًا، كانوا أصلح من هؤلاء، وأعبد منهم لله، وأتقى، وأعظم ولاية لله، ولم يحصل لأحد منهم شيء من ذلك حينما شيعت جنازاتهم‏.‏
والسنة في تشييع الجنازة الصمت، وتذكر الموت، والقصد إلى أداء الواجب من دفن الميت، ومن البدعة أن يقرأ أمامه قصيدة البردة أو سورة الدهر، أو آيات منها أو يقال وحدوا الله، أو نحو ذلك‏.‏
والصدقة على الميت مشروعة من غير تحديد وقت، وزيارة القبور للرجال سنة والدعاء لأهلها عند الزيارة سنة، ومن ذلك أن يقول زائرها‏:‏ ‏(‏السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية‏)‏ ويدعو المسلم لأخيه المسلم بالمغفرة والرحمة والتثبيت عند المسألة إذا دفن‏.‏
وما يصنع من الطعام يوم الخميس أو الجمعة، ويذهب به إلى المقبرة لتوزيعه على الفقراء عندها بدعة، وكذا اجتماعهم يوم الأربعين، أو ليلته، لذكرى الميت، وكذا إقامتهم ذكرى سنوية للميت كل ذلك من البدع المحدثة، وقد ثبت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏(‏من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد‏)‏، ونوصيك بقراءة كتاب كامل ‏(‏الإبداع في مضار الابتداع‏)‏، للشيخ علي محفوظ، وكتاب كامل ‏(‏السنن والمبتدعات‏)‏ للشيخ محمد عبدالسلام خضر ‏.‏
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو/ عبد الله بن غديان
نائب الرئيس/ عبد الرازق عفيفي
رئيس اللجنة/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز


منقول




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©