بسم الله والصلاة على النبي ومن والاه وبعد

السلام عليكم اخواني

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:-(لا يشكر الله من لا يشكر الناس) حديث صحيح صححه اﻷلباني
أحببت في هذا الحديث المبارك أن أتطرق لبعض النقاط من وجهة نظري والاحاطة بما استطعت فهمه ونقله لكم ياأحبابي ^^

إن العلماء عرّفوا الشكر وهو أن يشكر اﻹنسان ربه بأن يحافظ على النعم التي سخرها له

كالعين أن لاينظر بها للحرام وكالأذن أن لايسمع بها الحرام والرٍّجل لايذهب بها للملاهي واليد لايسرق بها واللسان لايتكلم فيه عن العلماء أو يطعن فيهم أو يغتاب أو يكون نمّاما

ولهذا الحمد ليس كالشكر ( الحمد باللسان والشكر بالجوارح ) ولذلك قال الله سبحانه وتعالى (وَقَـلِـيـلٌ مِــنْ عِـبَـادِي الـشَّـكُـور)
ولم يذكر الحامدين أنهم من عباده وأنهم قليلون

لذلك اﻹنسان الذي يشكر الناس قياسا على شكر الله لايكون شكره باللسان بل يكون الشكر باﻷفعال الحسنة وعدم الظلم واﻹعتداء على حدود وحرمات إخوانه المسلمين وأخواته المسلمات

وماأجمل شكر الناس فهو دليل على مرضات الله ﻷن العامل المشترك ﻷهل الجنة هو أنهم لم يظلموا خلق الله أبدا وحتى وإن أخطؤوا في حقهم تجدهم يطلبون العفو والتسامح والصفح والنسيان
وماأجمل من كان عفوا حليما لقوله تعالى (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) وزيادة على عفوه يحسن إلى من أساء إليه حتى يحبه الله وأي حب أعظم من أن يحبك الله (والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) وعندها يكون اﻹنسان قد حقق الخوف من الله وتيقن عظمة هذا الحديث القدسي

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال :

( يَا عِبادِي إنّي حَرَّمتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) رواه مسلم .


نعم حرم الله الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما فأدعوكم إخواني بسلفيتكم وإخوانيتكم
وصوفيتكم وأشعريتكم وجماعتكم المهم أيما كنتم وأينما كنتم تحت راية لاإله إلا الله محمد رسول الله أن لاتتظالموا وكونوا عباد الله اخوانا متناصحين فيم بينكم متعاونين على البر والتقوى

وتيقنوا قوله تعالى ( ومابكم من نعمة فمن الله ) فلاتكونوا مغترين بإستقامة أو توبة أو اقتداء بنينا أو هدي بسنة نبينا وسلفه الصالح

حتى إن الله قال لنبينا ( ولولا أن ثبتناك ) فكيف بنا نرى أننا خيرا من شخص أو أننا خيرا من إخواننا بسبب إستقامة أو منهج نرى أننا انتهجناه

فكلنا نخطئ مادمنا بشرا لانحن رسل ولاأنبياء ولاملائكة فلايحسبن أحد أن الله غافلا عما يفعله أو أن الله وفقك لعبادته من غير أن تخطئ أو تغفل أوتقصر في جنب الله

هدانا الله وإياكم ووفقنا لما يحبه ويرضاه وجعلنا من الذين لايغترون بعبادتنا ﻷن الحديث ذكر فيه (كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا) فاتقوا الله في استقامتكم واعتقادكم

وخاصة كامة أنا خير منه ( فلقد قالها إبليس فلعنه الله إلى يوم الدين ) قال تعالى **قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ**


وقالها فرعون لموسى فأغرقه الله وخلده في جهنم قال تعالى **أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ**

فاحذروا خطورة التكبر وإقرار الخيرة في النفس

والحمد لله رب العالمين





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©