فورَ ورودِ خبر ٍما ينبعثُ هاجسٌ في مدى التطابقِ بين الخبر والواقع..
والهاجسُ له ما يبرره حيث تفعيل التدابيرِ الوقائية من ماهية الخبر الآتي ينمُ عن وعي بضرورةِ الخفاظ على منظومة الأفكار لكل فرد منا...فليس في مَلْكي الخبر اختراقَ المنظومة الفكرية إلا بعد دحر الهاجس بأمرين لا ثالث لهما...
انتفاءقصدِ قلْبِ الواقع عبر إيهام ما لم يقع –الكذب-وحينها يضْمُر الهاجس ولا يمحي إلا بعد انتفاء الأمر الآخر...
والآخر يتقاطع والأولَ في مجافة الخبر للواقع ولكنه ينفك عنه في عدم قصد القَلْب وإزماع التمويه-الخطأ-...
وهكذا يتبدد الهاجس وأثراً بعد عين يُرى ويجد المتلقي رحال النص تحط في وجدانه ...
والشي نفسُه المحدّثون قاموا به في الخبر النبوي فأعملوا التدابير الوقائية المذهلة والتي تشف عن كَلَفِهم الشد يدِ بألا يتسربَ للسنة زيوفُ القول وكَذِبُه...
فتراهم اشترطوا في خماسيتهم الشهيرة عدالة الناقل وضبطه واتصال السند وانتفاء الشذوذ والعلة ، فالأولُ نضمنُ منه صدق الراوي وأن ليس الكذب وارد ساحته فوافر الديانة والمروءة تمنعان من سقوط الناقل في وحل الكذب وبراثنه وبـ(الضبط) نحتاط في كون الناقل تجنب الخطأ في نقله وأن الوهم غير متحقق عنده حالة نقل الخبر وبــ(اتصال السند)نحتاط من الأمرين معاً كونُ الساقطِ واردِ عليه
( الكذب) و (الخطأ)
واشتراط انتفاء (الشذوذ) و(العلة) عائد لدفع وقوع الخطأ الأدق وذلك عند إعمال نسبية الخبر ،فالخطأ الأدق يُدرَك عند إعمال مقارنة بين الناقل وآخر نستشف من إجراء العملية الخطأ الأدق عند أحدهم...
وبهذا ندرك أن المحدثين بنوا سداً لا يسطيع- فضلا عن يستطيع- خبرُ ناقل خرقَه كما خُرق سدُّ مأرب...
فرحم الله المحدثين وأنزل الرحمات على قبورهم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©