مرحبا بكم في موضوع جديد في المجال النفسي
وذلك من تقديم مجموعة:


×× أنوار الدنآآ ××


مقدمة:
يعتبر موضوع السعادة من أجمل المواضيع مقترحة و رسمية التي عالجها الكتاب كامل والمفكرون ، وتحدث عنها القصصيون والروائيون ، وتغنى بها الشعراء ، وترنم بها الأدباء ،فالسعادة كنز لاطالما سعى البشر منذ آدم- عليه السّلام- الى تحقيقه فالانسان بطبيعته يبحث عن أسمى الأشياء وأنفس الموجودات و السعادة هي أغلى وأعظم ما قد يمتلكه الإنسان فمهما كان الانسان ذا مال أو جاه ،ذا قوة أو أو صحة ، ذا سلطة أو نفوذ ، فلا معنى لحياته ما لم تتخللها ولو لحضات السعادة وهته هي الحقيقة التي دفعت بالانسان الى البحث عن أي طريقة لتحصيلها ولكن هذا يدفعنا إلى التساؤل عن ما هي السعادة ، ما معناها، ولما لها كل هته الأهمية ؟هل هي موجودة أصلا؟ وهل يمكن للانسان أن يعيش حياة سعيدة ؟ام انها من المستحيلات ؟وأسئلة أخرى كثيرة دفعتني إلى البحث لايجاد أجوبة تشفي غليلي وترضي فضولي وسأعرض لكم في موضوعي هذا أهم الحقائق التي توصلت لها من خلال موضوعي هذا ، راجية من الله تعالى أن أتمكن من مساعدتكم ولو قليلا بما فيه من معلومات.
تفضلوا بالقراءة رجاءآ:
تعريف بسيط للسعادة:
السعادة هي إحساس داخلي بالفرح، نبرمج عليه نفوسنا، ونلتقط خيوطه من كل مناسبة مهما كانت صغيرة، وكأن السعادة هي "عادة " الاستمتاع بالأشياء؛ متعة ً تتجاوب معها كل مكونات الإنسان، النفسية والعقلية والجسدية، أو جلّها, حتى التوافه من الأشياء التي نتعالى عنها أحياناً لأننا كبار، كبار القدر أو السن أو الاهتمام، علينا أن نعيد النظر في موقفنا منها، وأن نقبل الاستمتاع بها مهما كانت صغيرة..
الإنسان والسعادة:
إن الإنسان يلمس ارتياحا في نفسه وهو يستمع إلى أحاديث عن السعادة ، ووجد في قراءة كتب عنها ما يلبي رغبة عنده ، فازداد شغفا بالسعادة وحلم بها ، وتطلع اليها ، ورتح يبحث عنها في مأكله ومشربه ، وملبسه و أثاثه، وبيته وبيئته ، واهله واصدقائه ، وامواله ومجموعاته ، ورحلاته ومغامراته ، وأعماله وسهراته ....الخ.ولكنه كان يصاب بخيبة الأمل ، ويتخيل نفسه في كل مرة أمام سراب خادع ، فيتساءل ببراءة: هل ضللت الطريق ؟ وتراه يسأل نفسه: وهل من سبيل للوصول إلى السعادة التي أنشدها ؟ ثم لا يلبث أن ينظم إلى المتفائلين أو المتشائمين.
الإسلام يحقق السعادة الأبدية للإنسان:
لقد جاء الإسلام بنظام شامل فوضع للإنسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية والأخروية وبذلك ضمن للإنسان ما يحقق له جميع مصالحه الدنيوية والأخروية ، فقد جاء الإسلام للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على : النفس والعقل والمال والنسل والدين
فالسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين:

- السعادة الدنيوية :
فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفلللإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى, إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوىسبيل إلى الآخرة ، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياةالآخرة


السعادة الأخروية :
وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة ، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياتهالدنيا


السعادة ليست في الماديات فقط :
إن السعادة في المنظور الإسلامي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط ، وإن كانت الأسباب المادية من عناصر السعادة . ذلك أن الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته لذا كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي كأثر مترتب على السلوك القويم
وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها :
أ/ قال الله تعالى: (( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون . ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ))
ب/ وقال الله تعالى : (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ))
ج/ وقال صلى الله عليه وسلم: ( من سعادة ابن آدم : المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح )

من طرق تحقيق السعادة في الاسلام
ليست السعادة في وفرة المال .. ولا سطوة الجاه .. ولا كثرة الولد ولا نيل المنفعة .. ولا في العلم المادي .السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه : صفاء نفس وطمأنينة قلب .. وانشراح صدر .. وراحة ضمير السعادة - كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي - : " شيء ينبع من داخل الإنسان .. ولا يستورد من خارجه . وإذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية .. والقلب الإنساني .. فإن الإيمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها .. وغذاؤها .. وهواؤها "
ويقول أديب مصر ( مصطفى لطفي المنفلوطي ) رحمه الله :" حسبك من السعادة في الدنيا : ضمير نقي .. ونفس هادئة .. وقلب شريف " .
-وسكينة النفس - بلا ريب - هي الينبوع الأول للسعادة . " هذه السكينة كما يقول الدكتور القرضاوي في كتاب كامله القيم ( الإيمان والحياة )–روح من الله ، ونور يسكن إليه الخائف ، ويطمئن عنده القلق ، ويتسلى به الحزين " .
-والرضا درجة أعلى من درجة الصبر ، لا يبلغها إلا من أتاه الله إيمانا كاملا وصبرا جميلا ، فترى الراضي مسرورا راضيا فيما حل به ، سواء أكان ذلك علة أم فقرا أم مصيبة ، لأنها حدثت بمشيئة الله تعالى ، حتى قد يجد ما حل به نعمة أنعم الله بها عليه .
-طبع الإنسان على حب الدنيا وما فيها ، وليس السعيد هو الذي ينال كل ما يرغب فيه .. إن الأسعد منه هو الذي يقنع بما عنده .قال سعد بن أبي وقاص لابنه : " يا بني ، إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة .. فإن لم تكن قناعة .. فليس يغنيك مال " ومن كبح هواه ، ولم يسمح لشهواته أن تتسلط عليه سمي عاقلا مالكا لهواه وسعد في دنياه وآخرته .
نصائح لتحقيق السعادة:
-كن طفلاً يستمتع بكأس شاي يشربه، معطياً الزمن حقّه، أو إصبع شوكولاته يتذوقه، أو وجبة يتعاطاها بسرور منفرداً مع نفسه، أو مع من يحب (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا )[النور/61] .

-كن طفلاً يتطلع للسفر، ويحلم بالأشياء الجميلة، ويضحك للنكتة دون أن يدقق فيها إن كانت تستحق أو لا تستحق، ويتذكر أنه سينام فَيُسرّ لهذه المنحة الربّانية التي ستدخله في سبات يستعيد به حيويته وتوازن قواه، أو يرى فيه أطياف من أحبهم
-تذكر أن أمامك عملاً جيداً ستنجزه، وأن نجاحاً صغيراً ينتظرك؛ إنه كتاب كامل تقرؤه، أو مقال تعده، أو دورة تحضرها، أو مناسبة تشارك فيها.
-حاول أن تقرأ الجمال في وردة تتفتح، أو بساط 2014 أخضر من الزرع يمتد أمام ناظريك، أو ماء ينساب في جدوله، أو عصفور يغرد, أو طفل يلهو ببراءة فيخطئ ويصيب.
-سنكون أكثر سعادة حين نكون أكثر براءة وعفوية في التعبير عن مشاعرنا، لأنفسنا، ولمن حولنا، ولمن نعرف، ولمن لا نعرف: التعبير عن المشاعر ليس بوحاً بأسرار نووية !
-سنكون أكثر سعادة حين نتخلى عن كبريائنا وتعاظمنا, ونتواضع ونستمع إلى حديث النفس واحتجاجها على تجاهلنا لضرورتها ومتطلباتها!
-سنكون أكثر سعادة حين نلقي الأحلام المثالية المتعالية عن الواقع في خططنا المستقبلية، ونأخذ موقعنا الطبيعي في الحياة دون احتقار أو ازدراء للنفس، ودون نفخ أو تضخيم بعضها حيث لا تستحق.
-سنكون أكثر سعادة حين ندقق في اللحظة التي نعيش فنقرأ فيها مليارات النعم، هل قلت مليارات؟ كلا !! بل ترليونات..
سنن العطاء الإلهي المتدفق، ترليونات الخلايا العاملة في أجسادنا، ومثلها في الهواء والماء والبر والبحر والجو، فضلاً عن المشاعر والأحاسيس التي لا تدخل في عالم المادة؛ الإيمان مثلاً، الحب، الذوق، اللغة، الحنين، الإعجاب، الأمل...
-ربما نكون أكثر سعادة حين ندرك أن السعادة ليست طرداً يأتينا بالبريد من حيث نريد أو لا نريد، ولا شهادة أو مستوى نحصل عليه، إنها إحساس اللحظة الآنية إذا أحسنّا استثمارها, وقررنا أن نجعلها سعيدة، وأن نطارد أشباح الحزن والهم والغم والخوف والكره والحقد والبغضاء والحسد, والقائمة الطويلة من المشاعر السلبية التي تغتال فرحتنا.
-ونكون أكثر سعادة عندما نقرر أن نكون أكثر سعادة
مفآتيح السعآدة:
ليست السعادة بكثرة ما جمعت من أموال ..ولكن بقدر ما أهديت وتصدقت ..
ليست السعادة بالجدال والنقاش .. ولكن بمن أنرت لهم الطريق ..
ليست السعادة بمن انتقدته .. ولكن بمن وجهته وساعدته وأنرت دربه ..
ليست السعادة بكثرة من تعرف .. ولكن بكثرة من تقضي معهم لحظات الحب الأكبر ..


:: أسعد بالقليل وستسعد بالكثير ::
أن أكثر الناس لا يشعرون بالسعادة رغم وجود كل شيء عندهم بسبب عدم امتنانهم .. انهم لا يشكرون
ولا يذكرون المحاسن ..
أسعد بالقليل وستسعد بالكثير وتكون كل نعمة معدة لك ..
ان لم تشكر وتمتن فانك لن تسعد بهذة النعمة وأي شيء قادم ..
خاتمة:
قد لا تكون السعادة ممكنة التحقيق دائما وفي كل الاوقات لأن الحياة يسر وعسر ضيق يليه فرج ولكن هذا لا يعني ان ننسى السعادة فلحظة واحدة قد نبتسم فيها عندما نرى طفلا صغيرا يلعب ،تفتح زهرة في الربيع ،اجتماع العائلة في حدث مفرح...تكفي الانسان ليعرف السعادة -فاذا زدنا فوق هذا باعتبارنا مسلمين- الايمان والصبر... فسنكون قد حققنا السعادة الحقيقية بكل معانيها الدنيوية و الاخروية .
السعادة موضع شائق وطويل ومن الصعب شرح مفصله في بضع كلمات ولكني ارجوا ان اكون قد افدتكم في هذه الكلمات .
وداعا و الى موضوع اخر باذن الله





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©