الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على المصطفى وكفى وبعد

السلام عليكم ورحمة الله

تعريف الثقافة
لم ترد في القواميس تعريف مصطلح الثقافة تعريفا وافيا
وثبت في حديث النبي عليه الصلاة والسلام ( هو غلام شاب لقن ثقف ) أي ذو فطنة وذكاء , وفي لسان العرب يقال ( ثقف الشيئ اي وهو سرعة التعلم )
ويوجد عديد من التعريفات تدور في معنى ان الثقافة هي سرعة التعلم والفهم والذكاء والفطنة

وقد ورد الفعل ( ثقف ) في القرآن في قوله تعالى ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم )

أي حيث وجدموهم والثقافة الذي اشتقها هو انسان ماهر في اللغة مادة اللغة العربية
ولكن كلمة ( ثقافة ) ليست قوية لتكون علما فهي تحتاج إلى كلمة أجنبية (culture) كي تنتشر وهي كلمة جاءت من أروبا
فمفهوم ثقافة جاء من عصر النهضة الاروبية أي الثورة الصناعية ( المادية الجامدة الخالية من الروح )

الفكر الجديد للأسف يلاحظ أن كلمة ( ثقافة ) هي ( الحضارة الاغريقية ) بمعنى التجاوزات التي جاءت بعد الفكر الكلاسيكي من اعمال أدبية , ليضم رحابه في واقع اجتماعي يعكس طابع العبقرية الإنسانية

وقد انقسم التعريف بين الفكر الغربي ( المدرسة الغربية ) وبين الفكر الماركسي ( المدرسة الماركسية )

الفكر الغربي يرى أن الثقافة ثمرة الفكر أي ثمرة اﻹنسان وهو يضم الجانب المادي من الثقافة اي مجموع اﻷشياء وأدوات العمل التي تخلقها

أما الفكر الماركسي يرى ان الثقافة في جوهرها هي ثمرة المجتمع وهو الجانب الاجتماعي الذي يضم العقائد والتقاليد واﻷفكار واللغة والتعليم وهذا الجانب اﻹجتماعي ينعكس في سلوك اﻷفراد

فكلا المستويين له عموميات وامتدادات حسب طبيعة ونشئة المجتمع الوليد فيه وأيضا حسب تعريفات واجتهادات الفلاسفة

فموقف الفلسفة الماركسية تقف عند تعريف لايقيم وزنا كبيرا للأفكار في تطوير الوسط الذي تنشأ فيه

وهو ببساط 2014ة ( أن الثقافة هي مجموعة من اﻷفكار ) هذا تعريف ناقص كما قلنا لايعطي أهمية للأفكار

أما التعريف اﻵخر ( الثقافة هي مجموعة من اﻷفكار واﻷشياء ) كلا التعريفين سليمين ولكنهما ناقصين في عدة جوانب

والتعاريف اﻷخرى توجد من تذهب إلى أن الثقافة هي إنعكاس للمجتمع ولكن التعريف لايفسر الوقائع الاجتماعية بشتى انواعها

لذلك فالتعريف للثقافة يجب ان يكون من زاوية الوجهة التربوية والعملية

اذن الثقافة هي علاقة متبادلة بين مشكلة أسلوب الحياة والسلوك والتصرف أمام مشكلات الحياة
وأيضا السلوك الاجتماعي لدى الفرد بأسلوب الحياة في المجتمع

والتبادل هذا يرجع إلى التعريفات المختلفة فالبعض يقدم الجانب الفردي واﻵخرون يقدمون الجانب اﻹجتماعي

واﻹختلاف راجع إلى عن تفسير العلاقة المتبادلة بين الفرد والمجتمع

وبين علاقة اﻷفكار باﻷشياء

فالفكرة والشيئ لايكسبان قيمة ثقافية إلا في ظل بعض الشروط

وهما لايخلقان الثقافة إلا من خلال اهتمام أسمى بدونه يتجمد كلا العالمين ( علم الافكار وعالم الثقافة ) حتى كأنه قطع من آثار في متحف

وهذا الاهتمام يكون بالنسبة للفرد على ان له علاقة وطيدة تربطه بكلا العالمين فإذا لم تكن هناك علاقة بين الفرد والعالمين فإن الفرد لن يسيطر على العالمين

واذا اراد الانسان ان تكون ثقافته مميزة يجب أن يتعمق في اﻷفكار لكي يغير اسلوب حياته في المجتمع حتى يتغير سلوكه نحو اﻷفضل

والرسول عليه الصلاة والسلام يبين العلاقة بينه وبين عالم الافكار والاشياء في حديث عرف فيه مراحل المجتمع المثقف أنه يبدأ مادة التاريخه من تقبل الافكار وإبداعها لكي تليها مرحلة تبلغ فيها أفكاره المجتمعات اﻷخرى ثم تعقب مرحلة يتجمد فيها عالم اﻷفكار فيصبح ليس له أدنى فاعلية اجتماعية

وهذا الحديث هو قال النبي عليه الصلاة والسلام ( مثل مابعثني الله عز وجل به من الهدى والعلم كمثل الغيث ' أصاب بها أرضا فكانت منها بقعة قبلت الماء ' فأنبتت الكلأ والعشب الكثير , وكانت منها بقعة ماء أمسكت الماء , فنفع الله عز وجل بها الناس ، فشربوا منها وسقوا وزرعوا ، وكانت منها طائفة قيعان لاتمسك ماء ولاتنبت كلأ )

هنا يجب ان نقول ان المجتمع الاسلامي بثقافته عندما كان يصنع أفكارا كان عليه أن يبلغها إلى أروبا

ولما أصبح غير قادر لاعلى التبليغ ولا على الخلق تقوقع في مكانه

لذلك لكل متعصب ﻷفكار الغير اعلم أنك لن ترتقي ﻷي مكان ولن تصل فكرتك لغيرتك إذا لم تتقبل فكرته


والله ولي التوفيق





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©