بسم الله الرحمن الرحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه مادة صوتية عثرتُ عليها منذ أيام للشيخ فلاح بن إسماعيل مندكار -حفظه الله- يروي فيها مواقف طيِّبة للشيخ: عبد المحسن العباد -حفظه الله- والشيخ: حمّاد الأنصاري -رحمه الله- مع الشيخ المحدّث: محمد بن ناصر الدِّين الألباني -رحمه الله- وثناءهما عليه، وهي من أفضل ما سمِعتُ في حق هذا الشيخ المُبارك والذي نحسبه عند الله من مجدّدي هذا الدِّين وممن نصر الله بهم هذا الدِّين، ولا نُزكي على الله أحدًا. ويليها ثناء طيِّب من الشيخ محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله- على الشيخ الألباني.
فرحم الله العلامة والمحدث وجزاه عنّا وعن سُنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- خير جزاء وجمعنا به في الفردوس الأعلى.

قال الشيخ فلاح -حفظه الله-:
(ففتحنا الكِتاب فقال: لا، أغلق الكتاب كامل اليوم. درس، قال: "أغلِقوا الكِتاب، عندنا موضوع". الموضوع كله -يا إخوان-، الدرس كله -يا إخوان- من أوّله إلى آخره ثناء ومدح من شيخنا الشيخ: عبد المحسن العباد، يمدح ويُثني على الإمام والشيخ: الألباني. أنا ما بقول شيخ وتلميذ، لكنهما قُرناء، كلاهما كان يُدرّس في الجامعة، كلاهما كان يُدرّس في كليّة الالشريعة الاسلامية في الجامعة الإسلامية، بل كان الشيخ: عبد المحسن العبّاد هو المدير، وصار يُني على الشيخ ويحثّنا جميعًا أنه عندكم شهر من الزمان، فرصة، جاءكم الشيخ إلى المدينة، لازموه وتابعوه من حلقة إلى حلقة ومن درس إلى درس، مادام في هذه المدينة، ثا قال -وهذه شهادة والشيخ مازال حيًا موجودًا-، قال: "الألباني في زماننا مِثل أحمد في زمانه". لا إلـه إلا الله. شوف التواضع، مع أن الذي يعرف الشيخ والذي عاصر الشيخ وعاش مع الشيخ، عِشنا معه سنوات طويلة يا إخوان، ولازمناه سنوات طويلة، والله ما رأينا مثله في الزُهد، في الورع، في التقوى، في الديانة، في العِلم، في التواضع، يقول: "الألباني في زماننا أستطيع أن أقول مِثل أحمد في زمانه، فكما قِيل في أحمد أقول الآن، إذا رأيتُم الرجل يتكلّم في الألباني فإنه مُتهّم في دينه" قال: "بل وأستطيع أن أقول أنه ليس من أهل السُنة وليس من السلفيّة في شيء". هذه كلمة شيخنا الشيخ: عبد المحسن في الألباني، وسمعنا قبل قليل كلمة من؟ من يقول: "أنا لا يُباريني أحد في حبّ الألباني"، ماذا قال عن الألباني؟ رحمة الله على الألباني.
وأذكر أيْضًا وأُذكِّر، وهذا من حقهم عليّ والله، شيخنا الشيخ: حماّد بن محمد الأنصاري -رحمة الله عليه رحمة واسعة-، وكان الشيخ، يعني كنتُ كثيرًا ما أصحبه أنا لأنِّي سكنتُ عند بيته ولازمته، فكنتُ أذهب معه إلى الجامعة أيام، يعني: أيام دوامه في الجامعة وأعود معه، كان عندي سيارة -يضحك الشيخ-، فأنا آخذه، هذا شرف عظيم أنني آخذ الشيخ وأرجع الشيخ. فركب الشيخ وقال: "سمعتُ أن الألباني قد جاء إلى المدينة". قلت: نعم شيخنا، قلت: قبل ليلتين وصل، وقلت له: كنّا أمس في الليل معه في بيت فلان. قال: "يا شيخ أين هو الآن؟". قلت: الآن هو في المكتبة، على موعده ووضع البرنامج أنه الآن الساعة العاشرة في الضحى يكون في مكتبة الجامعة. قال: "أنت متأكد؟". قلت: نعم متأكد، لأننا نعرف برنامج الشيخ وكنا نُلازم الشيخ إذا جاء. يا إخوان مو احنا كنا نلازم الشيخ، الذي حملنا على ملازمة الشيخ ما نأتي والله إلى مجلس من مجالس الشيخ الألباني إلاّ نرى مشايخنا الكبار جالسين؛ الشيخ: عمر بن محمد بن فلاته -رحمة الله عليه-، هذا من أكبر المشايخ في المدينة مات -رحمه الله-، وهو تلميذ الشيخ الكبير: عبد الرحمن الإفريقي إمام المشايخ السلفيين في المدينة، عبد المحسن العبّاد جالس في حلقة الشيخ، ربيع بن هادي جالس في حلقة الشيخ، الشيخ: عُبيد، كل مشايخنا جالسين في حلقة الشيخ والشيخ يُدرّس ويتكلّم ويُفتي.
فكنا نحرص على مجالسه مجلسًا بعد مجلس.
الشاهد، نرجع لكلام الشيخ والإمام والمحدث: حمّاد بن محمد الأنصاري -رحمة الله عليه-، قال: "أنت متأكد؟" قلت: نعم يا شخنا أنا متأكد، هكذا الوعد، أمس بالليل قال الساعة هذه بالنهار سيكون في المكتبة في الجامعة الإسلامية.
قال: "خذني إليه". الله أكبر، يعني نحن نفرح كثير، يلتقي شيخك بشيخك، وشيخ يُعظّم شيخ، فأقول: رحنا إلى المكتبة ونزلنا ودخلنا، وإذا الشيخ فعلاً في قسم المخطوطات، كانوا يخصصون له غرفة يستريح فيها وكل ما يُريد من المخطوطات يأتون له بها. فدخلنا على الشيخ وسلّم على الشيخ وتعانقا طويلاً، طبعًا موعد الدرس كان قريبًا جدًا، وسلّم بتواضع، كلاهما. ثم خرجنا إلى الدرس وبعد الدرس قال لي: "تعرف يا شيخ، هذا الرجل، هذا الإمام الذي سلّمنا عليه اليوم لا يُحبه أحد إلاّ نفرًا يسيرًا جدًا، قال: كل أهل الإسلام لا يُحبونه، تعرف لماذا؟ تعرف لماذا؟" قلت: لا يا شيخنا تفضل. قال: "لأن عامة المسلمين، الثلاث والسبعين فرقة عامتهم اليوم على طريقين: إمّا متعصبة في المذاهب الأربعة، متعصب على أحد المذاهب الأربعة، وإمّا متعصب على مذهب بدعي في الإعتقاد، إن سلم من الأشعرية والإعتزال والتصوف وغيره في باب الإعتقاد وقع في التعصب إما للحنفية أو للشافعية أو للمالكية ... قال: عامة المسلمين هذان، قال: وهذا الإمام سلّطه الله تبارك وتعالى على الفريقين، ما ترك بدعة إلاّ وفنّذها وبيّن فسادها، وما ترك أيضًا مُتعصبة المذاهب إلاّ وبيّن فسادهم وبُعدهم على الأئِمة الأعلام". قال: "لذلك يكرهونه، لا يُحبه إلاّ قليل، أنت تُحبّه؟" قلت: إيه يا شيخ، أنا أحبه. قال: "عليك به". قال: والله ما ترك أحدًا، لأن عامة أهل الإسلام على ها الصنفين.
وهو حقيقة يا إخوان). اِنتهى كلامه حفظه الله عن الشيخ الألباني.
وهذه إضافة منهجية أضافها الشيخ حفظه الله:
(واليوم زاد عندنا صنف ثالث تعرفونه؟ اليوم عندنا إذا ما هو متعصب في المذاهب العقدية، وما هو متعصب في المذاهب الفقهية، هاه؟ صاحب خيطي بيطي، كله عند العرب صابون، يعني الأولين كانوا على مذهب واحد، يعني لما تجي تناقشه تحضّر وتجهز نفسك في وين؟ في باب واحد من أبواب الدِّين، تقرأ الأشعرية وتروح تناقشه، هذا أشعري بس. اليوم عندنا صنف ثالث: أشعري، معتزلي، صوفي، رافضي، حنفي، حنبلي، مالكي، كله بتاع كله، تجميع وسياسة وعندهم كل النّاس على خير. هؤلاء كيف تُعالجهم؟ الأشعري تُعالجه بإيش؟ بمعرفة فساد الأشعرية، الصوفي تعالجه بإيش؟ بمعرفة فساد التصوف، هؤلاء كيف تُعالجهم؟ كل ما تجيه من باب يجيك من باب آخر، مثل الجربوع، تعرفون الجربوع أو الضب؟ يعني يفتح أربعين جحر وبيته واحد، لكن أربعين طريق من الجحر إلى الخارج). أهـ
تفريغ: ألم الفراق
تحميل الملف الصوتي: هنا

أصل الملف الصوتي فيديو لكنِّي حولته إلى mp3 خشية أن تلحقنا دعوة العُلماء على من ينشر صورهم والله المستعان





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©