عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فيشفعان "


هذا حديث ضعيف .

أخرجه عبد الله بن المبارك في مسنده (96) ، و في " الزهد – رواية نعيم بن حماد " (385) – و من طريقه كلا من البغوي في تفسيره (1 / 204) ، و الجورقاني في الأباطيل ( 683 ) - ، و أحمد في مسنده (2/174 ، رقم 6626) ، و محمد بن نصر المروزي في قيام الليل كما في مختصره للمقريزي ( ص 46) ، و الطبراني في المعجم الكبير ( 14672 – القسم الجديد ) ، و الحاكم في المستدرك (1/740 ، رقم 2036) – و عنه البيهقي في الشعب (2/346 ، رقم 1994) - و أبي نعيم في الحلية (8/161) ، و الذهبي في معجم الشيوخ الكبير ( ترجمة رقم 61) ،

كلهم من طريق حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا به .

قال الحاكم : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
قلت : و ليس كما قال ، لأن حي لم يخرج له مسلم .
و قال أبو نعيم : غريب من حديث وهيب و رشدين لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن الأشعث.
و قال الجورقاني : هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ .
و قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/181) :" رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال الطبراني رجال الصحيح" .
و قال في (10 / 381) : " رواه أحمد وإسناده حسن على ضعف في ابن لهيعة وقد وثق ".
و قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة : " رواه أبو يعلى الموصلي وفي سنده ابن لهيعة، لكن رواه أحمد بن حنبل والطبراني في الكبير ورجالهما رجال الصحيح ورواه ابن أبي الدنيا بإسناد حسن والحاكم وصححه " .


قلت : و هذا إسناد ضعيف غريب تفرد به حيي بن عبد الله المعافري .
قال أحمد بن حنبل : أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرٌ .
قال يحيى بن معين : ليس به بأس، وفي رواية ابن محرز، قال: صالح الحديث، ليس بذاك القوي .
و قال البخاري : فيه نظر
و قال النسائي عنه بعد حديث رقم (1971) في السنن الكبرى : ليس ممن يعتمد عليه ، و قال في الضعفاء و المتروكين (162) : ليس بالقوي .
و قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة، وذكر له أحاديث كثيرة لا يتابع عليها .
و قال ابن حجر : صدوق يهم .
قلت : لذا كان تفرده بهذا الحديث ، مما لا يحتمل منه .
قلت : و قال المنذري في الترغيب والترهيب ( 2/50 / رقم 1455) : " ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب كامل الجوع وغيره بإسناد حسن " .

قلت : و لم أجده في المطبوع من كتاب كامل الجوع لابن أبي الدنيا .


قلت : ثم أن الحديث روي موقوفا على عبد الله بن عمرو رضي الله عنه من كلامه ، أخرجه الذهبي في سير أعلام النبلاء (12/22) ، و في (14/ 435) فقال : سمعت أبا الحجاج الحافظ يقول لشيخنا أبي الفضل أحمد بن هبة الله في سنة ست وتسعين وست مئة: أخبركم أبو الغنائم المسلم أحمد بن علي المازني سنة ثمان وعشرين وست مئة فأقر به، أخبرنا على بن الحسن الحافظ ببعلبك: أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر الهروي، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار، حدثنا حميد بن زنجويه النسوي، حدثنا عثمان بن صالح، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه قال: الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة يقول الصيام: يا رب، إني منعته الطعام والشراب والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: يا رب، إني منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان فيه " .
ثم قال : إسناده لين .


قلت : و إسناده ضعيف لأجل ابن لهيعة و هو ضعيف مختلط ، ، و أبي قبيل هو حيي بن هانئ بن ناضر المعافري المصري، من رجال " التهذيب " ، قال الحافظ في " التقريب ": صدوق يهم.
قلت : و لكن عثمان بن صالح قد حدث عن ابن لهيعة بعد الاختلاط ، فالرواية المرفوعة التي رواها ابن لهيعة و رشدين بن سعد و ابن وهب ( و هو من العبادلة الذين رووا عن ابن لهيعة قبل الاختلاط ) كلهم عن حي بن عبد الله المعافري هي الصواب .




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©