الياس توما
كان ينظر إلى التعرق في السابق على انه إشارة إلى توفر الاستعداد الجنسي، أما الآن فهو مستهجن ويدل على عدم اهتمام المرء بنظافته الشخصية، لذلك تجري مكافحته بمضادات التعرق وبمزيلات الرائحة. فما أوجه الاختلاف بين المضادات والمزيلات، وما الأشياء التي تؤثر في التعرق؟

للتعرق عدة أسباب، من أهمها المحافظة على درجة مستقرة لحرارة الجسم وتبريد سطحه وترطيبه. أما العرق فهو سائل مائي ليس له رائحة، ويشكل الماء %95 منه، أما البقية فمواد تتكون من نفايات الجسم، ويتبخر عن سطح الجسم من دون أن نلاحظ ذلك، أما الكمية التي تتبخر فهي 500 ملم من الماء يوميا.
والتعرق، سواء كان غزيرا أو قليلا، تقوم به غدد موجودة على سطح الجسم بشكل غير متساو، باستثناء الشفاه والجفون، أما العدد الأكبر من غدد التعرق الصغيرة فتوجد في القدمين، في حين أن العدد الأقل موجود على الفخذ. وتفقد هذه الغدد فعاليتها ووظائفها مع تقدم العمر، ما يعني انه كلما تقدم العمر بالإنسان يتعرق أقل.
وتكون غدد التعرق الكبيرة تحت الإبط أو على الفخذ أو على حلمة الثدي، وتبدأ هذه الغدد عملها بالحدود القصوى لها قبل أن تحل فترة المراهقة، أما بعد الثلاثين فينخفض نشاطها.
ويتولى الدماغ قيادة وتوجيه هذه الغدد التي تنتج سائلا اصفر اللون مكثفا، يضم دهونا وبروتينات. أما السبب الرئيسي لزيادة التعرق فيكمن في رد فعل الجسم على ارتفاع درجة الحرارة في المكان الذي نوجد فيه أو بعد القيام بجهد عضلي.
وعلى خلاف الرجال فان النساء يمتلكن عددا اقل من غدد التعرق، ولذلك يفرزن خلال الساعة بالمعدل الوسطي 180 ملم من العرق فيما يتعرق الرجل بالمعدل الوسطي 250 ملم.
ويعود السبب في ظهور الرائحة الكريهة التي ترافق التعرق إلى تحليل العرق للبكتيريا، أما علاج ذلك فيكمن في استخدام مضادات التعرق ومزيلات الرائحة واستخدام الصابون المضاد للبكتيريا، كما أن من المهم بمكان الالتزام بقواعد النظافة اليومية.
الإفراط في التعرق
النشاط المرتفع والمستمر لغدد التعرق يسمى طبيا «هيبرهيدروزا»، أي الإفراط في التعرق، ويشمل هذا الأمر في الأغلب منطقة الإبط وراحة اليد والقدم. ويمكن معالجة التعرق الدائم للإبط والقدم وراحة اليد باستخدام مستحضرات خاصة تباع عادة في الصيدليات مثل دريكلور أو بأخذ حقن بوتولوتوكسين، غير أن هذه الحقن يجب أن تستخدم بمعرفة طبيب الأمراض الجلدية، أما تأثيرها فيستغرق ما بين 4 إلى 6 اشهر.
وينبه الأطباء إلى أن زيادة التعرق يمكن أن تكون إشارة إلى وجود إشكالات صحية في الجسم، لاسيما ازدياد نشاط الغدة الدرقية وانخفاض مستوى السكر في الدم أو وجود تورمات أو التهابات مزمنة، أو حدوث تغيرات هرمونية نتيجة لانقطاع الطمث أو البدانة.
وتظهر بعض التعرقات نتيجة لدخول الزيوت العطرية من الطعام إلى الجلد، وفي هذه الحالة ينصح باستبعاد السمك والثوم والكاري والبصل والكمون من وجبات الطعام.
أما إذا كنتم لا ترغبون بالتخلي عن ذلك، فينصح بمضغ الكلوروفيل الذي يوجد في أوراق الخضرة، لأنه يحيد عملية تحرر الرائحة الكريهة أثناء مضغ الطعام، ويضم مادة تحد من افراز التعرق، وتؤدي إلى سحب ما يتم تعرقه من الغدد.
مزيلات الرائحة
تضم مزيلات الرائحة مواد مضادة للبكتيريا، تمنع تكاثرها في الأجزاء المنحلة من العرق، وتضم هذه المزيلات عادة الكحول الذي يزيل كثافة الرائحة، غير أن تأثيره يمتد لفترة قصيرة، لهذا تستخدم هذه المزيلات عدة مرات في اليوم لأنها لا تحد من تشكل العرق، وإنما تحد فقط من الرائحة الكريهة المرافقة له.
أما مضادات التعرق الحديثة فتحتوي على جزيئات الفضة التي تدمر البكتيريا التي تسبب نشوء الرائحة الكريهة وتمنع التعرق أيضا، وفي الوقت نفسه تقدم رائحة طيبة تبقى كل النهار. كما أن الفضة ليست سامة، بل هي مطهرة وتقتل الطفيليات وتساعد في تجدد الخلايا.
أملاح الالمنيوم
وتحتوي مضادات التعرق أيضا على أملاح الالمنيوم التي يمكن أن تعرقل قنوات التصريف أحيانا وتحد من التعرق، غير أنها تؤدي إلى تهيج الجلد عندما تكون مركزة بشكل عال، لهذا يتم وضع كميات قليلة منها في هذه المضادات، لهذا لا داعي للخوف من إمكان تسبيبها بإشكالات صحية.
ويؤخذ على أملاح الالمنيوم أنها تلعب دورا في نشوء تورمات صغيرة تحت الإبط، غير أن الدراسات الطبية المختلفة في مراكز معالجة الأورام السرطانية لم تؤكد وجود أي دليل علمي على ذلك.
ويلاحظ في الفترة الأخيرة استخدام مواد غازية بركانية الأصل في مضادات التعرق الجديدة، الأمر الذي يضمن الحماية لفترة أطول من حدوث الرطوبة في منطقة الإبط وانتشار الرائحة الكريهة.
إن أملاح الالمنيوم تحد من التعرق كي يتم تشكل رطوبة اقل على سطح الجلد، في حين أن المواد الغازية تمتص الرطوبة الزائدة وتبخرها.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©