الحمد لله ذي العرش المجيد، والبطش الشديد، والأمر العتيد، الملكُ ملكه، والخلق خلقه، والأمر أمره، يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد، أحمدُه سبحانه وأشكرُه، وأتوبُ إليه وأستغفره، وأسأله من فضله المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو على كل شيء شهيد، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، العزة والمجد والمنعه،لمن أطاعه واتبعه، والذلة والصغار،لمن عصاه وخالف أمره،أما بعد:إخوة الإيمان:أوصيكم ونفسي بتقوى الله وطاعته{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران102]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[الأحزاب70].عباد الله! حسب القاتل والوالغ بالدماء أنه منسلخ عن الإنسانية، وفاقد للشرف والمروءة، وحشي دموي عديم الضمير، وحسب قتل مسلم من الإثم أنه مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب كامل الله، بل نص رسول اللهr على أنه أعظم عند الله من زوال الدنيا، فقال: ((لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ))، وفي صحيح البخاري أنهr قال: ((لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا))، وروي في سنن ابن ماجه وغيره عنهr قوله:"مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ"، فنعوذ بالله أن نشارك بقتل مسلم بكلمة أو خط قلم أو تغريدة أو نحوها،{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }[ق: 18]، ولو لم يرد في حق القاتل من الوعيد إلا آية واحدة في سورة النساء لكفت وشفت، فكيف والنصوص فيه كثيرة متضافرة فيه، وأنواع الوعيد في حق مرتكبيه شديدة متواترة، قال تعالى:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[النساء: 93]، تأملوا في الآية عباد الله، أليست هي أعظم آية اشتملت على وعيد شديد وهائل لمن اجترأ على هذه الجريمة الشنيعة، ففيها تهديد أكيد تنصدع له القلوب والأفئدة، فقد جمع الله فيها خمسة أنواع من العقوبات، ولو اقتصر على واحدة منها لكفت في الردع والزجر، وقد صح عنهr تسمية القتل كفرًا في أحاديث كثيرة تهديدًا وزجرًا، فقالr:«سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ»، ونصّ كتاب كامل الله تعالى على أن فاعلها بغير حق كمن قتل الناس جميعًا، وعليه فإن ما شاهدناه وسمعناه من إراقة للدم المصري ومن قتل وفوضى، وانفلات للأمن وتحارب واعتداء على الأبرياء.. لهو حقًّا جريمة بشعة يجب إنكارها وإدانتها على كافة المستويات أفرادا وحكومات ومنظمات ومؤسسات، ولا يجوز تبريرها بحال من الأحوال، فإن الدم عند الله عظيم، وقتل نفس مسلمة واحدة جريمة إنسانية لا تغتفر. فكيف بالآلاف تراق دماءهم على حافة النيل وفي وسط مصر والميادين دون خوف من رب العالمين أو احترام للمسلمين، يا سبحان الله! ماذا دهى مصر وأهلها، أي فاجعة نزلت بهم، وأي فتنة بلاء وابتلاء جعلت الحلماء حيارى، وأذهلت العقول والأبصار. إن هذه الوحشية والدموية في مصر لا تليق ببلد مسلم فكيف بمصر، بلد الحضارات، وبناة المادة التاريخ والمجد، مصر موطن الثقافة والعلوم الإسلامية، مصر التي تعج بالعلماء والحكماء والعقلاء طوال مادة التاريخها، مصر بلد الأزهر أهم المراجع الإسلامية، مصر مآثرها كبيرة وكثيرة جداً، ومزاياها لا تعد ولا تحصى، يا الله! هل يُعقل في عصر الانفجار المعرفي والتقني والإعلامي أن يُقتل المئات ويُجرح لآلاف بهذه الوحشية والهمجية، هل يُعقل أن يسود قانون الغاب والافتراس ببلد الحضارة والعلم ومهد التعددية والتنوع، اللهم إننا نبرأ إليك من هذه الدماء التي سالت على أرض الكنانة، اللهم إنا نبرأ منها براءة مؤمن لا يرجو ولا يخاف سواك، يا الله! أي عبث في الأرواح هذا؟ ولماذا تراق دماء المسلمين بيد المسلمين أنفسهم؟ ولماذا يبلغ الاحتقان والحقد بين أبناء الوطن الواحد إلى هذا الحد؟ وبأي مبرر سيلقى القاتل ومن شاركه الجبار ملك الملوك غداً إذا وقفوا بين يديه؟! ماذا سيقولون؟ وبأي شيء سيجيبون؟! والله ليسألن كل الذين شاركوا في قتل المصريين؟ عندما يقف القاتل أمام المقتول : رب سله هذا لماذا قتلني؟ يا الله مئات الضحايا، وآلاف المجروحين، آهٍ لك يا مصر، وآهٍ للأبرياء وللدماء؟! شوهت صورة مصر العظيمة، وصارت أيامها عصيبة، يا تُرى ماذا يُراد لهذا البلد المسلم العظيم ذات الثقل الحضاري والمادة التاريخي والديني؟! لما يُوهنونه ولم يكبلونه؟ ولم لا يريدون له أن يرتقي لمكانته ولمادة التاريخه ولثقافته وكثافة سكانه ولموقعه الجغرافي المتميز، ماذا يريدون من مصر؟! إنهم لا يريدون لمصر أن تكون قوية في الطليعة، فهم يُدركون تماماً أن قوتها قوة للإسلام والمسلمين، وأن انتصارها على المؤامرات انتصار للإسلام والمسلمين، والسؤال: لماذا استجاب أبناء مصر لهؤلاء العابثين؟ لماذا فتحوا لهم قلوبهم ليوغروها على بعضهم؟ وليملؤوها حقدًا على بعضهم، إنهم المصريون الشعب الأبي الكبير الذي طالما وقف بوجه كل عابث وغادر بوحدتهم، لقد تكشفت الأمور وأصبح الكل يُدرك أن هناك أيادي خبيثة مجرمة تريد أن تلعب بمصر وبأمنها وبمستقبلها ومكانتها، إنهم يتآمرون عليها لا يريدون لها أن تشق طريقها إلى النمو والازدهار، أو أن تعتمد على نفسها وكفايتها الذاتية، إنهم يمكرون ويخططون ويدبرون لهذا البلد العظيم، لكنهم نسوا أن الله خير الماكرين، وأن من بيده التدبير هو العليم الخبير، إنه وعد الله: ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(. ووالله لن تضيع هذه الدماء إن كانت صدقت وصبرت من أجل إعلاء كلمة الله، فلن تضيع ولو بعد حين، فتربصوا حتى يأتي أمر الله، هو خبر الوحي الذي]لايَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ(. يا ويلكم أيها العابثون دماء تسيل على حافة النيل وأرواح تحُرق وتزهق بالميادين، إنها مصر أرض الكنانة أم الدنيا، وصية حبيبنا وقدوتناrلما قال: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ (يعني: مصرَ)، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا»، أين الديمقراطية؟ وأين المنظمات الحقوقية؟ أين المواثيق الدولية؟ إنها الإزدواجية بالمعايير العالمية والقوانين الوضعية، فلتقتل الشعوب مادة اللغة العربية، فالمهم كسب القضية وسلامة الدولة اليهودية، آهٍ لقد ظهر النفاق، واشتد السباق، وضُيق الخناق، وفسدت الأخلاق، فاحذروا يا رفاق.
كفاكَ من التوددِ والنفاق...ومن جملٍ تُقالُ بلا مذاق(الحرية، الإنسانية، الحوار، المبادئ، القيم، الكرامة، احترام الآخر) ذُبحت ونُحرت بألسنة حداد، أريق دمها، فحل محلها: تقلب وتلون، وكذب وخيانة، وموالاة للظالمين، وعبودية للكافرين،حرضوا وأججوا وسلَّطوا ألسِنَتهم وأقلامَهم للنَّيل من المؤمنين، بل والغمْز في دينهم، إنها طباع المنافقين في كل زمان ومكان لقد فضحهم الله بآخر سورة نزلت فسميت(الفاضحة)أو(براءة)أو (التوبة) فقال تعالى:{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ()وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}[التوبة64- 65] سبحان الله! لقد هتك الله بالأحدث الراهنة أستار المنافقين، فجلى الله لعباده شدة مكرهم، وعظمة حقدهم، وغل صدورهم، فخذوا حذركم معاشر المؤمنين من المنافقين" {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[المنافقون:4]، فالأيام القادمة حبلى، لا ينفع فيها التردد والتذبذب، فالمبادئ تُنحر علانية، والقيم تنتهك صراحة، ولا مجال للسكوت أو المجاملات، فكيف بتبرير القتل، لقد ملئوا الدنيا ضجيجاً عند قتل الذمي والمعاهد والكافر، وهذا حق فدين الله واضح، لكن مابالهم مع الدم المسلم، والنفس المسلمة، مهما كان الخلاف والنزاع، لماذا الكيل بمكيالين، إن الدين عند الله الإسلام، لا يُجامل ولا يُحابي، ولا يتلون مع المواقف والمستجدات، «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» ثُمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]. وقال سبحانه: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}[إبراهيم:42]، لكل ظالم ومعاند ومنافق يوم،{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}عباد الله! إننا رغم هذه الأحداث المؤلمة إلا أننا واثقون بربنا بأن مصر ستخرج بمشيئة الله من محنتها، وستتعافى مما أصابها، وأن الظالمين سينالون جزاءهم العادل إن عاجلا أو آجلاً، {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}[الأحزاب:62]، لن تتبدل سنة الله بل هي ماضية في الأولين والآخرين، {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}،يا شعب مصر الحبيبة، بكافة تياراتها وأطيافها، الوطن يسعكم جميعًا، وسماحة وسعة الإسلام حدودها عظيمة، ومصر تحتاج لسواعدكم جميعًا، فانبذوا العنف والكراهية، فمهما حصل ستبقى مصر قلعة شامخة للإسلام والمسلمين في وجه الأعداء بإذن الله تعالى، ورمزًا للعلم والعلماء، والمحبة والإخاء، فتمسكوا بحبل الله المتين، ونبذوا العصبية الحزبية والمصالح الفئوية جانبًا،
لا تيأسوا أن تستردوا عزَّكُم فلربَّ مغلوب هوى ثم ارتقى
وتجشَّموا للعزِّ كلَّ عظيمةٍ إني رأيتُ العزَّ صعبَ المرتقَى
أيها المؤمنون: خذوا الدروس مفصلة والعبر من أحداث مصر والشام، فالعاقل من وعظ بغيره، عضوا بالنواجذ على إيمانكم ووحدتكم وأمنكم، واحذروا المنافقين والمتربصين، فقد حذركم الله من مجرد الاستماع للمنافقين أو الجلوس معهم، لشدة خطرهم فقال: {قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}[النساء140]. اللهم ربنا عز جارك، وجل ثناؤك،وتقدست أسماؤك، اللهم لا يرد أمرك،و لا يهزم جندك، سبحانك وبحمدك، اللهم ارحم الموتى وتقبلهم من الشهداء عندك، اللهم أحسن عزاء أهلهم وصبرهم، واجمعهم بجنات النعيم، اللهم لطفك ورحمتك بأهل مصر وشعب مصر، ألف بين قلوبهم، ووحد كلمتهم، وارزقهم الأمن والاستقرار، اللهم اكشف عنهم الكرب، وعجّل لهم بالفـرج، اللهم اجعلها عليهم برداً وسلاما، وأمنا وأمانا اللهم تقبل شهدائهم واشف مرضاهم، وارحم الأمهات الثكالى، والزوجات الأرامل، اللهم ارحم المسلمين في مصر والشام وفلسطين وكل مكان، اللهم ولي عليهم خيارهم وأعل دينك وسنة نبيك في ديارهم، اللهم قوِّ عزائمهم, وسدد رأيهم, وصوِّب رميهم, وأمدهم بمدد من عندك, وجند من جندك, اللهم أبدل خوفهم أمنا, وذلهم عزا, ومهانتهم كرامة, وفقرهم غنى, وتفرقهم ألفة وتماسكا, اللهم واجعل لهم من كل همٍّ فرجا، ومن كل ضيق مخرجا, ومن كل بلاء عافية, وبدل محنتهم منحة, اللهم مكنهم من عدوهم, وافضح اللهم من فضح لهم سرَّا, أو تمالأ مع عدوهم عليهم يا قوي يا عزيز. اللهم عليك بالظالمين، وعليك ببشار وباليهود المعتدين، اللهم أضعف قوتهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أنت الملك وأنت الذي تُصرف الأمور كما تشاء فشتت شملهم، وفرق جمعهم، ومزقهم كل ممزق، إنك على كل شئ قدير وبالاجابة جدير. اللهم إنك تعلم حال إخواننا، وتعلم حالنا وضعفنا وقلة حيلتنا، أنت ولينا ومولانا فاحفظنا بحفظك، وارحمنا برحمتك، يا أرحم الراحمين .وصل اللهم وسلم على حبيبنا وقدوتنا وقرة عيوننا، وعلى آله وصحبه أجمعين، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©