روىجرير ، عن عطاء ابن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس يرفعه في قوله تعالى : (( وَإنْ كُنْتُمْ مَرضَى أَوْ عَلَى سَفَر ))(1) قال : إذا كانَتْ بالرَّجُلِ الجراحةُ في سبيلِ اللهِ، أو القُروح أو الجُدَري ، فَيُجنِبُ ، فَيَخافُ إنِ اغتسلَ أنْ يموتَ فليتيمَّم(2) .
أخرجه : ابن الجارود (129) ، وابن خزيمة (272) بتحقيقي ، وابن عدي في " الكامل " 7/75 ، والدارقطني 1/176 ط. العلمية و (678) ط. الرسالة ، والحاكم 1/165 ، والبيهقي 1/224 وفي " السنن الصغرى " (213) وفي " معرفة السنن والآثار" له (342) ط. العلمية و (1647)
و(1648) ط. الوعي ، والضياء المقدسي في" المختارة "10/296-297 (315) من طريق جرير ، بهذا الإسناد .

وهذا إسناد رجاله ثقات ، إلا أنَّ عطاء بن السائب اختلط بأخرة ، قال يحيى بن معين فيما نقله ابن عدي في " الكامل " 7/72-73 : (( وحديث جرير وأشباهه بعد تغيّر عطاء في آخر عمره )) ، وقال أيضاً فيما نقله ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 6/431 (1848) : (( عطاء بن السائب اختلط ... وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديث عطاء .. ولا يحتج بحديثه )) ، وقال ابن عدي في " الكامل " 7/73 : (( كان قد اختلط ، فمن سمع منه قبل الاختلاط فجيد ، ومن سمع منه بعد الاختلاط فليس بشيء .. وجميع من روى عن عطاء روى عنه في الاختلاط إلا شعبة وسفيان )) ، وقال أحمد بن حَنْبل فيما نقله ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 6/431 (1848) ، وابن عدي في " الكامل " 7/73 : (( من سمع منه قديماً كان صحيحاً ، ومن سمع منه حديثاً لم يكن بشيء ، سمع منه قديماً مثل شعبة وسفيان ، وسمع حديثاً جرير ،
وخالد بن عبد الله ، وإسماعيل بن علية ، وعلي بن عاصم فكان يرفع عن
سعيد بن جبير أشياء لم يكن يعرفها ))(
3) .

قال ابن الملقن في " البدر المنير " 2/672 : (( لعل هذا منها )) .
قال ابن خزيمة عقب (272) بتحقيقي : (( هذا خبر لم يرفعه غير عطاء بن السائب )) .
وقال البزار فيما نقله عنه ابن حجر في " التلخيص الحبير " 1/393 (198) : (( لا نعلم رفعه عن عطاء من الثقات إلا جريراً )) . وعلى هذا فإنَّ هذا الحديث سواء كان مرفوعاً أو موقوفاً فإنَّه ضعيف ؛ لأنَّ الراوي عن عطاء سمع منه بعد الاختلاط .
إلا أنَّ جريراً توبع على روايته المرفوعة عن عطاء بن السائب ، تابعه
علي بن عاصم كما في " العلل " لابن أبي حاتم (40) إذ رواه عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلمفي المجدور والمريض إذا خاف على نفسه تيمم .

قال أبو زرعة كما في " علل الحديث " لابن أبي حاتم (40) : (( ورواه جرير أيضاً ، فقال : عن عطاء ، عن سعيد ، عن ابن عباس – رفعه – في المجدور – قال(4) : إن هذا خطأ ، أخطأ فيه علي بن عاصم ورواه أبو عوانة وورقاء وغيرهما ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد ، عن ابن عباس موقوفاً ، وهو الصحيح )) .
وقال الدارقطني 1/177 ط. العلمية و (680) ط. الرسالة : (( رواه
علي بن عاصم ، عن عطاء ورفعه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ووقفه ورقاء وأبو عوانة وغيرهما ، وهو الصواب )) .

وقد روي هذا الحديث موقوفاً على علي بن عاصم .
فأخرجه : البيهقي 1/224 من طريق علي بن عاصم ، قال : حدثنا
عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : في الرجل تصيبُهُ الجنابةُ وبه الجراحةُ يخافُ إذا اغتسلَ أنْ يموتَ ، قال : فليتيمّمْ وليصلِّ ، موقوفاً .

وتابع علي بن عاصم على الرواية الموقوفة :
1- شجاع بن الوليد عند ابن أبي حاتم في " تفسيره " (5362) عن
عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : (( وَإنْ كُنْتُمْ مَرضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ
)) قال : هو الرجل المحدود أو به الجرح فيخاف أنْ يغتسل فيموت فليتيمم الصعيد .

2- سلاّم بن سليم عند ابن أبي شيبة (1076) .
3- عاصم الأحول عند الدارقطني 1/177 ط. العلمية و (679)
و(680) ط. الرسالة عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : رُخِّص للمريض التيمم بالصعيد .

وأخرجه : البزار (5076) من طريق سفيان ، عن عاصم الأحول ، عن قتادة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : رخصَ للمريضِ في التيمم

بالصعيد إذا كان مجدوراً .

وأخرجه : البيهقي 1/224-225 من طريق شعبة ، قال : أخبرني عاصم الأحول ، عن قتادة ، عن عزرة ، عن سعيد بن جبير ، به موقوفاً .
فعلى هذا يتبين أنَّ عاصماً قد اختلف في رواية هذا الحديث ، فرواه تارة عن عطاء ، عن سعيد ، وتارة عن قتادة ، عن سعيد ، وأخرى عن قتادة ، عن عزرة ، عن سعيد . إلا أنَّ الراجح من هذا الاختلاف هو الأخير منه ؛ لأنَّه توبع عليه ، فقد قال البيهقي 1/224 : (( ورواه إبراهيم بن طهمان وغيره
أيضاً ، عن عطاء موقوفاً ، وكذلك رواه عزرة ، عن سعيد بن جبير

موقوفاً )) (
5) .

أخرجه : الطبري في " تفسيره " (7589) ط. الفكر و 7/60 ط. عالم الكتب من طريق سعيد ، عن قتادة ، عن عزرة ، عن سعيد بن جبير ، موقوفاً عليه دون ذكر ابن عباس في قوله تعالى : (( وَإنْ كُنْتُمْ مَرضَى )) قال : إذا كان به جروح أو قروح يتيمم .
انظر : "البدر المنير" 2/670-672 ، و" إتحاف المهرة " 7/70 (7354) ، و " التلخيص الحبير" 1/393 (198) .

.............................. .............................. ......
([1]) المائدة : 6 .
(2) لفظ رواية ابن خزيمة .
(3) عند ابن عدي : (( لا يرفعها قبل ذلك )) .
(4) قوله : (( قال )) من كلام ابن أبي حاتم أقحمه في قول أبي زرعة للتوضيح .
(5) أما طريق ابن طهمان فلم أقف عليه .




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©