المنهج التجريبي وعلم النفس:
خصائص الحادثة النفسية المعقدة:
 إن النفس جوهر ميتافيزيقي يقصد به عادة مجموع الأحوال الشعورية الداخلية،وهذا ما صعب اتخاذها كموضوع للتجربة .
 إنها ظواهر كيفية وداخلية ذات صبغة شخصية غير قابلة للملاحظة، ولا يمكن تحديدها كما هو الشأن في الظواهر الطبيعية فلا مكان للشعور مثلا.
 الظواهر النفسية دائمة الحركة والتغير ولا تعرف السكون حيث يقول هنري بروغسون إن الشعور يتسم بالديمومة والحركة فلا يمكن أن تبقى على حالها في زمنين مختلفين وسوف يدرسها كماض لا كموضوع حاضر،وبالتالي من الصعب ضبط قوانينها.
 ظاهر فريدة من نوعها لا تقبل التكرار والنتائج المستخلصة بعد دراستها ذات صبغة ذاتية.
 ظاهرة معقدة تتشابك فيها العمليات النفسية مثال ذلك الإدراك مع الإحساس، الذكاء مع الخيال....
موضوع علم النفس :
تعددت تعاريف علم النفس نظرا لتعقيد الظاهرة النفسية ونظرا لتعدد مدارس علم النفس،ومن أبرز التعريفات:
- هو العلم الذي يدرس الإنسان كفرد.
- هو العلم الذي يختص بدراسة السلوك الإنساني وعلاقته بالبيئة المحيطة من خلال الطريقة العلمية في البحث :كيف يتعلم الإنسان، كيف يفكر،وما هي التغيرات التي تطرأ على الإنسان عندما يفكر أو عندما يقع فريسة لمرض عقلي أو نفسي....
- هو العلم الذي يدرس الظواهر النفسية ويسعى إلى اكتشاف قوانينها التي تخضع لها.
تعدد مناهج علم النفس:تعدد الناهج في علم النفس نظرا لتعدد المدارس النفسية،ومن أبرز المناهج المعروفة في علم النفس:
1/ النهج الاستبطانيINTROSPECTION : يعتبر من أقدم المناهج في علم النفس اعتمدت عليه المدرسة الكلاسيكية ومن أنصارها الفيلسوف روني ديكارت ،ويقصد به ملاحظة الذات لذاتها من الداخل دراسة وصفية للأحوال النفسية ،ويسمى أيضا بالتأمل الذاتي ،وهكذا نتعرف على أحوالنا مباشرة حيث أن العارف والمعروف شيء واحد.
النقد: يرى الفرنسي أوغست كونت أن الاستبطان ليس طريقة علمية لاتحاد الذات الملاحظة وموضوعها﴿غياب الموضوعية﴾ وعدم إمكانية وصفها بدقة لأن الحوادث النفسية متحركة وهناك حوادث سريعة يتعذر تأملها خاصة الانفعالية،كما ذهب الطبيب سيجموند فرويد إلى إن الأحوال النفسية ليست شعورية فقط بل هنا أحوال لا شعورية كالهستيريا والهيجان ،والوقوف على الشعور فقط هو تشويه للحقائق،ويرى هنري بروغسون أن الاستبطان يعتمد في الوصف على اللغة بينما اللغة لا يمكنها التعبير بأدق عن الأحوال النفسية،كما أن مجال استخدامه ضيق جدا حيث لا يمكن تطبيقه إلا على الأسوياء ولا يمكن تطبيقه مثلا على الأطفال والمجانين.
2/المنهج السلوكي الموضوعي: واعتمد هذا المنهج أنصار المدرسة السلوكية المدرسة السلوكية التي أسسها الأمريكي جون واطسن1878-1958،وظهر نتيجة التطورات التي حصلت في علم البيولوجيا خاصة الفيزيولوجيا،،ويقتصر على دراسة السلوك من حيث هو ردود أفعال تقوم بها العضوية اتجاه المثيرات ،فالسلوك إذن قابل للملاحظة الخارجية ،حيث يقوم الباحث بدراسة المظاهر الخارجية الجسمية والعضوية للعمليات التنفسية،وبالتالي فبدلا من دراسة الأحوال الشعورية للفرد يكفي مراقبة سلوكا ته وتصرفاته حيث يقول واطسن: «إن الشعور ليس موضوع علم النفس لأنه ظاهرة إضافية لا طائل فيها،وإنما السلوك» ،وهكذا يمكن تحقيق الدراسة الموضوعية في علم النفس،وقام بتفسير أي حادثة نفسية تفسيرا فيزيولوجيا، خاضعة لقوانين المنعكس الشرطي،عل أساس أن كل حادثة نفسية ماهي إلا أفعال خاضعة للمنعكس الشرطي مستعينا بذلك بنتائج دراسات العالم الروسي بافلوف1849-1936 تجربته على الكلب،وتجارب ثورندايك الذي اهتم بطرق التعلم عند الحيوانات ،هذا ما فتح المجال أمام الباحثين إلى استعمال ألا ت الشروط العضوية التي تحدث فيها الحادثة النفسية،بل وأصبح بإمكان استخدام آلات فيزيائية للكشف عن علاقات ثابتة للإحساس عند تغيره تبعا لتغير مثير فيزيائي معين حيث استطاع كل من فيخنر وفيبر صياغة قانونه القائل أن الإحساس يساوي لوغريتم المؤثر وقانون بيرون القائل بأن النسيان يزداد بصورة متناسبة مع قوة لوغاريتم الزمن،واستخدام أجهزة للقياس:كقياس الذكاء مثلا.
نقد: لاشك أن علم النفس التجريبي قد بلغ درجة منت الموضوعية لا تزال عصية على علم النفس الاستبطاني فأصبح التفسير السببي الموضوعي ممكنا بعيدا عن الذاتية،كما أن التقدير الكمي قد رفع الدراسات النفيسة إلى مستوى العلم،وأصبح لعلم النفس مجموعة من القوانين.لكن هذا يجعل من الصعب التمييز بين ما هو نفسي وماهو فيزيولوجي،كمنا أن سلوك الإنسان ليس خاضع لآلية المنبه والاستجابة بصفة مطلقة لأن الإنسان كائن واع.
3/ منهج التحليل النفسي: مدرسة التحليل النفسي التي أسسها الطبيب النمساوي سيجموند فرويد 1856-1939 وهو مختص في الأمراض العصبية، اقر أن الحياة النفسية ليست شعورية فقط بل هنا جانب آخر وهو الجانب اللاشعوري،وكان يعتمد على التنويم المغناطيسي الإيحاء التنويمي في علاج الأمراض النفسية،وفي عام 1889 انتهج طريقة التفريغ بحيث يحث المريض أثناء التنويم المغناطيسي على تذكر الحوادث والخبرات الشخصية الماضية وعلى التنفيس APREACTION عن العوائق والمشاعر المكبوتة،ثم استغنى عن التنويم المغناطيسي لأن المريض سرعان مايعود إلى مرضه بعد العلاج،واستبدلها بطريقة التداعي الحر / التعبير الحر SSOCIATION DES IDEESحيث يحث الطبيب مرضاه في حالة اليقظة على تذكر الحوادث والتجارب الشخصية الماضية وإطلاق العنان لأفكارهم تسترسل من تلقاء نفسها دون شرط أو قيد ويطلب منهم أن يتحدثوا عن كل ما يخطر ببالهم من مشاعر حتى وإن كانت مؤلمة أو تافهة أو معيبة،وهذا ما يعرف الآن بالتحليل النفسي،وفسر سيجموند فرويد الأمراض النفسية والحياة النفسية ككل على أساس نظرية الكبت: فالحوادث الماضية والشخصية الأليمة والمشينة يتم كبتها في ساحة اللاشعور REFOULEMENT ،وهذا الكبت هو نتاج صراع غريزة الليبيدو التي تطلب الإشباع دائما بالأوضاع الاجتماعية أو العائلية ،وبدلا من يتقبل الشخص العدول عن الرغبة في إرضاء حاجات الليبيدو فانه يعمد، بدلك إلى كبتها أي إبعادها في ساحة اللاشعور غير أنها تبقى تمارس تأثيرا على سلوكه من دون أن يشعر بذلك، فتتحول تلك الرغبات المكبوتة إلى عقد وأمراض نفسية.
النقد: إن فكرة اللاشعور فكرة غامضة تتضمن تناقضا فمن التناقض القول أن الحياة النفسية شعورية ولا شعورية، كما أنها جعلت من الإنسان مجموعة غرائز، بينما هو كائن واع وأخلاقي.
استنتاج :إن تعدد المناهج في علم النفس أدى إلى فهم أعمق للحياة الإنسانية والسلوك الإنساني.

قيمة العلوم الإنسانية:
إن الباحث في العلوم الإنسانية يتأثر بأحواله الخاصة سواء كان عالما نفسيا أو مؤرخا أوعالما اجتماعيا،واستعمال المنهج التجريبي فيها أمر صعب مهما حاول العلماء إدخال التقدير الكمي لضبط نتائجها،لكن لا يمكن إنكار أن العلوم الإنسانية قد أصبحت الآن تدرس حوادث موضوعية،فالمادة التاريخ يعتمد على دراسة الوثائق ونفقدها وتمحيصها،علم الاجتماع يقوم على دراسة المؤسسات والمشاكل الاجتماعية وأسبابها وحلولها، وعلم النفيس يهتم بدراسة السلوك الذي يخضع للملاحظة الخارجية،وبالتالي فالعلوم الإنسانية تساعد الإنسان على تفادي الأخطاء بمعرفة شروطها و دواعي سلوكاته الفردية والاجتماعية.
المنهج التجريبي في علم الاجتماع:

خصائص الحادثة الاجتماعية: ﴿العوائق﴾

1/ ظواهر لا يمكن إخضاعها للتجريب لأنها إنسانية ومعنوية مرتبطا بالإنسان وحياته الاجتماعية وعلاقاته. كما أنها كيفية قابلة للوصف الكيفي، وليس التقدير الكمي ،حيث يقول جون استوارت ميل: إن الظواهر المعقدة لا تصلح أن تكون موضوعا حقيقيا للاستقراء العلمي المبني على الملاحظة والتجريب. »
2/ ليست حوادث اجتماعية خالصة حيث تنطوي على جوانب نفسية وجوانب بيولوجية وجوانب مادة التاريخية حيث اعتبرها علم النفس غابريال تارد1843-1904 أنها حوادث صادرة عن فئة من الإفراد، لذا لابد من دراسة الأحوال النفسية لهؤلاء الإفراد لتفسيرها،وهناك من يعتبرها جزء من المادة التاريخ لأن الحوادث الاجتماعية تقع في المجتمعات عبر الزمن والمكان مثل العادات والتقاليد والمعتقدات والطقوس.....
3/ظاهرة خاصة وليست عامة لأنها مرتبطة بالأفراد، وبالتالي استحالة دراستها موضوعيا أو الوصول إلى نتائج عامة. أو التنبؤ بها.
4/ظواهر إنسانية مرتبطة بحياة الإنسان وحرية إرادته ،وهذا يعني أنها ليست خاضعة لقوانين ثابتة مثل ظاهرة الطلاق فبالرغم من توفر الأسباب فللزوج الحرية في الاختيار
ما موضوع علم الاجتماع:
أطلق ابن خلدون 1332-1406 اسم العمران البشري حيث يقول في كتاب كامله ديوان العبر: « إن علم العمران مختلف عن علم الخطابة وعلم السياسة ،ذو موضوع مستقل بنفسه وهو العمران البشري الاجتماع الإنساني ،ويبحث في كل ما يعرض للبشر في اجتماعاتهم من أحوال العمران وما على ذلك من الأسباب بوجوه برهانيه من تأثيرالاقليم على أحوال البشر وأخلاقهم ،كما يبحث في البدو والحضر،وفي الدولة وماهيتها ونشأتها وأسبابها ودواعي تقدمها وانقراضها والمعاش والصناعة والعلوم»،ويعزى ظهور علم الاجتماع إلى الفرنسي أوغست كونت1758-1857 ،وأطلق عليه مصطلح الفيزيقا الاجتماعية ،ودعا إلى ضرورة فصل دراسة الظواهر الاجتماعية عن علم اللاهوت والنظريات الفلسفية ،وحدد موضوعه : الكائن الاجتماعي بصفة عامة،ويعتبر أول من أطلق كلمة سوسيولوجي للدلالة على هذا العلم .ثم جاء تلميذه عالم الاجتماع إميل دوركايم 1858-1917 الذي حدد موضوع علم الاجتماع باعتباره علم مستقل يدرس الظواهر الاجتماعية ويبحث في العلاقات العامة، وهذا ما جسده في كتاب كامله قواعد المنهج في علم الاجتماع أكد فيه إمكانية دراسة الظواهر الاجتماعية دراسة علمي :
أ/ أولا حدد وشخص خصائص الظاهرة الاجتماعية حتى يصحح الاعتقاد القديم بأنها ظواهر نفسية،مؤكدا أنها ظاهر مستقلة بذاتها،وتتجلى خصائصها: - إنها ظاهرة عامة وجماعية من صنع المجتمع حيث أنها خارجة عن شعور الأفراد، فهي ليست من صنع الإفراد بل تابعة للجماعة ومشتركة بين جميع أفرادها ممثلة في الضمير الجمعي،لها وجود مستقل وهي أسبق في الوجود من الفرد فعندما يولد يستقبلها تامة التكوين،فالعقائد والعادات والطقوس الدينية يتلقاها الفرد من الخارج،وهذا يعني أن وجودها موضوعي OBGECTIVITE . وفي هذا يقول «كما تختلف خصائص المركب الكيميائي عن خصائص عناصره كذلك تختلف إرادة الجماعة عن إرادة الفرد فالمجتمع مركب فريد بنوعه هو حقيقة قائمة في ذاتها. »
- الظواهر الاجتماعية إلزامية قهرية ذات طابع إكراه CONTAINTE ،تنطوي على قوة قاهرة تفرض رائع نفسها على أفراد المجتمع من سلوك وتقاليد وتفكير وعواطف،وإذا حاول الفرد الخروج عنها شعر برد فعل ضاغط وقاهر يقوم به المجتمع ضده حيث يقول دوركايم: إ»ني لا أشعر بهذا القهر أو لا أكاد اشعر به حين أستسلم له بمحض إرادتي .....إن هذا القهر يؤكد وجوده بقوة متى حاولت مقابلته بالمقاومة،وبالتالي فان هناك قوانين اجتماعية تفرض رائع نفسها على الفرد،لابد على عالم الاجتماع اكتشافه. »
- وإذا كنت الظواهر الاجتماعية من صنع المجتمع وإلزامية فهذا يعني حسب دوركايم أنها عامة ومنتشرة وثابتة تتجلى في شكل واحد وتتكرر عبر الزمن وبالتالي يمكن استخلاص قوانين عامة،فالعادات والتقاليد تتشابه في تفاصيلها حتى وان كانت البيئات بعيدة عن بعضها البعض تجمعها وحدة الظروف ووحدة الظواهر، ومثال ذلك النظام الإقطاعي عرف في الهند البراهماتية وفي أوروبا في القرون الوسطى..
- الظاهرة الاجتماعية مادة التاريخية لأنها تعبر عن لحظة من لحظات مادة التاريخ الاجتماع البشري. وهكذا اثبت دوركايم إمكانية دراسة الظواهر الاجتماعية دراسة موضوعية واستقرائية ولهذا يقول يجب أن نعالج الظواهر على أنها أشياء.
ب/تحديد منهج علم الاجتماع
وضع دوركايم قواعد المنهج في علم الاجتماع وهي كما يلي: يجب أن يعتبر عالم الاجتماع الحوادث الاجتماعية أشياء حتى يتمكن من دراستها دراسة موضوعية،وحتى يصل إلى أسباب الظاهرة الاجتماعية لابد من الاعتماد على بعض العلوم المساعدة خاصة المادة التاريخ وعلى الاثنوغرافيا ومن أبرز المناهج التي اعتمدها دوركايم في علم الاجتماع:
1/المنهج المادة التاريخي: يعتبر دوركايم المادة التاريخ وسيلة بحث وملاحظة وسجل الملاحظات الاجتماعية يطلع عل أحوال الماضي من الأمم في أخلاقهم وعاداتهم ،وإذا بني على دقة النظر والنقد استطاع عالم الاجتماع أن يعتمد على أخباره ووقائعه، والاطلاع على أصل الحوادث الاجتماعية وأشكالها الأولية،ويطلع على تعاقب الأحوال الاجتماعية وتبدلها عبر الزمن،ومن خلال المادة التاريخ يتسنى له معرفة أسباب تغيراتها واستمرارها،حيث يقول :«إن المادة التاريخ وحده يساعدنا على ارجاع وضع من الأوضاع إلى عناصره المقومة لأنه يبين لنا كيف تولدت هذه العناصر في الزمان بعضها بعد بعض،وهو بذلك يضع كل عنصر من العناصر تحت الظروف التي ولد فيها... فيطلعنا على الواسطة التي تمكننا كمن تعيين أسباب حدوثه»،ويعتمد في هذا المنهج على مادة التاريخ المقارنة حيث يدرس الظاهرة من خلال مراحلها وتطوراتها كي يتسنى له معرفة أسبابها والعوامل المتحكمة فيها حيث يقول: «ليس لنا إلا طريقة واحدة للبرهان على وجود علاقة سببية بين حادثتين وهي المقارنة وهي المقارنة بين الحالات التي وجدا فيها متلازمين في الوقوع والتخلف والبحث عن التغيرات في مختلف الظروف »، فيطلع عالم الاجتماع على تلازم الحوادث الاجتماعية في الوقوع والتخلف مطبقا بذلك القواعد الاستقرائية،وتأخذ المقارنة عدة أشكال:كالمقارنة بين تغيرات حادث اجتماعي في أمة واحدة: مثال دراسته دوركايم لظاهرة الانتحار من خلال التغير الزماني والمناطق الجغرافية والطبقات الاجتماعية والسن والجنس والمهنة، أو دراسة تغيرات طاهرة في عدة مجتمعات من الجنس واحد: تطور الأسرة الأبوية في روما وأثينا واسبرطة، أو دراسة تغيرات ظاهرة في عدة مجتمعات نمن أجناس مختلفة لتتبع تطورها من الأشكال البسيطة إلى الأشكال المعقدة مثل تطور النظام الأسري عبر المادة التاريخ.ومنه فالدراسة المادة التاريخية للظواهر الاجتماعية بمثابة خطوة ملاحظة وتجريب وتعليل.
2/الاستعانة بالاثنولوجيا: إذا فشل المادة التاريخ في الكشف عن أصل الأوضاع الاجتماعية الأولى فانه يحتاج إلى علوم مساعدة وهي الاثنولوجيا وهو علم يهتم بدراسة الأقوام والأعراق البشرية والأجناس في بداياتها ونشأتها وخواصها وأحوالها البدائية،ويرى في حياة المجتمعات البشرية البدائية المعروفة في افر يقيا وأمريكا الجنوبية اليوم شبيهة بحياة الإنسان ما قبل المادة التاريخ،لذا يكفي المقارنة بينها وبين المجتمعات المتطورة حتى يستخلص مختلف التغيرات وعواملها.
3/المنهج الإحصائي: يعتبر الإحصاء في علم الاجتماع من العلوم المساعدة أيضا ،ويهتم بدراسة الحادثة والتعبير عنها في أرقام ورسوم بيانية ،وبالتالي فهذا الأخير يقرب الدراسات الاجتماعية إلى المفاهيم الرياضية حتى تتحلى باليقين،و يساعد عالم الاجتماع في ضبط نتائج المباحث السابقة وتحديد الظواهر الاجتماعية وبيان تغيراتها والعوامل المؤثرة فيها ،وطبق دوركايم هذه الدراسة ف كتاب كامل الانتحار ووصل إلى أن عدد حوادث الانتحار تتبدل بتبدل الظروف الاجتماعية وحاول الكشف بين نسبة المنتحرين المئوية والحالة المدنية والدين ونمط العيش،واستنتج من خلال دراسة إحصائية أن الانتحار يتناسب عكسا مع درجة الاندماج في المجتمع العائلي .
نقد: بالرغم من تميز علم الاجتماع بهذه المناهج فان نتائجه تبقى نسبية لأنها ظواهر متغيرة،كما عارض المفكر الفرنسي مونرو دوركايم في القول أن الظواهر الاجتماعية أشياء،لأن الحوادث الإنسانية ليست قابلة للتفسير على غرار الحوادث الطبيعية فعالم الاجتماع لا يمكنه أن يقف موقف الحياد حيال دراسته بل يتأثر بالظروف التي تحيط به،ويفسرها على ضوء ما عاشها هو كونه فرد من المجتمع./الاستاذة سويحي إيمان/من التعليم الثانوية سيدي لعجال/ ديزاد باتنة

ادعوا لوالدي بالجنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©