"تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ونَهيُكَ عنِ المنْكرِ صدقةٌ وإرشادُكَ الرَّجلَ في أرضِ الضَّلالِ لَكَ صدقةٌ وبصرُكَ للرَّجلِ الرَّديءِ البصرِ لَكَ صدقةٌ وإماطتُكَ الحجرَ والشَّوْكَ والعظمَ عنِ الطَّريقِ لَكَ صدقةٌ وإفراغُكَ من دلوِكَ في دلوِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ"
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1956
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هذا ما قاله النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم،
لكن من المتعارف عليه أن مجتمعاتنا مادة اللغة العربية وربما الشرقية عموما تنأى بنفسها عن الا بتسامة وينسحب ذلك على المتدينين أو لا نغالي إن قلنا أنه يتركز فيهم هذا الأمر ، وأنا أعلم أنهم يضطلعون بمسؤوليات يحملون هموم ويعرفون أمور وينشغلون بمهمات تزهدهم في الابتسام ولكن يا سيدي إن الابتسامة لاتكلفك إلا تحريك عضلتين فقط بينما يكلفك التقطيب تحريك33عضلة ثم إن لك في ذلك أجراً ولكم أعجبني ذلك الماليزي أو الأندونيسي الذي اتهم في أحداث جزيرة بالي وعرضت محاكمته على الفضائيات وكان دائم الابتسام حتى أن الإعلام الغربي كان يسميه (الإرهابي ) المبتسم وقد قيل " أن ابتسامة المهزوم تفقد المنتصر لذة النصر" لكن ثقافتنا المحلية تشجع على كبت الابتسامه فنقول في أمثالنا : " الضحك بلا سبب من قلة الأدب " ونقول في ليبيا عن الشخص كثير الابتسام والضحك أن " سنونه مقيلات بره " أي أن أسنانه تأخذ قيلولة في الخارج " استنكاراً لكثرة ابتسامه ، أما إذا كانت البنت كثيرة الابتسام فهي" ما تستحي " وربما من أسباب قلة ابتسامنا هو حب البعد عن التبذل وإظهار الغموض الذي يعتبره مدربي ( البرمجة اللغوية العصبية ) من عوامل الجذب التي يسعى البعض لاكتسابه حتى يظر أهميته الشخصية وهذا ما أظن أنه من علامات الشعور بالنقص
وقد قام علماء بدراسة تأثير الابتسامة على الآخرين، فوجدوا أن الابتسامة تحمل معلومات قوية تستطيع التأثير على العقل الباطن للإنسان!
لقد وجدوا أن لكل إنسان ابتسامته الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد، وأن كل ابتسامة تحمل تأثيرات مختلفة أيضاً، وعندما قاموا بتصوير هذه الابتسامات وعرضها بشكل بطيء وجدوا حركات محددة للوجه ترافق الابتسامة، وأن الإنسان نفسه قد يكون له أكثر من نوع من الابتسامة، وذلك حسب الحالة النفسية وحسب الحديث الذي يتكلمه والأشخاص الذين أمامه..
ومن النتائج المهمة لمثل هذه الأبحاث أن العلماء يتحدثون عن عطاء يمكن أن تقدمه للآخرين من خلال الابتسامة، فالابتسامة تفوق العطاء المادي لعدة أسباب:
1- يمكنك من خلال الابتسامة أن تدخل السرور على قلوب الآخرين، وهذا نوع من أنواع العطاء بل قد يكون أهمها. لأن الدراسات بينت أن حاجة الإنسان للسرور والفرح ربما توازي حاجته أحياناً للطعام والشراب، وأن السرور يعالج كثيراً من الأمراض على رأسها اضطرابات القلب.
2- من خلال الابتسامة يمكنك أن توصل المعلومة بسهولة للآخرين، لأن الكلمات المحملة بابتسامة يكون لها تأثير أكبر على الدماغ حيث بينت أجهزة المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي أن تأثير العبارة يختلف كثيراً إذا كانت محملة بابتسامة. مع أن العبارة ذاتها إلا أن المناطق التي تثيرها في الدماغ تختلف حسب نوع الابتسامة التي ترافق هذه المعلومة أو هذه العبارة.
3- بابتسامة لطيفة يمكنك أن تبعد جو التوتر الذي يخيم على موقف ما، وهذا ما لا يستطيع المال فعله، وهنا نجد أن الابتسامة أهم من المال، ولذلك فإن اقل ما تقدمه للآخرين هو بسمة على قلة تكلفتها قد تعني الكثير
4- الابتسامة والشفاء: لاحظ كثير من الأطباء تأثير الابتسامة في الشفاء، وبالتالي بدأ بعض الباحثين بالتصريح بأن ابتسامة الطبيب تعتبر جزءاً من العلاج! إذن عندما تقدم ابتسامة لصديقك أو زوجتك أو جارك إنما تقدم له وصفة (جزائرية) مجانية للشفاء من دون أن تشعر، وهذا نوع من أنواع العطاء.
من أجل هذه الأسباب وغيرها فإن الابتسامة هي نوع من أنواع العطاء والصدقة والكرم، والآن عزيزي القارئ هل علمت الآن لماذا قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: (تبسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ )
إذا زينت وجهك عزيزي المتدين بابتسامة اقترب الناس منك وأقبلوا عليك للسؤال عن دينهم والتفقه فيه فالابتسامة من وسائل الدعوة وأذكر هنا ما قاله لي منذ أمد بعيد أحد المعارف من ذوي الجرءة :" لماذا أنت قليل الابتسام ولست كفلان، ذلك الشخص كأنه يدعوني بابتسامته أن أطلب منه شيئا بينما وجهك العبوس يجعل المرء يتخلى عن مطالبه " طبعاً أنا استفدت من هذه الملاحظة فحينما أبخل بشيء أو لا أريد أن لا يقترب مني أحد أزيد من عبوسي
وأختم هذا الموضوع بابتسامة ...بحكاية قرأتها في طفولتي وما زالت عالقة بذاكرتي تجمل كل ما قلت : "يروى أن تيمور لنك قبيح الوجه استدعى جحا وقال له لقد سهرت البارحة إلى الصباح لأن الملوك قبلي قد اختاروا لأنفسهم ألقابا جميلة مثل المعتصم بالله و المتوكل على الله ولم أجد لي اسماً مناسبا مثلهم فماذا ترى ؟ فقال له جحا بعد أن تأمل في وجهه : لقبك يامولانا السلطان : " أعوذ بالله"
وأقول أنا أعوذ بالله من قلة الابتسام والسلام


من اجتهادي مع الاستعانة بدراسة عن الابتسام




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©