لقد بعث الله نبينا محمداً بدعوة تملأ القلوب نوراً ، و تشرف بها العقول رشداً ؛ فسابق إلى قبولها رجال عقلاء ، و نساء فاضلات ، و صبيان لا زالوا على فطرة الله .



و بقيت تلك الدعوة على شيء من الخفاء ، و كفار قريش لا يلقون لها بالاً ؛ فلما صدع بها رسول_الله صلى الله عليه و سلم أغاظ المشركين ، و حفزهم على مناوأة الدعوة و الصد عن سبيلها ؛ فوجدوا في أيديهم وسيلة هي أن يفتنوا المؤمنين ، و يسومونهم سوء العذاب ، حتى يعودوا إلى ظلمات الشرك ، و حتى يرهبوا غيرهم ممن تحدثهم نفوسهم بالدخول في دين القيّمة .



أما المسلمون فمنهم من كانت له قوة من نحو عشيرة ، أو حلفاء يكفون عنه كل يد تمتد إليه بأذى ، و منهم المستضعفون ، و هؤلاء هم الذين وصلت إليهم أيدي المشركين ، و بلغوا في تعذيبهم كل مبلغ .



و لما رأى الرسول صلى الله عليه و سلم ما يقاسيه أصحابه من البلاء ، و ليس في استطاعته حينئذ حمايتهم ، أذن لهم في الهجرة إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة ، ثم لحق بهم في المدينة .










©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©