ظاهرة نشر الرسائل التي تحمل عنوان انشر تؤجر ..او انشرها وغير دلك؟









ظاهرة جديدة أخذت تطل برأسها، بل ظلت تتنامى وتنتشر وغالبية الناس في غفلة عن منشئها ومصدرها ومآلها.
هناك رسائل يتم تداولها عبر الهاتف الجوال أو البريد الإليكتروني وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تحمل شعار “انشر تؤجر” وتهدف إلى نشر الخير وتحمل الطابع الدعوي، لكن البعض يرون أن غالبيتها أصبحت تثير الخوف والذعر في أوساط المتلقين، كونها تعتمد على الشائعات والمبالغات التي لا أساس لها من الصحة، وليست لديها مرجعية أو موثوقية.

التحقيق التالي يبحث أبعاد هذه الظاهرة وحقيقتها وما يترتب على من يتداولونها.

من أنت لتأمرني؟!!

في البداية وجّه الدكتور محمد بن صالح المنجد المشرف على موقع الإسلام “سؤال وجواب” انتقاداً لاذعاً إلى ناشري هذه الرسائل، حيث قال: في هذه الرسائل إحراج لمستقبل الرسالة بأمور غير شرعية مثال: أقسمت عليك بالله أو سألتك بالله إلى آخرها من الألفاظ، فمن حضرتك حتى تلزم الناس بهذا وللأسف فإن كثيراً من الجهلة يقعون في الحرج والذي عنده علم لا يأبه لأنه يعرف أن هذا لا يلزمه شرعا إلا ما ألزمه الشرع به. والذي يقول: ما أسامحك إذا ما أرسلتها، فهنا السؤال: من أنت؟ أأنت رسول الله؟ وهذا الأسلوب المحرج غير شرعي وليس مقبولاً على الإطلاق، بل إنهم يتمادون في الكذب على الناس بقولهم: أرسلها لـ10 وتسمع خبراً ساراً بجد وعن تجربة وفي لـ9 أو 5 وهكذا فلا أدري لم تحديد هذه الأرقام والله المستعان.


******


يكذبون على النبي صلى الله عليه وسلم!!

ونوّه الشيخ وليد بن محمد المصباحي الذي يشرف على موقع المصباحي إلى أنه من نشر حديثا منسوباً للنبي عليه الصلاة والسلام أو فعلاً أو سنّة ولم يتثبت من المصدر الموثوق أي مصدر الحديث ودرجته فهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من حدث عني حديثاً يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين”، فكل من نشر حديثاً غير صحيح فإنه يكون مشاركاً له في الإثم وهنا المصدر والتثبت، مهمان وينبغي أيضا التثبت فالمسلمون مأمورون بالتبين والتثبت قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6].

وأرجأ المصباحي أهمية التأكد من الأحاديث قبل نشرها سببه أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يترتب عليها تشريع، فلا يمكن أن تسمى شرعاً أو علماً إلا لو كانت نقلاً ومصدقاً وعن معصوم أو نقلاً محققاً من معلوم وعن إجماع وعن استقراء تام والإنسان إن نشر حديثاً ضعيفاً أو موضوعاً فهو يحمل وزر من عمل به.

وتعجب المصباحي من تصرفات بعض الناس، حيث إنهم يحدثون بكل ما يسمعون خلافاً لقوله صلى الله عليه وسلم: “كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما يسمع”، وموضحاً أن أبا هريرة رضي الله عنه لم يرو حديثاً لم يتثبت من مصداقيته فكيف بالناس يروون كل ما يسمعون.


******

والذي ينبغي أن يُعلم أنه ليس كل رسالة قيل في آخرها : "انشر تؤجر" يكون مضمونها خيراً.
فقد وجد من يذكر حديثاً ضعيفاً أو موضوعاً ، ثم يطلب نشره ، ويختم بعبارة " انشر تؤجر " ! ووجد من يحث على بدعة ، ويختم رسالته بتلك العبارة ، ووجد من يحذِّر من مسلم أو يطعن في عرض ، ويختم بتلك العبارة ، ووجد من يدعو للتصويت لصالح النبي صلى الله عليه وسلم ، وختم بتلك العبارة ، وتبين أنها عملية احتيال لصالح شركة في بلاد الكفر ! ، ووجد من يدعو للتبرع في حساب شخصية معروفة في عمل الخير ، ويختم بتلك العبارة ، وتبيَّن أن الحساب لا يرجع لتلك الشخصية ، وأمثال هذه الرسائل كثير ، فيجب التأكد من مضمون تلك الرسائل قبل نشرها وتذييلها بتلك العبارة .
وقد أجرت " مجلة الدعوة السعودية " تحقيقاً علميّاً حول رسائل " انشر تؤجر " ، ومما جاء في ذلك التحقيق :
" من جانبه يؤكد الشيخ " وليد بن عبد الرحمن المهوس " ، من منسوبي " هيئة التحقيق والادعاء العام " أن ما يقع فيه بعض مستخدمي رسائل الهاتف الجوال هو تساهلهم في إرسال الرسائل التي تحمل عبارات وعظية ، أو شرعية ، أو انتقاد لشخص ، أو جهة ما ، دون تثبت من صحتها ، وهذا تفريط كبير يلحق صاحبه ، ويسبب البلبلة في المجتمع دون وجه حق ، خاصة وأنه يختم رسالته بعبارة " انشر تؤجر " .

ويشدد الشيخ المهوس على ضرورة الالتزام بالضوابط في إرسال الرسائل ، ويذكر من أبرزها :

1. لا بد من التأكد من صحة ما يُنشر ، بعضها يكون حديثاً ، أو أثراً ضعيفاً ، أو موضوعاً ، وإذا نشر هذا الحديث الضعيف ، أو الموضوع : فقد يُخشى أن يدخل في حديث : ( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) أخرجه البخاري ومسلم .

2. أنه قد ينشر بدعة وهو لا يدري ، والبدع تهدم الدين ، وهذا خطير جدّاً .

3. أنه قد يعمل بهذا الحديث أو الأثر ، ويترك ما يعارضه وهو صحيح ، فيكون قد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فيترك الصحيح للعمل بالضعيف .

4. أن هذا المرسِل كالإمعة والببغاء يردد ما يأتيه بدون وعي ، ولا عقل ، فهذا يقدح في عقل المسلم العاقل المدرك ؛ فإنه لا يقول شيئاً إلا بعد تمحيص وروَّية .

5. أن المطلوب من المسلم نشر الخير بعد ما يعلم به ، وأما الذي يرسل بلا عِلم : فقد يرسل الشرَّ .

6. أن هذا المرسِل قد يظن أنه يزيد حسناته بذلك ، وهو بالعكس فقد يزيد من سيئاته ؛ لأنه نشر شيئاً بلا علم ، ومعرفة .

7. أن بعض الأعمال والأفكار قد تكون صحيحة ، ولكن قد لا يناسب المرسَل إليه ، أو يفهمه فهماً خاطئاً ، وهذا من المحاذير " انتهى باختصار .



****


جمعت من مصادر مختلفة:


" مجلة الدعوة " ، العدد ( 2043 ) ، 20 ربيع الأول 1427هـ .


http://islamqa.info/ar/ref/113730 اسلام سوال وجواب








©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©