بسم الله الرحمن الرحيم
من خلال تصفحي لهذا المنتدى لاحظت أن هناك من يسمي شهادة الشهادة بكالوريا BAC بـ"شهادة العمر" وهذا اللفظ لا يسلم من عدة وجوه:
أولا، هذه التسمية تدل على أن شهادة الشهادة بكالوريا BAC هي شهادة الحياة كلها، لأن الألف واللام في "العمر" تفيد الاستغراق أي أنها تستغرق جميع عُمر الإنسان وهذا المعنى ينافي كمال الإيمان باليوم الآخر وأن الشهادة الأكبر التي يحوزها الإنسان هي إنما عند سؤاله في القبر وعند وقوفه أمام الله عز وجل {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} –الأحزاب- فتلك حقا شهادة العمر، أما شهادة الشهادة بكالوريا BAC فلا تعدو كونها شهادة للمرحلة المن التعليم الثانوية لا غير.
ثانيا، إطلاق هذه التسمية فيه تعظيم لما حقره الله عز وجل في كتاب كامله، إذ فيه تعظيم مبالغ للعلم الدنيوي الذي قال الله جل وعلا فيه: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)} –الروم- أي أن هذا العلم الذي تميز به الكفار خاصة حقير لأنه لا يجاوز ظاهرا من الحياة الدنيا ولأنه لا نفع له في الحياة البرزخية ولا في اليوم الآخر ولا يدرك هذا إلا عاقل، وهذا لا يعني أني أتهجم على العلم الدنيوي وإنما لأبين أنه لا ينبغي تعظيمه بأي شكل من الأشكال فيوجد من هو أعظم منه بكثير.
ثالثا، هذا الاسم يوحي بالرهبة والقلق بالنسبة للذين لم يخوضوا تجربة الشهادة بكالوريا BAC بعد، في حين أنهم يحتاجون إلى من يبين لهم أن امتحان شامل الشهادة بكالوريا BAC هو امتحان شامل عادي كسائر الامتحان شاملات.
رابعا، كما يبعث هذا الاسم شيء من الغرور في نفوس الذي تحصلوا على شهادة الشهادة بكالوريا BAC خاصة المتفوقين منهم، مع العلم أن مشوار الدراسة لم ينتهي بعد، وأن الشهادة الأصح هي في خدمة الوطن والمجتمع والفرد، فهناك تكتمل سعادة الإنسان بنجاحه في ختام مشواره الدراسي والأخذ في تحقيق هدفه من كل ما جد واجتهد في ذلك المشوار الطويل ألا هو نفع الخلق بما تعلم وعلم.
هذا والذي أنصح به إخواني أن يجتنبوا مثل هذه الألفاظ آملا وراجيا منكم قبول نصيحة أخ محب لكم في الله، والله أسأل أن يوفقنا لكل خير، ويجنبنا كل شر.





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©