تحقيق قول جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما :
" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ، ودع أذى الخادم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك ، ويوم صيامك سواء " .
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 422 ح 8852) ، والحاكم في معرفة علوم الحديث ( 1 / 19 ) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (3/316 ح3646 ) من طريق ابن جريج ، عن سليمان بن موسى ، قال : قال جابر : " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم [ المحارم ، ك ، هق] ، ودع أذى الخادم ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ، ولا تجعل يوم فطرك ، ويوم صيامك سواء ".
هذا الأثر عن جابر ـ رضي الله عنه ـ لا يصح .
سليمان بن موسى وهو الأموي مولاهم ، الدمشقي ـ رحمه الله ـ ، لم يسمع من جابر ـ رضي الله عنه ـ .
قال المزي في تهذيب الكمال (3037) : سُلَيْمَانُ بنُ مُوسَى الأَمَوي ، مولاهُم أَبو أَيُّوب ، ويقال : أبو الرَّبـيع ، ويقال: أَبو هشام الدِّمَشْقِي الأَشْدَق، فقيه أهل الشّام في زمانه (فق 4).
أرسل عن جابر، ومالك بن يخامر السكسكي الدمشقي، وأبـي سيارة المتعب....
وقال ابن معين : سليمان بن موسى ، عن مالك بن يخامر مرسل، وعن جابر مرسل .
... وقال أبو حاتم : محله الصدق، وفي حديثه بعض الاضطراب، ولا أعلم أحداً من أصحاب مكحول أفقه منه ولا أثبت منه.
وقال البخاري : عنده مناكير.
وقال النسائي : أحد الفقهاء، و ليس بالقوي في الحديث .
وقال في موضع آخر: في حديثه شيء .
وقال ابن عدي : وسليمان بن موسى فقيه راوٍ، حدث عنه الثقات، وهو أحد علماء أهل الشام، وقد روى أحاديث ينفرد بها لا يرويها غيره، وهو عندي ثبت صدوق .
وقال دحيم : مات سنة (15).
وقال خليفة وغير واحد : مات سنة تسع عشرة ومائة .
قلت : وقال الدارقطني في «العلل» من الثقات : أثنى عليه عطاء والزهري .
وقال ابن سعد: كان ثقة، أثنى عليه ابن جريج.
وقال ابن حبان في «الثقات»: مات سنة (15) من شربة سقيها، وكان فقيهاً ورعاً.
وذكر العقيلي عن ابن المديني : كان من كبار أصحاب مكحول ، وكان خولط قبل موته بـيسير.
وذكره ابن المديني في الطبقة الثالثة من أصحاب نافع . وقال يحيـى بن معين : ليحيـى بن أكثم : سليمان بن موسى ثقة، وحديثه صحيح عندنا.
وقال عنه الحافظ في التقريب ص (255) : " صدوق فقيه في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل " .
وفي الطبقات (7 /315) : " سليمان بن موسى الأشدق، ويكنى أبا أيوب، وكان ثقة، أثنى عليه بن جريج قال : وقال معتمر بن سليمان ، عن برد قال : كانوا يجتمعون على عطاء في المواسم فكان سليمان بن موسى هو الذي يسأل لهم ، ومات سليمان سنة تسع عشرة ومائة في خلافة هشام بن عبد الملك " .

وهذا الأثر ضعفه أبو عبد الله الحاكم في معرفة علوم الحديث ( 1 / 19 ) فقال : " ومما يلزم طالب الحديث معرفته ، نوع من الموقوفات وهي مرسلة قبل الوصول إلى الصحابة ، ومثال ذلك :
ما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحربن نصر، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرني محمد بن عمرو، عن ابن جريج ، عن سليمان بن موسى قال : قال جابربن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ : " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المحارم، ولسانك من الكذب، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء " .
قال الحاكم : هذا حديث يتوهمه من ليس الحديث من صناعته ، أنه موقوف على جابر، وهو موقوف ومرسل قبل التوقيف ، فإن سليمان بن موسى الأشدق لم يسمع من جابر ولم يره ، بينهما عطاء بن أبي رباح في أحاديث كثيرة ، وربما اشتبه أيضاً على غير المتبحر في الصنعة فيقول : لم يلحق ابن وهب محمد بن عمرو بن علقمة ولا روى محمد بن عمروبن علقمة عن ابن جريج ، ومحمد بن عمرو هذا هو اليافعي شيخ من أهل مصر، وليس بابن علقمة المدني . أهـ
وجاء هذا الأثر موقوفاً على سليمان بن موسى :
ففي الرقائق والزهد لابن المبارك (460) : عن ابن المبارك ، عن ابن جريج قراه ، قال : قال سليمان بن موسى : " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب ، ودع عنك أذى الخادم ، وليكن عليك سكينة ووقار ، ولا تجعل يوم صومك ، ويوم فطرك سواء " ‏.
والله تعالى أعلم .





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©