كلمة حق في الفتنة المصرية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه أما بعد

فان مصر الحبيبة تمر هذه الأيام بفتن عاصفة كقطع الليل المظلم

فتن يشيب لها الولدان وتطيش لها العقول وتحزن لها الأفئدة وتدمع العيون

سفكت فيها الدماء وأزهقت الأرواح وانتهكت الأعراض

واعتدي فيها على بيوت الله نسأل الله السلامة والعافية .

وخاض فيها الكثير من الناس بالحق وبالباطل وبالعلم وبالجهل

وإن من علامات الساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم : " كثرة الفتن " ، و " كثرة الهرج " – أي : القتل - .

فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(يُقْبَضُ الْعِلْمُ ، وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ ، وَالْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ) قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْهَرْجُ ؟ فَقَالَ : (هَكَذَا بِيَدِهِ) فَحَرَّفَهَا ، كَأَنَّه يُرِيدُ : الْقَتْلَ . رواه البخاري (85) - واللفظ له - ومسلم بمعناه (157)

ومما لاشك فيه أن جماعة الإخوان المسلمين تتحمل جزءا ونصيبا يما يحدث هذه الأيام في مصر

وكذلك العلمانيون وأعداء الدين والقتلة المجرمون ومن عاونهم على باطلهم يتحملون النصيب الأكبر في إشعال هذه الفتن

واستدراج الإخوان المسلمين إلى ما نراه اليوم

ونحن لا ننكر أن جماعة الإخوان عندها انحرافات وضلالات خطيرة وكبيرة في العقيدة والمنهج

هذا الحكم العام على الجماعة أما أفرادها والمنتسبون إليها فيختلف الحكم عليهم من شخص لأخر

وكل بحسب قربه أو بعده من السنة

وأنه ينبغي الرد عليهم وبيان ما عندهم من أخطاء وانحرافات .

والرد على الإخوان المسلمين وعلى غيرهم ممن عنده انحراف

وزيغ عن الحق واجب شرعي وهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


قال الله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) آل عمران/110 ،)

وقال تعالى : ( والْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ

سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة/71)

وقال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) آل عمران /104،105 .)

وقال عليه الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم/49 .)

وقال عليه الصلاة والسلام : ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتاب كامله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم/95 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب كامل والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب كامل والسنة فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب

باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب اليك أو يتكلم في أهل البدع فقال إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في

أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغى

هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل

الحرب فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء). مجموع الفتاوى (28/ 231)


ولكن الرد على من عنده بدع وانحراف ينبغي أن يكون بالضوابط الشرعية

والأصول المرعية

يكون بالعلم والعدل والصدق والأمانة -كما هو معلوم-

وليس بالجهل والظلم والهوى والافتراء والاعتداء والانتصار للنفس

كما نراه اليوم من بعض الأدعياء


ينبغي أن يكون الرد بعلم وإنصاف وأمانة وإخلاص فيكون مرادك وقصدك النصيحة وبيان الحق ونصرة دين الله ;ليس الانتصار لنفسك والتشفي والانتقام

وهذا أمر عظيم يحتاج إلى الصدق والأمانة والإخلاص

وأيضا ينبغي أن نتذكر أن جماعة الإخوان المسلمين هي من المسلمين وليست جماعة كافرة كما يدعي بعض الغلاة الجهلة

أضف إلى ذلك أن كثير من أتباع جماعة الإخوان والمنتسبين إليها

هم من عامة المسلمين الذين ليس لديهم علم شرعي.

وان من المصائب والفتن ما نراه اليوم من فتاوى وكلام

لبعض من ينتسب إلى العلم _وهو منه براء_ ومن بعض الأدعياء

يفتي بقتل من كان من جماعة الإخوان المسلمين ويبيح دماءهم وأعراضهم

بعضهم قال هذا صراحة وأخر المح إليه و أشار إلى ذلك إشارة واضحة مفهومة وحاول أن يبرر ذلك ويدافع عنه

وخيرهم - وليس بخير- سكت عن هذا التكفير والتخوين والقتل والإجرام

وهذا لاشك انه منكر عظيم وهو من البغي والعدوان والغلو

بل خرج علينا من يكفر الإخوان المسلمين والعياذ بالله.

وهذا والله من الظلم والبغي والضلال والانحراف.

وقد رأى العالم ما حدث _ويحدث_ في مصر من فتن و قتل للنساء والأطفال والشيوخ واعتداء على بيوت الله وإغلاق لعشرات المساجد واعتقال الآلاف

مع محاولة بعض دعاة السوء تشجيع تلك الجرائم وتبريرها

بل والحث عليها والاستهانة بدماء المسلمين بحجة أنهم من الإخوان أو أنهم يخرجون في المظاهرات ضد الانقلاب

فمتى كان الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين مبيحا للدم والعرض وموجبا للقتل ؟

ومتى كان الخروج في مظاهرات _وان كنا ننكر هذه المظاهرات وما تجر إليه من منكرات _ولكن متى كان الخروج فيها موجبا للقتل ومبيحا للدماء

المعصومة ؟

أي دين يبيح هذا ؟

وأي علم بل أي عقل إن كانوا يعقلون..؟

أليس هذا من الغلو والزيغ عن الحق

أي دين هذا الذي يبيح قتل المسلم وسفك دمه وانتهاك عرضه

وأي دين هذا الذي يبيح إحراق المساجد وقتل الساجد

وأي دين هذا الذي يبيح قتل النساء والأطفال والشيوخ

وأي دين هذا الذي يبيح قتل المعتقلين العزل ؟؟

الدين من هذا براء ..

والسلفية منه براء ..

إن بعض من ذهب يرد على جماعة الإخوان تجده لا يتثبت وينقل كل ما يجده من الأخبار والأكاذيب فقط لمجرد النيل والطعن في الجماعة

فينقل من الجرائد حمالة الحطب والمجلات الفاسدة فيقع فيما كان يعيبه على الحركيين والحزبيين.

بل تحول بعض الشيوخ إلى محللين سياسيين ينقلون بعض الأقوال عن العلمانيين وأعداء الدين على سبيل الاحتجاج بها

أقوال يعرف كل عاقل أنها من الأكاذيب التي لا بينة عليها ولا برهان

فأين العقل وأين الدين ؟

وأين الصدق والإنصاف والعدل والأمانة

بل خرج بعض الدعاة بعد مذبحة رابعة شامتا مبتهجا مغتبطا بقتل المسلمين وسفك دم النساء والأطفال والأبرياء

فهل كون جماعة الإخوان عندها ضلالات يبيح لنا أن نفتري عليهم ونكفرهم ونبيح دمهم ودم من يخرج في المظاهرات ؟؟


أين هذا من منهج السلف المبني على الكتاب كامل والسنة وعلى فهم سلف الأمة المبني على العدل والعلم والأمانة والصدق

والإخلاص والإنصاف وقول الحق مع الموافق والمخالف

إن في الرد بعلم وصدق وأمانة مندوحة عن مثل هذه الأساليب والأكاذيب

وان في ردود أهل العلم _ الراسخين في العلم_المبنية على الصدق والعدل والإنصاف والأمانة والعلم غنية عن مثل هذه الردود الغالية الجافية

البعيدة عن العلم والعدل والحق

وان تعجب فعجب شأن بعض الدعاة من وقوعهم في البغي والعدوان

وترك الصدق والإنصاف ووقوفهم مع العلمانيين والخونة ومن يجاهر بحرب الدين في وجه الإخوان المسلمين

ثم الم يكن مرسي رئيسا للبلاد وولي أمرهم فخرجوا عليه وانقلبوا عليه بغيا وعدوانا

هؤلاء الانقلابيون من العلمانيين والخونة وأعداء الدين ومن معهم من دعاة الفتنة

هل انقلبوا على مرسي لأنه من جماعة الإخوان وهي عندها انحرافات ؟؟

أم انقلبوا عليه لأنه ينتمي إلى جماعة إسلامية_ وان كان عليها ملاحظات وعندها انحرافات كثيرة كما ذكرت سابقا_ ؟

لا شك أنهم انقلبوا عليه لأنه ينتمي إلى جماعة إسلامية.

لقد عاب بعض الدعاة _الذين أيدوا الانقلاب والخروج على مرسي_ عاب على الإخوان أنهم لم يحكموا يشرع الله

ونحن نعيب ذلك عليهم.

ولكن هل سيطبق الانقلابيون ومن معهم شرع الله أيها الشيخ ؟؟

أم أنهم يحاربون الإسلام ؟

نحن نعرف أن الإخوان لم ولن يمكنهم تطبيق الالشريعة الاسلامية في مصر حاليا حتى لو أرادوا ذلك

لأن الأمة غير مهيئة فهي بعيدة عن تطبيق حكم الإسلام وجعله حكما في جميع شؤون الحياة

ولأن الأوضاع الداخلية والخارجية لا تسمح بذلك

فالكفار ومن معهم من المنافقين والخونة والفجار لن يسمحوا بدولة تقيم شرع الله وسيحاربونها بكل الطرق والوسائل من الداخل والخارج

ونحن لم نعد العدة الإيمانية ولا العدة المادية

ولم نسلك السبيل الصحيح لذلك

قال الله جل وعلا : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ

وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) النور/55 ،

وقال جل جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد/7

وقال سبحانه : (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ

وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج/40 ، 41

وقال جل جلاله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد/7

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ

وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) . رواه أحمد (4987) وأبو داود (3462) وصححه الألباني في صحيح أبي داود


وكان من أخطاء الإخوان المسلمين أنهم لم يسلكوا السبيل الصحيح لإقامة الخلافة الإسلامية سبيل العزة والتمكين _سبيل العلم النافع والعمل الصالح_

و تسارعوا إلى الحكم والحزبية قبل تهيئة الأمة وتركوا منهج التصفية والتربية.

ولكن أليس حكم الإخوان _ على ما فيه _ خير من حكم العلمانيين وأعداء الدين الذين يجاهرون بالطعن في دين الله عز وجل.

ومن العجائب أن بعض الأنظمة والدول مادة اللغة العربية التي تجاهر اليوم بالعداء الشديد للإخوان المسلمين

تجدها تداهن الشيعة الروافض الأنجاس بل وتدعمهم أحيانا وتداهن العلمانيين وأعداء الدين وتدعمهم ؟؟

فأين الدين وأين العقل إن كانوا يعقلون ؟؟

لقد حاول البعض استخدام أهل الحق للدفاع عن الباطل وساعده في ذلك بعض من لم يعرف حقيقة المنهج السلفي

ولم يعرف كيف يضع الأمور في نصابها ويعطي لكل ذي حق حقه

فالحذر الحذر أن يستغلكم العلمانيون وأعداء الدين في ضرب المسلمين وانتم لا تشعرون بل تحسبون أنكم تحسنون صنعا

وأعيد واكرر وأقرر: إننا لا ننكر الرد على جماعة الإخوان وعلى غيرها ممن عنده انحراف ولكن كما قلنا وكررنا بالضوابط الشرعية والأصول المرعية

وليس هذا من منهج الموازنات في شيء كما قد يتوهم بعض المتوهمين بل هذا من العلم والإنصاف والصدق والحق والعدل الذي فرض رائعه الله على العالمين

{ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ }

إن البعض يحاول أن ينكر على جماعة الإخوان ما هم فيه فيقع في شر مما وقعوا فيه فيبيح القتل ويدافع عنه ويبرره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة

ويدعم القاتل ويشجعه على قتله غافلا أو متغافلا عن خطورة سفك دم المسلم وما جاء في ذلك من الوعيد الشديد

أولم يقرأ قول الله تعالى:

{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} [النساء:93].

قال ابن كثير: "هذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله تعالى في غير ما آية في كتاب كامل الله...

والآيات والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً"[تفسير القرآن العظيم (1/548-550(

وقال تعالى: )وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ عُدْوٰناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً} [النساء:29-30.(

وقال الله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلَـٰدَكُمْ مّنْ إمْلَـٰقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ

وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام:151.)

وقال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِى إِسْرٰءيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلأرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً

وَمَنْ أَحْيَـٰهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيّنَـٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِى ٱلأرْضِ لَمُسْرِفُونَ } [المائدة 32.)

وقال تعالى فى صفات عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68)

يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70))سورة الفرقان : الآيات : 68-70 .)


وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحلّ دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث:

النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة))[ أخرجه البخاري في الديات (6878)، ومسلم في القسامة (1676).].

وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق))

[أخرجه ابن ماجه في الديات (2619) وصححه الألباني في صحيح السنن (2121).].

وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أنّ أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار))

أخرجه الترمذي في الديات، باب: الحكم في الدماء (1398)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (1128).


وقال صلى الله عليه وسلم ( أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم و مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية و مطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه ). صحيح البخاري

وعن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ((ما أطيبك وأطيبَ ريحك, ما أعظمَك وأعظمَ حرمتك, والذي نفس محمد

بيده, لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك: ماله ودمه, وأن نظن به إلا خيرا)) أخرجه ابن ماجه في الفتن, باب: حرمة دم المؤمن (3922), والترمذي في البر والصلة، باب: تعظيم المؤمن (1955) موقوفاً على ابن عمر، وصححه الألباني لغيره في صحيح الترغيب (2441.[.


وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَاماً) رواه البخاري (6469)

وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يقتل المؤمن متعمدا أو الرجل يموت كافرا))

[ أخرجه الإمام أحمد (16302), والنسائي في تحريم الدم (3919), وأخرجه أبوداود من حديث أبي الدرداء في الفتن والملاحم, باب: تعظيم قتل المؤمن (3724), وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (511)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اجتنبوا السبع الموبقات " ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : " الشرك بالله ، والسحر ،

وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات"([صحيح البخاري - كتاب كامل الوصايا- باب قول الله تعالى : إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما - حديث:‏2634‏ .

عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : يا رب ، هذا قتلني ، فيقول الله له : لم قتلته ؟ فيقول : قتلته

لتكون العزة لك ، فيقول : فإنها لي . ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : إن هذا قتلني ، فيقول الله له : لم قتلته ؟ فيقول : لتكون العزة لفلان ،

فيقول : إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه "([السنن الصغرى - كتاب كامل تحريم الدم- تعظيم الدم - حديث:‏3953‏ وصححه الألباني فى صحيح سنن النسائي حديث رقم 4008).
عن الأحنف بن قيس قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل, فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد يا أحنف؟ قال: قلت: أريد نصر ابنَ عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يعني

عليًّا ـ قال: فقال لي: يا أحنف, ارجِع, فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار))، قال: فقلت أو

قيل: يا رسول الله, هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: ((إنه قد أراد قتل صاحبه))[ أخرجه البخاري في الإيمان, باب: {وإن طائفتان من المؤمنين} (30), ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (5139) واللفظ له.



وقال صلى الله عليه وسلم ( من قتل مؤمنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِه؛ لم يقبلِ اللهُ منه صرفًا ولا عدلًا ). صحيح الترغيب برقم 2450.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر))[ أخرجه البخاري في الإيمان, باب: خوف المؤمن من أن يحبط عمله (46), ومسلم في الإيمان (97)

وقال صلى الله عليه وسلم ( أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَب الناسَ يومَ النحرِ فقال: يا أيُّها الناسُ أيُّ يومٍ هذا؟. قالوا: يومٌ حَرامٌ، قال: فأيُّ بلدٍ هذا؟. قالوا:

بلدٌ حَرامٌ، قال: فأيُّ شهرٍ هذا؟. قالوا: شهرٌ حَرامٌ، قال: فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحُرمةِيومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا. فأعادَها مِرارًا،

ثم رفَع رأسَه فقال: اللهمَّ هل بلَّغتُ؟، اللهمَّ هل بلَّغتُ؟. قال ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: فوالذي نفسي بيدِه، إنها لوَصِيَّتُه إلى أُمَّتِه: فلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ، لا تَرجِعوا بعدي كفارًا، يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ ). . متفق عليه

وقال صلى الله عليه وسلم ( أوّلُ ما يُقضَى بينَ الناسِ يومَ القيامةِ، في الدِّمَاءِ متفق عليه واللفظ لمسلم

عن عبد الله بن عمر ، قال : " إن من ورطات الأمور ، التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها ، سفك الدم الحرام بغير حله "([صحيح البخاري - كتاب كامل الديات- باب قول الله تعالى : ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم - حديث:‏6484‏ .

قال ابن العربي: ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق والوعيد في ذلك فكيف بقتل الآدمي فكيف بالمسلم فكيف بالتقي الصالح.) فتح الباري (13/196)

والنصوص في هذا كثيرة وفيما ذكرنا كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

أفلم يطلعوا على هذه النصوص وغيرها وما فيها من الوعيد الشديد لمن سفك دم المسلم أو أعان على ذلك ولو بشطر كلمة ؟

الله الله في دماء المسلمين ...

لاشك أن ما يفعله الإخوان المسلمين منكر وأيضا ما يفعله هؤلاء القتلة المجرمون ومن معهم منكر عظيم أيضا

فلا ينبغي لنا نرد المنكر بمنكر مثله أو أعظم منه
وحال هؤلاء الشيوخ الذي يدعون ويبررون قتل الإخوان المسلمين

ومن معهم من المتظاهرين

كحال من رد المنكر بمنكر أشد وأعظم وحاول رد الفتنة -زعم - بفتنة أكبر وأشد

ولقد سمعت بعض الأدعياء _وهو من الذين يغتبطون لسفك دماء الإخوان جهارا في قناته _ يقول:

لا مكان للوسط هنا فإما أن تكون ضد الإخوان أو تكون معهم وفي صفهم ..

أقول هذا هو الجهل والظلم

نحن نوافق الإخوان فيما معهم من الحق ونخالفهم فيما هم عليه من الباطل وننصر المسلم ولا نعين على سفك دم بغير حق ولو بشطر كلمة

كان الأولى بهؤلاء الدعاة قول كلمة الحق ومناصرة المظلوم والدعوة إلى حقن الدماء أو السكوت واعتزال الأمر

خير لهم من مناصرة الظالم ومناصرة العلمانيين وأعداء الدين

إن البعض حمله الحقد والجهل والانتصار للنفس فخلط وغلط في باب الرد على أهل البدع و باب الولاء والبراء وصار عنده غلو

تجده يعامل المسلمين الذي عندهم انحراف معاملة المشركين الكفار بل اشد نسأل الله السلامة والعافية.

فترى بعضهم يثني على العلمانيين ومن يحارب الدين جهارا نهارا و يخوض في الدماء ويحرض على القتل

ويسكتعن الجرائم والمذابح التي ترتكب وعن انتهاك حرمات المساجد والله المستعان.

نحن نقول إن جماعة الإخوان المسلمين لديها انحراف في العقيدة والمنهج وعندها الكثير من الضلالات

وينبغي بيان ذلك كله ولكن هم من المسلمين وليسو كفارا

ولا يجوز إباحة سفك دم المسلم لأنه من الإخوان المسلمين هذا ليس من السلفية في شيء بل ليس من الإسلام في شيء

وجماعة الإخوان من المسلمين وهم داخلون في قوله تعالى الله تعالى :

( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات/10 .

وقوله تعالى ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة/71 .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ )

رواه أبو داود (4918) وحسنه الألباني(

ويحوطه من ورائه أي : يحفظه ويصونه ، ويدافع عنه بقدر استطاعته .

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا ، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا . الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ :

لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ ، التَّقْوَى هَاهُنَا ، وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ) . رواه مسلم (2564

و في حجة الوداع قال صلى الله عليه وسلم :

فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ؛ لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ ) متفق عليه .

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ـ وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ ـ ) رواه البخاري (481) ومسلم (2585

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه.

وروى مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

((فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاَلْيَوْمِ الآخِرِ، وَلْيَأتِ إِلى النَّاسِ الَّذِي يُحبُّ أَنْ يُؤْتَى إِليَهِ.)


وقال شيخ الإسلام رحمه الله [المجموع 35/94-95]: ((والواجب على كل مسلم أن يكون حبه وبغضه وموالاته ومعاداته تابعاً لأمر الله ورسوله، فيحب ما أحبه الله ورسوله، ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، ويوالي من يوالي الله ورسوله، ويعادي من يعادي الله ورسوله.

ومَنْ كان فيه ما يوالى عليه من حسنات وما يعادى عليه من سيئات عومل بموجب ذلك، كفساق أهل الملة؛ إذ هم مستحقون للثواب والعقاب، والموالاة والمعاداة،

والحب والبغض؛ بحسب ما فيهم من البر والفجور، فإنَّ "من يعمل مثقال ذرة خيراً يره. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره"، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، بخلاف

الخوارج والمعتزلة، وبخلاف المرجئة والجهمية؛ فإنَّ أولئك يميلون إلى جانب، وهؤلاء إلى جانب، وأهل السنة والجماعة وسط).

وقال رحمه الله في [المجموع 28/209]: ((وليعلم أنَّ المؤمن تجب موالاته وإنْ ظلمك واعتدى عليك، والكافر تجب معاداته وإنْ أعطاك وأحسن إليك.

فإنَّ الله سبحانه بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الدين كله لله؛ فيكون الحب لأوليائه والبغض لأعدائه، والإكرام لأوليائه والإهانة لأعدائه، والثواب لأوليائه والعقاب لأعدائه.
وإذا اجتمع في الرجل الواحد: خير وشر، وبر وفجور، وطاعة ومعصية، وسنة وبدعة؛ استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة

والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال

ما يكفيه لحاجته، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومَنْ وافقهم عليه؛ فلم يجعلوا الناس إلا مستحقاً للثواب فقط، وإلا مستحقاً للعقاب فقط).



وقال : «من شأن أهل البدع أنَّهم يبتدعون أقوالاً يجعلونها واجبة في الدين؛ بل يجعلونها من الإيمان الذي لا بدَّ منه، ويُكفِّرون من خالفهم فيها ويستحلِّون دمه، كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة وغيرهم.

وأهل السُّنَّة لا يبتدعون قولاً ولا يُكفرون من اجتهد فأخطأ، إن كان مخالفاً لهم، مكفراً لهم، مستحلاً لدمائهم، كما لم يكفِّر الصحابةُ الخوارجَ، مع تكفيرهم لعثمان وعلي ومن والاهما، واستحلالهم لدماء المسلمين المخالفين لهم»[5/95.).

والرد على أهل البدع والانحراف وعلى من خالف الحق يكون بالعلم والعدل فقد أمرنا بالعدل وقول الحق مع الموافق والمخالف

وأن نرد عليهم بالعلم والحق والعدل لا بالجهل والكذب والافتراء ولو عصوا الله فينا فنحن نطيع الله فيهم

قال الله تعالى : (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء/36 ،

وقال سبحانه : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الأعراف/33 ،

وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ تَعَالَى وَمَنَعَ لِلَّهِ تَعَالَى وَأَحَبَّ لِلَّهِ تَعَالَى وَأَبْغَضَ لِلَّهِ تَعَالَى وَأَنْكَحَ لِلَّهِ تَعَالَى فَقَدْ اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ ) أحمد (1519) والترمذي (2521) وأبو داود (4681) وحسنه الألباني .


وعَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ قَالَ : جَلَسْنَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَجَلَسَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

( مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ فَقَدْ ضَادَّ اللَّهَ وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللَّهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ)

وفي رواية وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)


رواه أحمد (5362) وأبو داود (3597) وغيرهما ، وصححه الألباني في صحيح الجامع .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان،

وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) رواه البخاري برقم (33)

وقال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة/ 8.
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله : " أي: لا يحملنكم بغض قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا ؛ كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم، فاشهدوا عليه، وكما

تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرا أو مبتدعا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق " .
تفسير السعدي (224)
وقال تعالى : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ) الأنعام /152

قال ابن كثير رحمه الله : " يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال، على القريب والبعيد، والله تعالى يأمر بالعدل لكل أحد، في كل وقت، وفي كل حال " . تفسير ابن كثير ( 3/365

قالَ شَيخُ الإِسْلاَمِ ابنُ تيميَّة في الرَّد على الإخنائي (ص 242):

" وهَذَا كلُّه مِمَّا نَهى عنْهُ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فِي الأَحَاديثِ الصَّحيحةِ، فَكَيْفَ يُشبَّهُ مَا نَهَى عَنْهُ وَحَرَّمَهُ بِمَا سَنَّهُ وَفَعَلهُ؟ وَهَذا الموضعُ يَغْلَطُ فيْهِ هَذا

الْمُعْتَرِضُ وأمثاله، لَيسَ الغَلَطُ فِيْهِ مِنْ خَصَائصهِ، وَنَحْنُ نَعْدِلُ فيْهِ وَنقصدُ قَول الْحقِّ والعَدْل فيهِ كمَا أمر الله تَعالى، فإنَّه أمرَ بِالقِسْطِ علَى أعدائِنَا الكُفَّار، فَقَالَ سُبْحَانَهُ

(كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)- (المائدة: من الآية8)-، فكَيْفَ بِإخْوانِنَا الْمُسْلِمينَ، وَالْمُسْلمونَ إِخْوةٌ، واللهُ يَغفرُ لَهُ ويُسدِّده، ويوفّقهُ وَ سائر إخْواننَا الْمُسْلِمينَ".

وقال شيخُ الإسلام في (الجواب الصِّحيح)(1/107-108):

" ولَمَّا كَانَ أَتْبَاعُ الأنَبياء هُم أهْلُ العِلْمِ وَالعَدْلِ، كانَ كَلام أهْل الإسلامِ وَالسُّنَّةِ مَعَ الكُفَّارِ وَأهلِ البِدَعِ بِالعِلْمِ وَالعَدْلِ لاَ بِالظَّن و مَا تَهوىَ الأَنْفُس،

ولِهَذا قالَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم (القُضَاةُ ثلاثةٌ..)، فإذَا كانَ مَنْ يَقْضي بَيْنَ النَّاسِ فِي الأَمْوَالِ وَالدِّمَاءِ وَالأَعْرَاضِ إذَا لَمْ يَكُن عَالِمَاً عَادِلاً كَانَ فِي النَّارِ،

فَكَيفَ بِمَنْ يَحْكُمُ فِي الْمِلَلِ وَالأَدْيَانِ وَأُصُول الإيْمَانِ وَالْمَعَارِفِ الإلهيّة وَالْمَعالِمِ العَليّة بِلاَ عِلْمٍ وَلاَ عَدْلٍ؟".

إن العدل والإنصاف والأمانة والصدق في الحكم على الوقائع والأشخاص والجماعات على الموافق والمخالف هو منهج أهل السنة والجماعة

واسعد الناس بحلية الصدق والعدل والإنصاف هم أهل السنة والجماعة فهم اعدل الناس وأصدقهم

وهم اعلم الناس بالحق وارحم الناس بالخلق

وهم أهل الصدق والعدل والإنصاف مع الناس كافة

والإسلام دين الحق والعدل والصدق قال تعالى : {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[الأنعام/115]

وقال تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }[النساء:58).

ويقول تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ...﴾[النحل:90]

ومن دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم – قوله :وأسْأَلك كلمة الحقِّ في الغضب والرِّضا)) رواه النسائي عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - انظر: صحيح النسائي، برقْم (1305.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ...) رواه مسلم.

في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِى إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا...) رواه مسلم.

وقال عمار - رضي الله عنه -: "ثلاث مَن جمعهنَّ، فقد جمَع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبَذْل السلام للعالَم، والإنفاق من الإقتار"[رواه البخاري معلقًا؛ انظر: صحيح البخاري مع الفتح (1/ 83)، ورواه عبدالرزَّاق في المصنف، برقم: (19439).

قال الإمام وكيع بن الجرَّاح - رحمه الله -: "أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلاَّ ما لهم"[سنن الدارقطني (1/ 43)، رقْم (39).].


قال الإمامُ ابنُ القيِّم -رحمهُ اللهُ- في «بدائع الفوائد» (2/649-650) -لمَّا بيَّن صفاتِ أهل العلمِ والإيمانِ-

( هُم إلى اللهِ ورسوله مُتحيِّزون، وإلى مَحْضِ سُنَّتِهِ مُنْتَسِبُون.

يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ أنَّى توجَّهَتْ رَكائبُهُ، ويستقرُّونَ معه حيث

استقرَّتْ مضارِبُهُ.

لا تستفزُّهم بَدَواتُ آراء المُخْتَلِفِين، ولا تُزَلْزِلُهم شُبُهاتُ المُبْطِلِين؛ فهُم الحُكَّامُ على أربابِ المقالات، والمُمَيِّزونَ لِـما فيها مِن الحقِّ والشُّبُهات.

يردُّونَ على كُلٍّ باطِلَه، ويُوافقونَهُ فيما معه مِن الحقِّ؛ فهم في الحقِّ سِلْمُهُ، وفي الباطلِ حَرْبُه.

لا يميلون مع طائفةٍ على طائفةٍ، ولا يَجْحَدُونَ حقَّها لِـمَا قالَتْهُ مِن باطِلٍ سِواه.

بل هُم مُمْتَثِلون قولَ الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المائدة:8].

فإذا كان قد نهى عبادَهُ أن يحملَهم بُغْضُهُم لأعدائِهم على أن لا يعدلوا عليهم -مع ظُهورِ عداوتِهم، ومخالفتهم، وتكذيبِهم لله ورسولِه-؛

فكيف يسوغُ لِـمَنْ يدَّعِي الإيمانَ أنْ يحملَهُ بُغْضُهُ لطائفةٍ مُنْتَسِبَةٍ إلى الرسولِ تصيبُ وتُخطِئ على أن لا يعدلَ فيهم، بل يُجَرِّدُ لهم العداوةَ وأنواعَ الأذى؟!

ولعلَّهُ لا يدري أنَّهُم أَوْلَى بالله ورسولِه، وما جاء به مِنه -عِلماً، وعملاً، ودعوةً إلى الله على بصيرة، وصَبْراً مِن قومِهم على الأذى في الله، وإقامةً لحُجَّةِ الله، ومعذِرةً لِـمَن خالفَهم بالجَهْلِ!-.

لا كَمَن نَصَبَ مقالةً صادرةً عن آراءِ الرِّجال، فدَعا إليها، وعاقَبَ عليها، وعادَى مَن خالَفَها بالعصبِيَّةِ وحَمِيَّةِ الجاهليَّة.)


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

( أئمة السنة والجماعة وأهل العلم والإيمان: فيهم العلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج

منها ولو ظلمهم كما قال الله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى

وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾[ المائدة: 8 ]،

ويرحمون الخلق، فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداءا بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم وجهلهم وظلمهم

كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا» [«الرد على البكري» لابن تيمية: (251].


وقال شيخ الإسلام رحمه الله :

(ومعلومٌ أنّا إذا تكلّمْنا فيمن دون الصّحابةِ مثل الملوكِ المختلفين على الملكِ، والعلماءِ والمشايخِ المختلفين في العلمِ والدينِ؛ وجب أن يكونَ الكلامُ بعلمٍ وعدلٍ،

لا بجهل وظلم؛ فإنَّ العدلَ واجبٌ لكلِّ أحدٍ على كلِّ أحدٍ في كلِّ حالٍ، والظّلمَ محرّمٌ مطلقًا لا يُباح قطُّ بحالٍ،

قال اللهُ تعالى: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة:8]، وهذه الآيةُ نزلتْ بسببِ بُغْضِهم للكفّارِ، وهو بغضٌ مأمورٌ به، فإذا كان البغضُ الذي أمر اللهُ به قد نُهي صاحبُه أن يظلمَ من أبغضه؛ فكيف في بغضِ مسلمٍ بتأويلٍ وشبهةٍ أو بهوى نفسٍ؟!! فهو أحقُّ ألاّ يُظْلَم، بل يُعدلُ عليه... »

منهاج السّنّة» ابن تيميّة (5/ 126-127)]


وقال ابن تيمية أيضا : " ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف, ولا يظلمونهم؛ فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء

خير من بعضهم لبعض! بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض , وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا , ..

ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض , والخوارج تكفر أهل الجماعة وكذلك أكثر المعتزلة يكفرون من خالفهم ,

وكذلك أكثر الرافضة ومن لم يكفر فسق , وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا ويكفرون من خالفهم فيه . وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول ,

ولا يكفرون من خالفهم فيه؛ بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق كما وصف الله به المسلمين بقوله: { كنتم خير أمة أخرجت للناس} آل عمران . قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس . وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس) منهاج السنة (5|103.




وقال رحمه الله: (والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل، لا بجهل وظلم، كحال أهل البدع). "المنهاج" (4/337).


وقال رحمه الله تعالى: (وأما أهل السنة فيتولون جميع المؤمنين، ويتكلمون بعلم وعدل، ليسوا من أهل الجهل ولا من أهل الأهواء)."منهاج السنة" (2/71).


وقال : (ألا ترى أن أهل السنة وإن كانوا يقولون في الخوارج والروافض وغيرها من أهل البدع ما يقولون، لكن لا يعاونون الكفار على دينهم، ولا يختارون ظهور الكفر وأهله على ظهور بدعة دون ذلك؟ والرافضة إذا تمكنوا لا يتقون). "منهاج السنة" (6/375).

قال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : (إن الذي يتصدى لضبط الوقائع من الأقوال والأفعال والرجال يلزمه التحري في النقل فلا يجزم إلا بما يتحققه ولا يكتفي بالقول

الشائع ولا سيما إن ترتب على ذلك مفسدة من الطعن في حق أحد من أهل العلم والصلاح ... ولذلك يحتاج المسلم أن يكون عارفا بمقادير الناس وبأحوالهم ومنازلهم فلا يرفع الوضيع ولا يضع الرفيع) اهـ بواسطة "نفائس الحلة في التآخي والخلة" (ص93-94.)

وانظر إلى إنصاف ابن تيمية وصدقه رحمه الله

قال وهو يتحدث عن مذهب الكرامية في الإيمان

( والكرامية يقولون : المنافق مؤمن وهو مخلد في النار؛ لأنه آمن ظاهرا لا باطنا وإنما يدخل الجنة من آمن ظاهرا وباطنا . قالوا : والدليل على شمول الإيمان له

أنه يدخل في الأحكام الدينية المتعلقة باسم الإيمان كقوله تعالى : " فتحرير رقبة مؤمنة " ... و الكرامية توافق المرجئة والجهمية في أن إيمان الناس كلهم سواء ولا

يستثنون في الإيمان ، بل يقولون : هو مؤمن حقا لمن أظهر الإيمان وإذا كان منافقا فهو مخلد في النار عندهم ، فإنه إنما يدخل الجنة من آمن باطنا وظاهرا ، ومن

حكى عنهم أنهم يقولون : المنافق يدخل الجنة ، فقد كذب عليهم بل يقولون : المنافق مؤمن لأن الإيمان هو القول الظاهر كما يسميه غيرهم مسلما إذ الإسلام هو الاستسلام الظاهر.) مجموع الفتاوى 7/141)


وقال رحمه الله _ في سياق الكلام على المعتزلة والجهمية النُّفاة:

"وكان ممن انتدب للردِّ عليهم أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وكان له فضل وعلم ودين، ومن قال: إنه ابتدع ما ابتدعه ليظهر دين النصارى في المسلمين -كما يذكره طائفة في مثالبه، ويذكرون أنه أوصى أخته بذلك - فهذا كذب عليه، وإنما افترى هذا عليه المعتزلة والجهمية الذين ردَّ عليهم، فإنَّهم يزعمون أنَّ من أثبت الصِّفات فقد قال بقول النَّصارى، وقد ذكر مثل ذلك عنهم الإمام أحمد في الرد على الجهميَّة؛ وصار ينقل هذا من ليس من المعتزلة من السَّالمية ويذكره أهل الحديث والفقهاء الَّذين ينفرون عنه لبدعته في القرآن، ويستعينون بمثل هذا الكلام الذي هو من افتراء الجهمية والمعتزلة عليه، ولا يعلم هؤلاء أنَّ الَّذين ذمُّوه بمثل هذا هم شرٌّ منه، وهو خير وأقربُ إلى السُّنَّة منهم
وكان " أبو الحسن الأشعري " لما رجع عن الاعتزال سلك طريقة أبي محمد بن كلاب، فصار طائفة ينتسبون إلى السنَّة والحديث من السَّالمية وغيرهم كأبي علي الأهوازي يذكرون في مثالب أبي الحسن أشياء هي من افتراء المعتزلة وغيرهم عليه لأنَّ الأشعريَّ بيَّن من تناقض أقوال المعتزلة وفسادها ما لم يبيِّنه غيره حتى جعلهم في قمع السمسمة". شرح مفصل حديث النزول (1/171) -وهو في مجموع الفتاوى (5/555)-


وقال أيضاً في الرَّدِّ على الإخنائي (ص 110):

" وليسَ الْمَقْصُودُ أيْضَاً العُدْوانُ عَلَى أَحَدٍ- لاَ الْمُعْتَرِضِ وَلا غَيرِهِ- وَ لاَ بَخْسِ حَقِّه وَلاَ تَخْصيصهِ بِمَا لاَ يَخْتَصُّ بِهِ مِمَّا يَشْركهُ فِيْهِ غَيرهُ، بَلْ الْمَقُصود الكَلاَم بِمُوجبِ العِلْمِ وَ العَدْلِ وَ الدِّيْنِ كمَا قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)-(المائدة: من الآية8-".

وقال الإمامُ ابنُ القيم في (إعلام الموقعين)(3/106-107):"... واللهُ تعالى يُحبُّ الإنْصَافَ، بَلْ هُو أَفضلُ حِليةٍ تَحلَّى بِهَا الرَّجُل، خُصوصاً مَنْ نَصَّبَ نَفْسه حَكَماً بَين الأَقْوالِ وَالْمَذاهبِ، وقَد قالَ الله تعالى لرسوله (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ )-(الشورى: من الآية15)- فَورثَةُ الرَّسُولِ مَنْصبهمْ العَدل بَيْنَ الطَّوائف و ألاَّ يَميلَ أَحَدهُم مَعَ قَريبهِ وَذَوي مَذْهبهِ وَطَائفتِهِ وَ مَتْبُوعهِ، بَلْ يَكُونُ الْحَقّ مَطْلوبهُ، يَسِيْرُ بِسيرهِ، وَيَنْزِلُ بِنُزُولهِ، يَدينُ بدينِ العَدْلِ وَالإنْصَافِ وَيَحْكِّمُ الْحُجَّة، وما كانَ عليهِ رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأَصْحَابُهُ؛ فَهُو العِلْمُ الَّذي قَد شَمَّر إليهِ، وَ مَطْلُوبُهُ الَّذي يَحومُ بِطَلبهِ عليهِ، لا يثْني عنَانهُ عَذْل عَاذلٍ، وَلا تَأْخذه فيهِ لَومَةُ لائِمٍ، وَلاَ يَصدُّه عَنْهُ قَولُ قَائلٍ"

وقال ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في ذمه للهوى: «وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمُّه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك ولا يطلبه، ولا يرضى لرضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه، ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أنَّ الذي يرضى له ويغضب له أنَّه السُّنَّة، وأنَّه الحق، وهو الدين، فإذا قُدِّر أنَّ الذي معه الحق المحض دين الإسلام، ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، بل قصد الحميَّة لنفسه وطائفته، أو الرياء، ليُعظَّم هو ويُثنى عليه، أو فعل ذلك شجاعة وطبعاً، أو لغرض من الدنيا: لم يكن لله، ولم يكن مجاهداً في سبيل الله، فكيف إذا كان الذي يدَّعي الحق والسُّنَّة هو كنظيره معه حق وباطل، وسنَّة وبدعة، ومع خصمه حق وباطل، وسنة وبدعة؟!»[(5/256.].

وقال شيخ الإسلام-رحمه الله- :
" والأمر بالسنة والنهي عن البدعة هو أمر بمعروف ونهي عن منكر, وهو من أفضل الأعمال الصالحة, فيجب أن يبتغى به وجه الله, وإن يكون مطابقا للأمر.
وفي الحديث "من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فينبغي أن يكون عليما بما يأمر به؛ عليما بما ينهى عنه, رفيقا فيما يأمر به, رفيقا فيما ينهى عنه, حليما فيما يأمر به, حليما فيما ينهى عنه"(قال المحقق:لم أجد هذا الحديث). فالعلم قبل الأمر, والرفق مع الأمر, والحلم بعد الأمر؛ فإن لم يكن عالما لم يكن له أن يقفو ما ليس له به علم, وإن كان عالما ولم يكن رفيقا, كان كالطبيب الذي لا رفق فيه, فيُغْلِظ على المريض فلا يقبل منه,وكالمؤدب الغليظ الذي لا يقبل منه الولد.
وقد قال تعالى لموسى وهارون "فَقُولا لَهُ قَوْلاً لََّيِّناً لََّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"(سورة طه:44.

ثم إذا أمر ونهى فلا بد أن يؤذى في العادة, فعليه أن يصبر ويحلم. كما قال تعالى: "وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ"(سورة لقمان:17

وقد أمر الله نبيه بالصبر على أذى المشركين في غير موضع, وهو إمام الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر. فإن الإنسان عليه أولا أن يكون أمره لله, وقصده طاعة الله فيما أمره به. وهو يحب صلاح المأمور, أو إقامة الحجة عليه, فإن فعل ذلك لطلب الرياسة لنفسه ولطائفته, وتنقيص غيره, كان ذلك حَمِيّة لا يقبله الله, وكذلك إذا فعل ذلك لطلب السمعة والرياء كان عمله حابطا. ثم إذا رُدَّ عليه ذلك وأوذِيَ أو نسب إلى أنه مخطىء وغرضه فاسد, طلبت نفسه الانتصار لنفسه, وأتاه الشيطان, فكان مبدأ عمله لله, ثم صار له هوىً يطلب به أن ينتصر على من آذاه, وربما اعتدى على ذلك المؤذي. وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة, إذا كان كل منهم يعتقد أن الحق معه, وأنه على السنة؛ فإن أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوىً أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم, لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا, وأن يكون الدين كله لله, بل يغضبون على من خالفهم, وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه, ويرضون عمن يوافقهم, وإن كان جاهلا سيىء القصد, ليس له علم ولا حسن قصد, فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله. ويذموا من لم يذمه الله ورسوله, وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله. وهذا حال الكفار الذين لا يطلبون إلا أهواءهم, ويقولون: هذا صديقنا وهذا عدونا, وبلغة المُغل: هذا بالٍ, هذا باغى, لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله, ومعاداة الله ورسوله.
ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس. قال الله تعالى:"وَقَاتِلُوهُم حَتَّى لاتَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ" (سورة الأنفال:39), فإذا لم يكن الدين كله لله كانت فتنة.
وأصل الدين أن يكون الحب لله, والبغض لله, والموالاة لله, والمعاداة لله, والعبادة لله, والإستعانة بالله, والخوف من الله, والرجاء لله, والإعطاء لله, والمنع لله.وهذا إنما يكون بمتابعة رسول الله, الذي أَمْرُه أمر الله, ونهيه نهي الله, ومعاداته معاداة الله, وطاعته طاعة الله, ومعصيته معصية الله.
وصاحب الهوى يعميه الهوى ويصمّه, فلا يستحضر ما لله ورسوله في ذلك, ولا يطلبه, ولا يرضى لرضا الله ورسوله, ولا يغضب لغضب الله ورسوله, بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه, ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه, ويكون مع ذلك معه شبهة دين: أن الذي يرضى له ويغضب له أنه السنة, وهو الحق, وهو الدين, فإذا قدر أن الذي معه هوالحق المحض دين الإسلام, ولم يكن قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا, بل قصد الحَميَّة لنفسه وطائفته أو الرياء, ليعظَّم هو ويُثنى عليه, أو فعل ذلك شجاعةً وطبعا, أو لغرض من الدنيا- لم يكن لله, ولم يكن مجاهدا في سبيل الله. فكيف إذا كان الذي يدَّعي الحق والسنة هو كنظيره, معه حق وباطل, وسنة وبدعة, ومع خصمه حق وباطل, وسنة وبدعة؟!
وهذا حال المختلفين الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعا, وكفّر بعضهم بعضا, وفسَّق بعضهم بعضا. ولهذا قال تعالى فيهم:"وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ" (سورة البينة:4-5). ) منهاج السنة ,(المجلد الخامس ص:253-256)

فانظر في هذا الكلام النفيس من هذا الإمام الكبير

القائم على العلم والعدل والرحمة والحق والإنصاف.

ينبغي على المسلمين أن يسعوا في الصلح وجمع الكلمة ورأب الصدع ولم الشمل وحقن الدماء وليس إلى التحريض على القتل وسفك الدم والظلم والتخوين والتكفير.
قال الله تعالى : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا

بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الحجرات/9 :10)

وقال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) الأنفال/1 .

وقال تعالى : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء/114 .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ ؟ قَالُوا : بَلَى . قَالَ : صَلاحُ

ذَاتِ الْبَيْنِ ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ ) قَالَ الترمذي : وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أَنَّهُ قَالَ : ( هِيَ الْحَالِقَةُ . لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ ) . رواه أبو داود ( 4273 ) والترمذي ( 2433 ) . وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وننصح إخواننا أن يبتعدوا عن هذه الحزبيات والانتخابات والمظاهرات التي ما جرت علينا غير المصائب والويلات

وأن يلتزموا بكتاب كامل الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح ويثبتوا على ذلك ويصبروا

ونقول لإخواننا أهل السنة اتقوا الله واصبروا والتزموا طريق الحق ولو قل السالكون ولا تغتروا بطرق الباطل ولو كثر أهلها

قال سبحانه وتعالى: ﴿قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين * قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما

جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون﴾

ويقول سبحانه وتعالى : ﴿وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون﴾
وقال سبحانه :
﴿ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم﴾

قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله : ( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ ) رواه الترمذي (2260) . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (957)

اللهم إنا نبرء إليك مما فعله الإخوان المسلمون والحزبيون وما وقعوا فيه منن انحراف عن المنهج القويم منهج السف الصالح

ونبرء اليك مما فعله المجرمون القتلة ومن عاونهم وناصرهم ومن العلمانيين وأعداء الدين

ونبرء اليك ربنا من شيوخ السوء ودعاة الفتنة الذي ناصروا الظالمين وأعداء الدين وأباحوا دماء المسلمين وحرضوا على سفك الدم بغير حق

(وَسَيَعْلَمُ الذينَ ظلموا أيَّ مُنْقَلَبٍ سَيَنْقَلِبُون)

نسال الله عز وجل أن يكشف الغمة ويزيل الهم ويرفع البلاء ويحقن الدماء ويجمع كلمة المسلمين على ما فيه خير البلاد والعباد

وان يولي على أهل مصر خيارهم وان يوفقهم إلى الخير و الهدى والسداد

أمين والحمد لله رب العالمين .

أبو زكريا محمد بن العربي التلمساني






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©