اداب تناول الطعام






كان عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- غلاما صغيرا تربى عند النبي صلى الله عليه وسلم،
وذات يوم جلس يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان لا يأكل من أمامه، ولا يتأدب باداب الطعام، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك )[متفق عليه].
***
جلس رجل مع النبي صلى الله عليه وسلم على طعام، فأكل الرجل بشماله،
فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال له: (كل بيمينك). فتكبر الرجل وقال: لا أستطيع -مع أنه يستطيع أن يأكل بيمينه-
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا استطعت) ما منعه إلا الكبر. فشلت يد الرجل، ولم يقدر على رفعها إلى فمه بسبب كبره ومخالفته لأمر النبي صلى الله عليه وسلم. [مسلم].
***
الإنسان لا يستغنى في حياته عن الطعام والشراب،، لكن المسلم لا ينظر إلى الطعام والشراب على أنهما هدف وغاية ينبغي أن يسعى إليها،،
وإنما يجعل طعامه وشرابه وسيلة يتوصل بها إلى الحفاظ على حياته ومرضاة ربه سبحانه ،،

┓ وهناك اداب يجدر بكل مسلم أن يتحلى بها في طعامه وشرابه ،، وهي
┓ الأكل من الحلال:
على المسلم أن يحرص على الأكل من الحلال واجتناب الحرام،
يقول تعالى:{يا أيها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [_البقرة: 172]. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (طلب الحلال واجب على كل مسلم. [الطبراني]. لذلك فالمسلم يبتعد عن الطعام والشراب المحرم، مثل لحم الخنزير، والدم، والميتة، والخمر،... ويستمتع بما خلقه الله من طيبات.
┓ الاعتدال:
فالمسلم يعتدل في الأخذ بأسباب الدنيا وملذاتها، وقد أمر
الله -سبحانه- بالتوسط في الطعام والشراب، فقال: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف: 31]. وقال صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ادمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن ادم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) [الترمذي].

┓ غسل اليدين قبل الطعام:
المسلم يحرص على النظافة، وغسل اليدين قبل الأكل وبعده؛ لأن دينه دين النظافة والطهارة.

┓ التسمية في أول الطعام:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله -تعالى- فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله، فليقل: بسم الله أوله واخره [أبو داود والترمذي].
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يأكل، ولم يسم الله حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه (فمه)
قال: باسم الله أوله واخره. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: (ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه.[أبو داود والنسائي].

┓ عدم عيب الطعام:
المسلم لا يعيب طعاما اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان لا يعيب طعاما أبدا، إن أحبه أكله، وإن كرهه تركه.

┓ النية في الطعام:
المسلم يحول جميع أعماله إلى طاعة وعبادة باستحضار النية الصالحة،
فهو يأكل امتثالا لأمر الله -سبحانه- ومن أجل تقوية جسمه والمحافظة على حياته؛ حتى يؤدي دوره في الحياة ويقوم بعبادة الله.

┓ التفكر في الاء الله المنعم الرازق:
فعلى المسلم أن ينظر فيما أمامه من ألوان الطعام وروائحه المختلفة وأصنافه المتعددة، وقد خرجت كلها من الأرض، فسبحان الله الذي أنبتها وهيأها للإنسان.

┓ الأكل من جانب الطعام:
المسلم يأكل من جانب الطعام مما يليه ولا يأكل من وسطه، وقد أمر صلى الله عليه وسلم عمر بن أبي سلمة أن يأكل مما أمامه.
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن ليأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها [أبو داود والترمذي].

┓ الاجتماع على الطعام:
يستحب الاجتماع على الطعام لتنزل البركة على الحاضرين،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية [مسلم].
وقد جاء جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يشكون إليه أنهم يأكلون ولا يشبعون، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
(فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه [أبو داود].

┓عدم استعمال أواني الذهب والفضة:
لا يجوز للمسلم أن يستعمل الأواني المصنوعة من الذهب والفضة في طعامه أو شرابه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الذي يأكل أو يشرب في انية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم. [مسلم]. والمسلم يأكل بيده، أو ما تيسر له من أدوات المائدة.

┓جلسة الطعام:
يستحب للمسلم إذا كان يأكل على الأرض أن يجلس على إحدى قدميه ويرفع الأخرى،
ولا مانع من أن يتناول طعامه على مائدة، ويكره أن يجلس المسلم متكئا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا اكل متكئا). [البخاري].

┓ عدم الأكل في الشارع:
المسلم يتجنب الأكل والشرب وهو يمشي في الشوارع؛ لأن ذلك لا يتناسب مع اداب الأكل، وينافي اداب الطريق.

┓ كيفية الشرب:
إذا أراد المسلم أن يشرب ماء أو غيره -مما أحل الله من المشروبات- فعليه أن يشرب على ثلاث مرات وأن يتنفس خارج الإناء،
وأن يسمي الله إذا شرب ويحمد الله إذا انتهى، ولا ينفخ في الشراب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفخ في شراب. [ابن ماجه] وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم [الترمذي].

┓ حمد الله عقب الأكل:
إذا انتهى المسلم من طعامه فإنه يحمد الله -سبحانه- ويشكره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة. غفر له ما تقدم من ذنبه [أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مستغني عنه ربنا [البخاري].
ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها [مسلم والنسائي والترمذي].

┓ الإقتصاد في الطعام:
المسلم يقتصد في طعامه وشرابه، فهو يشتري كمية الطعام التي تكفيه،
حتى لا يضطر إلى إلقاء كميات كبيرة من طعامه في سلة القمامة، فهو يعلم أن هناك من المسلمين في أنحاء العالم من لا يجد لقمة خبز ولاشربة ماء.

┓ بقايا الطعام:
الإسلام دين النظافة، والمسلم نظيف، لا يلقي القمامة في الشارع،
ولكنه يحرص على وضعها في صندوق خاص، فإلقاء القمامة في الشوارع تؤدي إلى كثرة الحشرات، مما يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض،
وليحرص المسلم على أن يكون طعامه على قدر حاجته، فإن اشترى طعاما يعلم أنه زائد عن حاجته؛ أهدى لجيرانه منه.

┓ أكل طعام غير المسلمين:
أحل الله للمسلم أن يأكل من أطعمة أهل الكتاب (وهم اليهود والنصارى)
قال تعالى: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم} [المائدة: 5] وذلك بشرط ألا يكون الطعام والشراب حراما مثل لحم الخنزير أو الخمر، فعندئذ لا يحل أكله أوشربه ،،



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة