أهمية الاستخارة .. للشيخ سند البيضاني


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (( كان رسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول:

إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به قال : ويسمي حاجته ( 1) .

وقوله : (( يعلمنا )) يعني أنها تحتاج إلى إتقان ، ((في الأمور كلها )) يعني الإكثار منها .

وإذا كان الكتاب كامل والسنة قد اشتملا على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية وتسليم المسلم لقلبه وعقــله القاصر لله ؛ فإن صلاة الاستخارة قد اشتملت على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي لهذه المعاني والمقتضيات ، ويمكن تلخيص ذلك من خلال معرفة أهميتها والمتمثلة في :


1) معرفة أسماء وصفات جزائرية المعبود ( 2 ) سبحانه ووجوب العمل بمقتضاهما ، وأقرب مثال على ذلك قد يصعب على أي مسلم أن يعلم مدى توكله إلا إذا كان مكثراً منها، لأنها مبنية عليه .

2) حقيقة وصفات جزائرية النفس البشرية (3 ) ، فالإنسان مخلوق: كفور، يئوس، قنوط ، معرض ، ظلوم ، جهول ، خصيم ، فرح ، مغرور ، هلوع ، قتور ، ولا حول له ولا قوة إلا به سبحانه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يؤمنون ، وإن آمنوا فلا يعملون لتعويض هذا النقص بالوسائل التي شرعها المولى سبحانه ، إلا من رحم الله .

3) أنها وحي هذه الأمة (4 ) ـ الإلهام ـ ولكل مسلم ومتى شاء !. وهذا ما يجعل هذه الأمة أفضل من الأمم السابقة حتى في هذه الجزئية أيضا، فمن هذا الذي لا يحب أن يكون ملهماً ومسدداً ؟! بفضل من الله ومنّـه .

4) ثمارها العظيمة والكثيرة التي لا تعد ولا تحصى , فأهـمها لأهـــــــل التقـوى والورع الاطمئنان على إخلاص النية عند أي عمل ، وأهمها لأهـل الدنيا النجاح وتطويروتحقيق الذات .

5 ) النصوص الشرعية التي دلت على أهميتها ومكانتها، فالمسلم اليوم بحاجة إلى طمأنينة القلب في كل ما يحتاجه من تفاصيل الحياة وما استجد فيها من تعقيدات وكثرت معها التكاليف الشرعية .

6) فهم السلف رضوان الله عليهم لها واعتناؤهم بـها من خلال فقه أقوالهم وتعاملهم معهــــــا والتي تدل على تعلقهم بها وإكثارهم منها.

7) أنـها ليست مجرد ركعتـين بدعاء مخـصوص بل تحـتاج إلى تـعلم لإتـقانـها كالقرآن ، وقد دلّ حديث الاستخارة على ذلك .

8) الإنسان بفطرته يحب أن يرى الثمار العاجلة ؛ لهذا فـثمارها تعد من أعظم الحوافز للإكثار منها مما تجعله يعض عليها بالنواجذ ، فاستخارة واحدة تكفي ليحـرص المسلم بعد ذلك من الإكثـار منـها.

9) يقول شيخ الإسلام :
((فَإِنَّ فِيهَا مِنْ الْبَرَكَةِ مَا لَا يُحَاطُ بِهِ)). ((وكذا دعاء الاستخارة فإنه طلب تعليم العبد ما لم يعلمه وتيسيره له)).

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
[/color]

== = = == = = = =

1) أخرجه البخاري في عدة مواضع(ج1/ص 391/حديث 1109) (ج 5/ ص 6019/ حديث 2345) (ج 6/ص 2690) . أبو داود : (ج 2/ ص 89/ حديث 1538) وصححـــه الألباني . والترمذي (ج 2 / ص 345/ حديث 480) وصححه الألباني . وغيرهم .

2) لمزيد من الفائدة ينظر : (( أصول الصلة مع الله )) .

3) لمزيد من الفائدة ينظر : (( أصول الصلة مع الله )) .
4) ) لمزيد من الفائدة ينظر سلسلة : (( أتحب أن تكون ملهما ؟ )) .

5) ((مجموع الفتاوى: 10/ 663))، ((الزهد والورع والعبادة: 1/ 96)).

6) ((مجموع الفتاوى / 8/ 330)).

= = = = = =
[/font][/size][/color]
===== = = ==




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©