من كتاب كامل البداية والنهاية لمؤلفه أبو عبد الرحمان باديسي

<< ... وفي السنوات المئة بعد الألف والأربع مئة حيث كان العصرُ عصرُ بعدٍ على السنة ،، وتفشٍ للبدعة ،، وإتخذ الناس رؤوسا جهالا ،، وسُفه العلماء ورُموا بالبوائق والخذلان والتخذيل وبمحاباة السلاطين الظلمة ،،
فلغلبة الجهلِ صَدقتِ الدهماء ذلك ،، فأعرضت عن نورِ ربها من كتاب كامل وسنة وفهم لسلف الأمة ،، وكثر الفساد وتسلط على رؤوس العباد العرب والعجم ، وتكالبت عليهم الأمم وزاد أن كان السلاطين ظلمة طغاة ،،
فأبى القوم سنة المرسلين في تغيير الحال بدعوة للتوحيد و السنة وبالصبر على حاكم غاشم جائر ،، أخذا بالسنن الشرعية والمصالح المرعية ،،
فطفت البدع وكان في عصرهم ذاك وسائل كفرية يسمونها &quot;ديموقراطية&quot; لم يجد مخالفي السنة حرجا من التعلق بها وإتخاذها وسيلة لنصر الالشريعة الاسلامية ،،
وزين للناس ذلك ولم تكن الغاية حقيقة إلا سلطة وحكومة وإمارة ،، وقد تشبع أهل بدع ذلك العصر بفكر الخوارج وكثر القعديين منهم وتحركت الدهماء يَزج بهم أرباب البدع إلى مجابهة الحكام،،
فأريقت الدماء وهُتكت الأعراض وذهب الأمنُ وتشتت الأمة و زادت محنتها ووهنت شوكتها وخلخلوا الإمارات الإسلامية في المشرق والمغرب من بلاد تونس إلى أرض الكنانة فبلاد الشام فلله الأمر من بعد ومن قبل والله المستعان ......
ومن لطف الله بعباده أن تلك الحقبة بعد أن مرت عرف المسلمون بدع الإخوان وغيرهم من الأحزاب المارقة تصديقا لقول أهل الأثر إن الله إذا أراد القضاء على بدعة أظهرها،،
فبغض الناس الإخوان وتعرفوا عن خطورة مخالفة السنة فعادت البلاد للدعوة الصحيحة محاولة القيام تنشد إنبعاثا مثل إنبعاث عصر النبوة وعلى نهج النبوة،،
وقد روي عن غير واحد من الثقات أن الآهالي في أرض الكنانة كانوا يطردونهم بالنعال في الأحياء والقرى والمداشر كلما خرجوا يُمارسون ما يسمونه في ذلك العصر تظاهرا أو إعتصاما وهي أساليب إنكار علنية على الحكام تُعطل الحياة وتسبب الفساد والخراب ،، بل قد نُقل عن غير واحد أنه بأرض الجزائر يُضربون بالبيض والطماطم .

فلله الحمد والمنة
...>>





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©