ذات يوم كان الحجاب يسير في طريقه المستقيم، فجاءه أحد شياطين الإنس من طريق فَرْعِيّ لذلك الطريق المستقيم وهو يتبختر.. فقال له الحجاب: ألا ترى أنّني قويّ هنا في بلادي؟.. وأنّني محبوب مرغوب من كلّ النّساء، وفي المقابل لا أحد يُصغي إليك، فردّ عليه الشيطان: لا تستعجل يا عزيزي لأكيدنّ لك ليل نهار.. فقال الحجاب في سخريته المعتادة: وماذا عساك تصنع..؟ فردّ عليه الشيطان: سأجعل النّساء يخلعنك، ولا يلبسنك إلا للزينة والمباهاة.. ضحك الحجاب وقال: إلى اللقاء وسنرى ماذا تعمل..؟ ذهب الشيطان يبحث عن طريقة يخلع بها الحجاب الذي أغاظه.. فوجد الشيطان فتاة فقال لها متسائلا: ما هذا الذي ترتدينه..؟ قالت له: هذا حجابي أعزّ ما أملك.. قال لها: ولما كلّ هذه الملابس الثقيلة التي تعيقك عن المشي والعمل..؟ فانجذبت إليه الفتاة وقالت: وما العمل..؟ قدّم لها الشيطان نوعا يُسمّيه حجابا.. وقال: هذا أفضل.. ولمّا أخذته قالت له: لكنّه ضيّق، وقصير وشفاف، وغير ساتر.. إنّه لبس غير شرعي.. ضحك الشيطان في خبث وقال: هذا موضة جديدة للحجاب، إنّه الصرخة العظمى في الموضة.. قالت: وما الموضة التي لا أعرفها..؟ قال: أين تعيشين..؟ ألم تسمعي عن الموضة..؟ وسار يشرح مفصل لها شرح مفصلا مُفصّلا عن الموضة.. كانت الفتاة مُصغية له ومُندهشة له ممّا يقول.. ثمّ بعد أيّام لبست الفتاة ذلك الحجاب، وما هو بحجاب ساتر، وسارت وهي تتمايل به.. بعد أن خلعت لباس الوقار والحشمة والهيبة وأبدلته بلباس الفتنة وإبداء مفاتن الجسم، وذهب الشيطان يبحث عن الحجاب الشرعي فوجده يبكي بكاء الثكلى على فلذة كبده فلمّا رآه الشيطان: ضحك ملء فيه، واستلقى على ظهره وهو يقول: ألم تر كيف فعلت بك..؟ ألم أجعل الفتاة ألعوبة بيدي أصرفها كيف أشاء..؟ بعدما كانت محترمة، وبعدما كانت محتشمة، وبعدما كانت مثالا للعفاف، جعلت منها صرخة للموضة.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©