بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..أما بعد..
حقًا هي ظاهرة شنيعة ومنكر عظيم شبَّ عليه الصغير وهرم عليه الكبير حتى أصبحت في بلادنا حالة عادية لاتهتز لها أفئدة ولا يلقى لها بال ولا يتفكر في عاقبتها..أتدري ما هذه الظاهرة ؟ وما هذا المنكر العظيم ؟

إنه
سبُّ الله عزَّ وجلَّ وسب الدين جهاراً نهاراً..والعياذ بالله !!!

تأمل ـ يا عبد الله ـ كيف شنّ الله تعالى حربًا على من ينسب الولد إليه في كتاب كامله فقال سبحانه : ( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) [مريم: 90، 91].
فما بالكم بمن يسبه سبحانه أو يسب دينه أو يسب رسوله صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) [الأحزاب: 57، 58].

وساب الدين كافر مرتد عن دين الإسلام إن كان مسلماً .

قال الإمام
أحمد -رحمه الله- : ( كل من ذكر شيئا يعرض بذكر الرب تبارك و تعالى فعليه القتل مسلما كان أو كافرا و هذا مذهب أهل المدينة ) " (الصارم المسلول).

وقال ابن قدامة
-رحمه الله- : ( من سب الله تعالى كَفَر، سواء كان مازحاً أو جادا ) (المغنى ).

قال الشيخ ابن باز
- رحمه الله - في فتاوى نور على الدرب :
أجمع العلماء قاطبة على أن المسلم متى سب الدين أو تنقصه، أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتقصه، أو استهزأ به؛ فإنه يكون مرتدا كافرا حلال الدم والمال يستتاب فإن تاب وإلا قتل.

وقال كذلك
- رحمه الله - :
سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عزّ وجلّ،وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب،فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة،ولكن الأرجح أن يستتاب لعل الله تعالى يمن عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة،وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإنَّ سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام،وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: {
قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ {65} لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة، آية 65، 66] - نسأل الله العافية.

ويقول الشيخ بن عثيمين
-رحمه الله- في رده على سؤال ماحكم سب الدين :
سب الدين الإسلامي كفر لأن سب الدين الإسلامي سب للرسول عليه الصلاة والسلام ولله سبحانه وتعالى إذ أن الدين الإسلامي هو الدين الذي بعث الله به رسوله وهو الذي رضيه لعباده ديناً فإذا سبه المرء فقد سب الله سبحانه وتعالى وطعن في حكمته واختياره وكذلك سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه صاحب الرسالة وصاحب هذا الدين فهو كفر والعياذ بالله. [فتاوى نور على الدرب - ابن عثيمين 73/ 1] .

نسأل الله العافية..[منقول مع بعض التعديلات].





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©