( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ....)


أولو الأمر في لغة القرآن تعني رجال الدولة في تعبيرنا المعاصر

وهو جمع لا مفرد له , فكلمة ولي الأمر جمعها أولياء الأمور

أما أولو الأمر فهو مصطلح قرآني لا مفرد له

لأن دولة الإسلام لا يتولى أمرها فرد واحد ..

فالحاكم الواحد مهما أوتي من حب العدل لا يستطيع أن يكون عادلاً

فالقوة مغرية ومحرضة على التجاوز

فعندما توضع الصلاحيات في يد شخص فهو لا شك أنه سيبغي ويظلم ويعدو على غيره !

( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ...)

قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية : لو أعطاهم فوق حاجتهم من الرزق لحملهم ذلك على البغي

والطغيان من بعضهم البعض أشراً وأبطراً ...

" السلطة المطلقة مفسدة مطلقة "

وهذه حقيقة فالقوة المستمدة من السلطة دون رقابة أو محاسبة ستدفع بالإنسان للتوسع على حساب الآخرين !!

(كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ..)

وفي الآية التي بني المقال عليها كلمة ذات مدلول عميق جدا

تأمل كلمة " منكم " في الآية

إنها تقول بشكل واضح جداً لا حاكم عليكم إلا من ترتضونه

وبذلك هذه الكلمة تنسف مبدأ التغلب من أساسه

وتطيح بالمقولة المادة التاريخية ( من اشتدت وطأته وجبت طاعته)





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©