الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
العذاب كثيراً ما يكون في الآخرة ، وهذا أمر ركنت إليه بعض النفوس الضعيفة فسدرت في غيها لكن هناك معاص توعد الله تعالى مرتكبيها بتعجيل العقاب في الدنيا مع ما أعد لهم من عذاب الآخرة ومن هذه المعاصي محبة شيوع الفاحشة في اللذين آمنوا .. ومن الملاحظ أن المحرمات في الدين أقل من المباحات فإذا حرم لحم الخنزير أبيحت لحوم الكثير من الحيوانات الأخرى وإذا حرم الخمر أبيحت الكثير من المشروبات والعصائر والألبان وإذا حرمت السرقة أبيحت الكثير من مصادر الرزق الأخرى كالتجارات والصناعات والزراعة والرعي وغيرها مما يكتسب به الرزق كما أن منع المحظورات عنك يكفل منع جميع الناس من ارتكابها في حقك فيكون منع الفواحش أكثر فائدة لك من إباحتها أما إذا انفلتت الفواحش من عقلها فقل على الناس السلام ، فعدا الضرر البيّن الذي يعانيه المجتمع جراء ذلك ، تقع طامة أخرى قد تطال صلب الدين وروح العقيدة ألا وهي قول الكثير من الناس إذا نهوا عن المنكر ؛ أكل شيء حرام ؟ [ كل شي حرمتوه ؟] والواقع أنهم هم الذين أشاعوا الفاحشة حتى كثرت فأصبحت تغالب الحلال وتكاثره فكثرة الحرام كان نتيجة كثرة ارتكابهم إياه حتى ظنوا انه حلال وشاع في المجتمع ذلك فإذا ردهم أحد إلى الأصل استنكروا ذلك وقالوا العبارة الشهيرة ( كل شي حرمتوه ) والله تعالى يقول :{ إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة }......
شعرت وأنا أقرأ هذه الآية أن شيوع الفاحشة يجعلها تغلب الحلال كثرة إلى أن يضج الناس من كثرة الحرام وربما ينقم بعضهم من الدين فتتضعضع عقيدتهم فاستحق بذلك الذين أشاعوا الفاحشة العذاب العاجل في الدنيا مع ما ينتظرهم من أهوال الآخرة .
من اجتهادي




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©