بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة على المصطفى وكفى وبعد:-

((توازن الفكرة والشيئ )) ** توازن المسلم **
حاليا نلاحظ موجة التنمية التي يناشد بها كل المفكرين والمجددين في العالم اﻹسلامي ,وقد تطرق ابن خلدون وبعده مالك بن نبي في تحديد فترة سقوط الدولة أو اﻷمة, وقد أجمعوا على أنها تكون في مرحلة تسمى ( الترف ), وأشار الله تبارك وتعالى في قوله ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القوْل فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرَا )

ولكن العالم اﻹسلامي اجتاز في مرحلة ما الخطوة التي تشعره باقتراب اﻹنفصام في قلب العالم الثقافي , حين قال عقيل أخو علي بن أبي طالب ( إِنَّ صَلاَتِي مَعَ عَلِيّ ..أَقْوَمْ.. وَطَعَامِي عِنْدَ مُعَاوِيَة..أَدْسَم.. )
هذه هي الحياة النفسية المتوازنة المنقسمة بين الطعام والصلاة, كانت موازِنةً بين الفكرة والشيء( أي بين الروح والمادة ) ولكن هذا التوازن دائما في صراع وهو متواصل ودائم دوام الحياة الدنيا
والتجديد بين العالم الثقافي والمجتمع المسلم ,تنادى به البعض من المجددين عندما كانت الامة اﻹسلامية في إنحدار حتى وصلت إلى عصر مابعد الموحدين

ولم يكن بمقدورنا أن نسترد توازننا اﻷصلي نتيجة انتشار الترف الذي ينتج عنه كثرة المال والنساء ... طبعا في اﻹستعمال السيئ

ونحن كشعب جزائري مثقف نقف على أبواب الترف مع أننا لم نصل لمرحلة اﻹزدهار التي تسبق مرحلة الترف

لهذا الفساد واﻹصلاح هما في أوج صراع بينهما حيث أصبحنا لاندري لمن الكفة مرجحة فنرى الجمعيات تساهم في اﻹصلاح بشكل عجيب حتى أنك تطمئن أحيانا في بعض المناطق لما تراه من عدل وتسيير منظم وتنمية مستدامة

وفي نفس الوقت ونفس المنطقة تنتكس لما تراه من عجائب في النهب والرشوة والسرقة ولاأدري هل ستنفذ الخزينة أم لا ؟؟
وبتبسيط آخر يمكن ﻷيًٍّ منا أن يلاحظ أي الكفتين مرجحة وهل المجتمع الجزائري في ترف وتدهور وإنحطاط أم في توازن ؟؟

وهذه المعرفة البسيطة تكمن في تأمل أن المال واﻹنفاق يكون في 3 أوجه ( ماأكله يفنى, ومالبسه يبلى, وماتصدق به فهو يبقى )

حتى لاأطيل كل واحد فينا يجب أن يتأمل في حياته ويوازن بين ثقافته ودينه بين أكله وصلاته بين مادياته وأفكاره

من هنا يمكننا الجزم أن دوام الحضارة اﻹسلامية بدوام التوازنات المختلفة في حياة كل فرد فينا

ﻷن الله يقول ( إِنَّ الله لاَيُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِأَنْفُسِهِمْ )

فكل تغيير نُحدثه في حياتنا وأنفسنا نحن كأفراد سينعكس على مجتمعنا وأمتنا
والحمد لله رب العالمين


بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة على المصطفى وكفى وبعد :-
تطرقت لموضوع الملل ولم اتعمق فيه لاستعجالي ولكن سأحاول هنا أن أستعين ببعض الكتب حتى أتعمق وأعالج الموضوع ^^

إن اﻹعتزال والوحدة يُشعِرُنا بالفراغ الكوني وملأ هذا الفراغ يحدد ثقافة الانسان وهناك طريقتان رائعتان لملأ الفراغ

فإما النظر حول أقدامنا أي نحو اﻷرض

أو رفع البصر نحو السماء

فالطريقة اﻷولى تملأ وحدتنا باﻷشياء التي نمتلكها ونستعملها في حياتنا اليومية
والطريقة الثانية تملأ وِحدتنا باﻷفكار والبحث عن مختلف الحقائق بنظرة المتسائلين من هنا سينشأ لنا نموذج مقترحان من ملإ الفراغ بثقافتين ..
1- ثقافة سيطرة ذات جذور تقنية
2- ثقافة حضارة ذات جذور أخلاقية واعتقادية غيبيّة
فالقرآن والذكر يوجِّهنا نحو رفع البصر إلى السماء
ومشاغلنا الدنيوية توجهنا نحو إحاطة أوقاتنا بالعمل والمثابرة

ولكن يجب الحذر من المغالاة التي تدفعنا نحو الغموض واﻹستبهام وعدم الدقة وتقليد اﻷعمى واﻹفتتان بأشكال الغرب
وحصر مدارنا اﻷصلي وموازنة أسلوب حياتنا في مصطلحين <<حب الخير ، وحينا آخر كره الشر>>
هذا بإختصار حتى لايحس القارئ بالملل

وفقنا الله وإياكم والحمد لله رب العالمين





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©