بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أما بعد سوف نتحدث عن كيفية استقبال شهر رمضان بالاعتكاف وهو المكوث بالمسجد ولو لمدة ثلاثة أيام منقطع عن الدنيا مقبل على الصلاة والأذكار والتسبيح ومناجاة الله عز وجل والتقرب إليه والاعتكاف لغة هو لزوم الشيء و حبس النفس عليه واصطلاحا هو الإقامة في المسجد وهو سنة مؤكدة
و الاعتكاف زاد أهل التقوى والنية فيه واجبة من أجل القربة إلى الله عز وجل وإن كان الاعتكاف جنة فهو الفردوس والاعتكاف غسيل لذنوب و تطهير من المعاصي و الزهد في الدنيا ومفاتنها الزائلة و الفرار إلى الله حبا فيه و خوفا من عقابه و طمعا في الثواب وشحن لبطارية الإيمان لمقاومة وساوس الشياطين و هو الهروب إلى محراب الإيمان والقرآن و الأدعية و الأذكار وروعة و جمال العبادة في الإسلام ولهذا فالقرآن يشترط أن في وقت الاعتكاف التعفف عن الجري وراء الشهوات والملذات لهدا قال عز وجل في سورة البقرة الآية 187 " ثم أتموا الصيام إلى الليل و لا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون "
لذا لا يباشر المعتكف زوجته حتى لو كانت حلالا أثناء الإعتكاف فالاعتكاف هو زمن الخلوة مع الله حيث ينقطع للعبادة و يتصل مع الله فقط ينسى أهله و زوجته و أبنائه و أمه و أبوه حيث يتفرغ قلبه لحب الله و التفكر في الله والتدبر و لتوطيد وشائج محبة الله وتعميق الصلة به ولتذوق حلاوة الإيمان و جمال العبادة و الهدف منه رضاء الله والاعتكاف أحسن وقت للاستغفار لأن التوبة و الرجوع إلى الله و الإقبال عليه يسهل طلب وقبول دعاء الإستغفار والذي يريد أن يظله الله بظله يوم القيامة يجب أن يكتب من المعتكفين في المسجد لأن المسلم المؤمن المعلق قلبه بالمسجد يعتكف لأن الحديث النبوي الشريف ذكر أن من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله من كان قلبه متعلقا بالمساجد وهذا المتعلق بالمساجد يجب أن يأتي ببرهان وهذا البرهان يتمثل في الإعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان ففي صحيح البخاري الحديث رقم 2044
قالت أمنا عائشة عن الرسول صلى الله عليه وسلم "وكان يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً "
فلهذا اقتداء بالرسول وحب أن نكون تحت ظل الله عز وجل يوم القيامة حيث الحرارة شديدة علينا بإستقبال شهر رمضان بالإعتكاف .
ولهذا استقبال شهر رمضان بالأعتكاف من أجمل الأعمال التي يقوم بها المسلم الملتزم بالإسلام و القرآن، فقد قال تعالى في سورة البقرة الآية 125 : (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) ونرى الآية تشير أن الله عز وجل أمر سيدنا ابراهيم عليه السلام و سيدنا اسماعيل عليه السلام بتطهير البيت من أجل المعتكفين وهذا يبرز مدى أهمية و عظمة الإعتكاف الذي علينا السعي لأداء بكل الطرق المتاحة و التفقه في هذه العبادة من طرف العلماء الراسخين في العلم لأن القرآن تحدث عنه أيضا في سورة الحج الآية 25 حيث قال تعالى : ( إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) فلعظمة الاعتكاف الله عز وجل جعل المسجد الحرام مسجد لعاكف لجلال المكان وجلال صاحب صفة الأعتكاف ولأن الاعتكاف عبادة عظيمة و مقاصدها جليلة فالفقهاء أجمعوا أن يكون الاعتكاف في مسجد يجتمع فيه النّاس ويعتبر مسجداً جامعاً ورئيسياً في البلد. فليس من المعلوم أن يصح الاعتكاف في مسجد صغير جانبي أو مصلى فرعي أو في مكان من المنزل مخصص للصلاة بل في مسجد عظيم لعظمة الاعتكاف و لتوقير هذه العبادة والله أعلم .
ولا يجب أن نقول أن الاعتكاف يكون في شهر رمضان فقط لأنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف في شوال وأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يوفي بنذره ولم يحدد له زمناً فدلّ ذلك على أنه مشروع في كل وقت والله أعلم وعلينا كثرة السؤال على هذا الأمر لمحاولة الاعتكاف في الشهور القادمةخاصة لمن فاته أجر الإعتكاف في العشر أواخر من شهر رمضان .
هذا ما وقفني الله في الكتاب كاملة عن حسن استقبال شهر رمضان بالاعتكاف على الرغم أني لم أعطه حقه وزهدت فيه لضيق الوقت ولأن أمامي نقطتان علي أن أتمهما تتمثل فيما يلي :
أولا استقبال شهر رمضان بالأعمال الصالحة
ثانيا استقبال شهر رمضان بالطهارة من وضوء و غسل .
و لعلي أكتب حول موضوع الاعتكاف إن شاء الله إن كان في العمر بقية سأكتب عنه بإسهاب و تفصيل ممل وبكثرة وبقوة وفي الأخير نقول و الحمد لله رب العالمين أللهم اجعل كل من يقرأ ما كتبت وطبق تطبيقا صحيحا من أهل الجنة بشرط أن يوافق الكتاب كامل و السنة كما أني أطلب تصحيح نمذجي مفصل أي فكرة أو خطأ إملائي أو نحوي أو صرفي و تنبيهي إليه أو سهو عن حرف في حديث ذكرته أو عن حديث ضعيف استشهدت به لهذا الرجاء تنبهي ولكم الأجر و الثواب و آخر دعاء ألهم أرنا الحق حقا و أرزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتنابه .




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©