مرحبا يا أساتذة المنتدى في الفلسفة قلبي سيتوقف سأضع لكم مقالتي وقيموني فيها انا انتظر
مقالتي كانت حول الحقيقة النسبية اثبت صحة الأطروحة وهي كالتالي
يعيش الانسان في عالم متجدد متغير ممايدفعهالى البحث عن الحقيقة التي تعرف بماهية الئ وجوهره وخاصية كل ماهو حق والقضية الصادقة وماتمت البرهنة عليه وبسعي الانسان ورائها واعتقاده فيها تستمر الحياة ،شاع بين الفلاسفة والمفكرين أن الحقيقة مطلقة ثابتة تتجاوز متغيرات الزمان والمكان هناك فكرة تناقضها ترى أن الحقيقة نسبية متغيرة بتغير التجارب لاقت هذه الأخيرة تأييدا من طرف الفلاسفة والمفكرين ، فما السبل لاثبات موقف أنصلرها ورفض موقف خصومها؟

يرى أنصار الأطروحة أن الحقيقة نسبية فلا وجود لحقائق ثابتة كون الحقيقة تتغير بتغير التجارب ومن مؤيدي هذا الطرح :جون ديوي ، وليام جيمس وتشارلز بيرس وقد انطلقوا من مسلمة أساسية هي كلما تغيرت التجارب والحوادث تغيرت الحقيقة فهي نسبية تقوم على المنفعة اذ لاوجود لحقيقة ولافكرة صادقة ان لم تعد علينا بالنفع ، ومن الأدلة المؤكدة على مصداقية هذا الطرح ، اشترك الفلاسفة البرغماتيون في اعتبار أن الحقيقة نسبية متغيرة فلا وجود لحقيقة مطلقة لأن الحقائق تتغير بتغير التجارب وهذا ماأكده جون ديوي عندما اعتبر التفكير وسيلة نلجأ اليها كلما صادفتنا مشكلة ما بحل تلك المشكلة باختراع وسائل ضرورية أو بتجاوز المواقف المعقدة وهذا يؤكد أن الحقيقة نسبية فهي لا تحدث دفعة واحدة بل تنمو وتتطور وتتراكم بالعمل والتجارب ، وقد بين تشارلز بيرس أنه لكي نبلغ الوضوح التام في أفكارنا فاننا لا نحتاج الى الى اعتبار مايترتب عنها من نتائج يمكن تصورها ذات طابع عملي وهذا في قوله(( ان الحقيقة تقاس بالعمل المنتج)) والحقيقة نسبية لأنها تتغير من شخص الى آخر فمنهم من يعتبرها في تحقيق النجاح والسعادة والعض الآخر لا وقد أصر البرغماتيون على النتائج النفعية والعملية كمكونات أساسية للحقيقة فلا وجود لحقيقة تأتي من عالم المثل فالحقيقة موجودة في عالم المحسوسات تحتاج الى علل وأسباب حتى نكون وهذا يبرر انها نسبية تتأثر بتغيرات الزمان والمكان وتختلف من شخص الى أخر كل حسب رغبته في الحقيقة وكيف ينظر اليها وكون الانسان يسعى الى تحقيق منافعه وهذا الذي يهمه لأنه يرى أن التجربة أو الحادثة التي لا تحقق رغبته ومنفعته ليست حقيقة والعكس مع البعض الآخر فقد يرون أن هذه التجارب تحقق منفعتهم وتجلب لهم سعادة ، ولو تأملنا النظر عند بعض الفلاسفة والمفكرين والعلماء كل حسب رؤيته للحقيقة ومنهم من يرى أن الحقيقة أو التجربة التي قدمها صحيحة وصادقة والبعض الآخر قد يراها خاطئة فيلجأ الى البحث عن الفكرة الحقيقية فمثلا الكرة الأرضية كثير من العلماء اختلفوا حول شكلها منهم من قال دائرية ومنهم من قال محدبة والبعض الآخر أكد أنها مستطيلة فنجد هناك تضارب حول الحقيقة كل حسب رؤيته لها وهذا يبرر أن الحقيقة نسبية ، فالجاهل لا يرى الحقيقة كما يراها العالم وكذلك الفيلسوف كل حسب تفكيره واعتقاده فيها وحسب ماتحقق له من أغراض عملية لذا فهي ليست مطلقة بل نسبية

يرى خصوم الأطروحة ان الحقيقة مطلقة ثابتة تتجاوز متغيرات الحياة ومن مؤيدي هذا الطرح : ديكارت ، سبينوزا ، من الأدلة التي تؤكد طرحهم : أكد ديكارت أن الحقيقة في الأصل ليست واقعا وتجارب عملية بل هي أفكار موجودة في العقل والطريق الى هذه الحقيقة يكون عن طريق الشك المنهجي الذي بواسطته ننتهي الى أفكار لا تقبل الشك وهي أفكار بسيطة فطرية موجودة في العقل كالبديهيات والهوية وعدم التناقض التي هي أساس كل يقين وهذا يبرر أن الحقائق مطلقة ثابتة ترتفع فوق كل شئ تدرك بواسطة الحدس العقلي ، وقد أكد سبينوزا أن الحقيقة تستلهم معياريتها الخاصة من ذاتها وهوشرط ضروري حتىلا تصبح في مستوى واحد مع الأحكام الخاطئة والحكم الصادق يحمل في طياته الوضوح مايمنع عنه مغالطة الذات يقول سبينوزا (( ان الأفكار الواضحة لا يمكن أن تكون كاذبة فكما النور يكشف عن نفسه وعن الظلمات كذلك الكذب معيار نفسه ومعيار الكذب ))فالحقيقة ثابتة مطلقة لاتحتاج الى علل وأسباب تدرك بواسطة العقل ولا تتأثر بمتغيرات الزمان والمكان لأن لها البداهة والوضوح والانسان لا يرضى باغموض بل يسعى الى تجديد شكوكه عن طريق الوضوح وكون الحقيقة تأتي من عالم المثل على حد تعبير أفلاطون فهي مطلقة ثابتة وواضحة وهذا يمنع عنها كل خطأ

بالغ خصوم الأطروحة في التأكيد على أن الحقيقة مطلقة وثابتة معيارها الوضوح لكن الواقع يؤكد ان ماهو واضح عندي قد يكون عند غيري غامض ولو تأملنا في نظرية الوضوح لوجدناها ذاتية وكثير من التصورات والأشياء قد تبدوا لنا واضحة في أذهاننا صادقة فنعتبرها حقيقية لكنها قد تكون خادعة مثل فكرة دوران الأرض عند غاليلي وخصومه واختلافهم حولها كل حسب رأيه فقد تكون هناك أفكار واضحة لكنها كاذبة لا يمكن اعتبارها مطلقة لأن هذا القول مبالغ فيه

لقد تبين عندي الدفاع عن الأطروحة القائلة ان الحقيقة نسبية بأدلة جديدة تتمثل في : اعتبر وليام جيمس الحقيقة نسبية وقد تبلور رأي تشارلز بيرس أكثر عند جيمس الذي يقول ((ان المذهب البرغماتي لا يهمه أن يسأل عما هي الحقيقة ومعنى ذلك ان مايهم الرغماتية أساسا هو صدق المعتقدات هذا الصدق يكون بمدى حاجتنا العملية لهذه الأفكار)) والمقصود بهذا أن الحقيقة ليست غاية كما يؤكد المذهب العقلاني بل هي وسيلة لتحقيق أغراضنا العملية ، كما أن الصدق والمنفعة صفتان مترادفتان لدى جيمس الذي يقول ((ان الصدق هو أعلى مراحل التحقيق والفائدة هي أعلى مراحل الصدق)) ويقصد أن الذي يحدد الصدق للفكرة هو تحقيق نتاج صدقها وآثارها في محيط التجربة، فاذا كان التحقيق ايجابيا كانت الفكرة صادقة وسينتج عن صدقها نتائج منها أني قد أستعملها لتحقيق فكرة أخرى أو استعملها للقيام بسلوك معين وهنا يظهر معنى فائدتها ومنفعتها لذا فالحقيقة نسبية من التعليم الثانوية اذا ماقورنت بالممارسة العملية

نستنتج مما سبق أن الأطروحة القائلة ان الحقيقة نسبية صادقة وصحيحة لذا يجب الأخذ بمنطق أنصارها ورفض منطق خصومها فالواقع يؤكد أن الحقائق تختلف باختلاف التجارب وكذلك الانسان يسعى وراء الحقائق التي تجلب له منافعه كالسعادة والنجاح وهذا يحقق بالممارسة العملية ، والعمل لا يحدث دفعة واحدة بل يتطور لذا الحقيقة نسبية لا تحصل دفعة واحدة بل بعد ممارسة طويلة تتغير فيها الحوادث والتجارب يقول وليام جيمس (( كل مايحقق نجاح هو حقيقة))

أتمنى تقيموني بسرعة أنا أنتظر وشكرا جزيلا لكم




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©