لم يكن آباؤنا يقدمون على إهانة معلمينا، لا أمامنا، ولا من وراء أظهرنا.. اليوم أصبح (بعض) الآباء يستمتعون بإهانة معلمي أبنائهم على مرأى ومسمع منهم، داخل المدرسة، وربما داخل الفصل، وهو ما لم يكن ممكناً تصديقه من قبل ولا حتى في عالم الخيال.
كيف نطلب من التلميذ احترام معلمه، بينما يكون قد رأى أباه وهو يكيل له شتى أنواع السباب والشتائم أمامه؟
لماذا لا يتحلّى الأب بالصبر فيعاتب المعلم على انفراد بعيداً عن أعين التلاميذ والمعلمين، كأن يكون داخل مكتب مدير المدرسة، هذا إن لم يتعرض مدير المدرسة هو الآخر لإهانة مماثلة!
ثمة من يقول: إن وزارة التربية والتعليم هي التي خلقت هذا الجو؛ حينما أخذت تقلد أساليب الثقافة الغربية، داخل منظومتها التعليمية قبل الأوان، فلا هي أتقنتها على النحو الغربي، ولا استطاعت العودة إلى أسلوبها الشرقي؛ فتفلتت أزِمَّةُ الأمور من بين يديها ومن خلفها، ومن فوقها ومن تحتها؛ الأمر الذي فقدت معه ثقافتها الأصلية.. لكن ثمة من يقول: كلا، بل إن المعلم هو الذي وضع نفسه في هذا الموقف؛ حينما لم يعد يتصرف مع التلاميذ خارج المدرسة على النحو الذي كان يتحلّى به المعلمون الأوائل.. وثمة من يقول: كلا، بل إن التلميذ هو الذي لم يستطع إتقان السير مع معلمه وفق الطريقة الغربية.. وثمة من يقول: لا التلميذ ولا المعلم استطاعا فهم بعضهما بعضاً في ضوء تقليد التقاليد الغربية بشكل مفاجئ...................منقول.





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©