السلام عليكم
على خطى الجماعات السلفية بمصر "حزب النور"، وتونس "جبهة الإصلاح"، واليمن "إتحاد الرشاد اليمني" هاهم سلفيو الجزائر يحاولون دخول اللعبة السياسية ولو أنهم صدوا عند بابها في أول طلعة لهم برفض الداخلية على لسان والي العاصمة لعقد الجلسة التأسيسية لحزب "جبهة الصحوة الحرة" ودون مبرر.
السلفية في الجزائر التي كانت ركنا ركينا مؤمنا للسلطة بمرجعية أفكارها التي لا تتبنى أبدا في أدنى المراتب نقدها وفي أعلاها الخروج عليها، اتخذت لنفسها هذه المرة زاوية نظر مغايرة ليتبين لها أن حيادها اللامبرر لم يثن السلطة عن إحاطتها بعين رقيبة تتبع حركاتها وسكناتها مضيقة عليها في المساجد بتعبئة الأئمة ضدها بحجة حقن المجتمع الجزائري بالفتاوي المستوردة معتبرة إياها خطرا على المذهب المالكي في قالبه الجزائري.
لقد مانعت فئة من السلفية الجزائرية لسنوات طويلة وهاهي اليوم ترى بأم عينها أن حيادها الذي يشبه "دس الرأس والجسم في التراب" لم يعد مجديا، بل ليتها تُرِكت مدفونة وفق خياراتها في سكون، لتكتشف أنها اتخذت مراتب ودرجات تدوسها صعودا ونزولا النعال السياسية على اختلاف ألوانها وأشكالها، كما اقتنعت اليوم أن العنف الحادث أو المتصور الحدوث الذي تنبذه سلفيتنا المحلية جملة وتفصيلا محسوب عليها رغم ذلك.
فما فائدة الممانعة؟ حقا ما الفائدة مادامت السلطة ترى السلفية في تطلعاتها الأولى اشتدادا لقشرتها السهلة الكسر أصلا؟ فلن يتردد النظام أبدا ولن يجد حرجا لجمع السلفيين على اختلاف إيديولوجياتهم في سلة واحدة وليكن مآلهم الكسر والتفتت، فذاك ما يبغي، والأيام خير شاهد لتبدي الكثير من الخبايا حول ذلك.





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©