مولده ونشأته :
هو أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني، ولد بقرية أزيار دوار تمنجـر ببلـدية العنصـر، دائرة الميلية، ولاية جيجل في 6 سبتمبر سنة أولى915م الموافق لـ: 26 شوال 1333 هـ، ونشأ في أسرة محافظة من أهل العلم والمواطنة والفضل حيث كان والده فقيه قومه وزعيمهم.
درس القرآن بكتاب كامل القرية في الخامسة من عمره على يد الشيخ "محمد بن العربي بوذن" ثم الشيخ " يوسف بن المختار حماني " كما تلقى عنهم المبادئ الأولى في الفقه والتوحيد.
وبالرغم من صغر سنه وانشغاله بالتعلم إلا أنه كان نشيطا في حياته العملية فكان يقوم برعي الغنم والحصاد والدرس، وحراسة الحقول، وغيرها من أعمال وأشغال أهل المنطقة آنذاك.

انتقاله إلى قسنطينة:
انتقل الشيخ أحمد حماني إلى قسنطينة سنة أولى930م رفقة شقيقيه الشيخ الصادق حماني، والشيخ محمود حماني، حيث أتم حفظ القرآن بجامع " سيدي محمد النجار " ثم درس بالزاوية الطيبية ثم الزاوية العيساوية .
وقد تلقى العلم على يد الشيخ صالح بن مهنا الأزهري، والشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ أحمد مرازقة الحبيباتني. وفي سنة أولى931 وهي السنة التي تأسست فيها جمعية العلماء المسلمين رسميا ، انخرط الشيخ حماني في سلك طلبة الإمام عبد الحميد بن باديس لمدة ثلاث سنوات، فدرس بالجامع الأخضر النحو والصرف والأدب والفقه والتوحيد والتفسير، فأتقن بتفوق المبادئ الأولى في الدين ومادة اللغة العربية والسلوك، ثم التحق بهم الشيخ عبد العالي الأخضري، والشيخ الأخضر الفيلالي الحنفي، والشيخ الفضيل الورتلاني ، والشيخ محمد ميهوبي، والشيخ محمد الملياني، وكلهم من رواد الحركة الإصلاحية.

رحلته في طلب العلم :
بعد تحصيله وإتقانه لفنون الدراسة المنت التعليم الابتدائية ، رحل إلى تونس سنة أولى934م، فانتظم في سلك طلبة الجامع الأعظم " الزيتونة " لمدة عشر سنوات حيث حصل على " الأهلية " في 1936م، وعلى شهــــادة " التحصيل" في 1940 ثم شهادة " العالمية " في سنة أولى943م. وكان من المقرر مواصلة دراسته بالأزهر في بعثة كان الشيخ عبد الحميد بن باديس قد أمر بها ، إلا أن ظروف الحرب العالمية الثانية (1939-1945) حالت دون ذلك، ولم تسمح له أيضا بالعودة إلى قسنطينة، عندها سجل بالدراسات العليا فكان من بين شيوخه في تونس : الفاضل بن عاشور، والبشير النيفر ومحمد بن صالح بن مراد،وغيرهم .

نضاله السياسي :
رغم مكوثه بتونس عشر سنوات كاملة إلا أنه كان شديد الصلة والارتباط بجماعة الشيخ عبد الحميد بن باديس " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" فعمل بجريدتي " الشهاب" و " البصائر " وكتب فيهما، وقد كتب أيضا في الصحافة التونسية سلسلة من المقالات يفضح فيها الاستعمار الفرنسي بالجزائر. وقد أنتخب الشيخ حماني رحمه الله أمينا عاما لجمعية الطلبة الجزائريين بتونس بجانب المرحوم الأستاذ الشاذلي المكي الذي أعتقل سنة أولى940م، وبعد عودته إلى قسنطينة سنة أولى944م عين أحمد حماني على رأس إدارة معهد عبد الحميد بن باديس.
انخرط فضيلة الشيخ حماني في صفوف الثورة التحريرية بعد اندلاعها مباشرة وألقي عليه القبض في 11 أوت 1957م، حيث سجن بتهمة توزيع منشورات تحريضية وتأسيس جماعة التخريب والإفساد ، وقد صدر الحكم ضده بحبسه 15 سنة مع الأشغال الشاقة ، ومكث بالسجن إلى غاية 04 أفريل 1962 بعد وقف إطلاق النار.

نشاطه العلمي بعد الاستقلال:
بدأ الشيخ أحمد حماني رحمه الله نشاطه العلمي بالتربية والتعليم في سنتي 1944-1945 في أقسام التعليم المن التعليم الثانوي، وفي سنة 1947 تأسس معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة فكان أحد المؤسسين له والمدرسين فيه.
بعد الاستقلال عين الشيخ أحمد حماني مديرا لمعهد بن باديس بقسنطينة، ثم أستدعي لوظيفة المفتش العام للتعليم العربي وبعدها عين أستاذا مساعدا بكلية الآداب بجامعة الجزائر.
في سنة أولى972 كلف فضيلة العلامة الشيخ أحمد حماني بمهام رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بعدما كان عضوا فيه منذ تأسيسه سنة أولى966م، وبموجبه مثل الجزائر في العديد من الملتقيات العالمية في تونس ومصر وليبيا والسعودية وإيران.
وكان عضوا للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. وقد استمر أحمد حماني في منصب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى آخر عام 1987، فكان يشرف على تنظيم الدعوة في المساجد ويصدر الفتاوى ويجاهد بالفكر والعلم واللسان .
وكان متصلا بوزارة الشؤون الدينية يبذل في خدمتها النصيحة والمشورة والفتوى ، وكان عضوا في مجلس الفتوى بالوزارة إلى غاية وفاته .

آثـــــــاره :
للشيخ أحمد حماني تآليف نافعة ، ومصنفات مفيدة ، بلغت من التحقيق والإجادة مكانة مرموقة ، ترفعه إلى مستوى العلماء الكبار من حيث العمق والإحاطة وطول النفس ، ومن هذه المؤلفات :

  • " صراع بين السنة والبدعة في جزئين "
  • " الفتاوى في جزئين "
  • " الإحرام لقاصدي بيت الله الحرام "
  • " استشارات شرعية ومباحث فقهية "
  • " رسالة الدلائل البادية على ضلال البابية وكفر البهائية "
  • " شهادة علماء معهد بن باديس ".

هذا ، بالإضافة إلى عشرات المحاضرات والمقالات المنشورة في مختلف المجلات والصحف ، داخل الوطن وخارجه ، يضاف إلى ذلك كله ، أحاديثه في الإذاعة التي يقدمها على الأثير وعلى الشاشة .

صفـاتــه:
عرف الراحل أحمد حماني بعفة العلماء وزهد الفقهاء، كما عرف بجرأة الموافق والصدع بالحق .
وقد كان صارما في كل فتاواه لا يراقب فيها إلا الله سبحانه وتعالى ، ومن ذلك رفضه إصدار فتوى تجيز إيداع الأموال في صندوق التوفير والاحتياط لأنه بنك ربوي وكذلك فتواه الشهيرة بتحريم المشاركة في الرهان الرياضي الجزائري ... الخ .

المواطنة في فكر الشيخ أحمد حماني :
لم يكن الشيخ أحمد حماني يصدر فتاويه بعيدا عن آثارها وإنعكاساتها على البلاد والعباد، بل إنه كان يتعامل مع أسئلة المواطنين والجهات الرسمية بروح وطنية إسلامية ، تنظر إلى المصالح العامة للأمة الإسلامية ، والجزائر بصفة خاصة .
فقد أفتى الشيخ أحمد حماني بجوار إفطار المجاهدين في رمضان خلال الثورة التحريرية المباركة سنة أولى956، لأن الفطر أقوى لهم على قتال عدوهم .
كما أفتى فيمن كان مسلما ثم تجنس بالجنسية المادة الفرنسية رغبة في قوانيها وتملصا من دينه وأحكام شريعته، بأنه مرتد، لأنه رفض حكما إٍسلاميا.
وزاد على ذلك بأنه: لا تقبل توبته حتى تسقط عنه جنسيته الجديدة، وبسبب هذه الفتوى غلق باب التجنس في وجه مريديه لأن التجنيس وسيلة للقضاء على الشخصية الجزائرية المسلمة.
ومن أشهر فتاويه أيضا هي حرمة موالاة الكافر والإستعانة به على المؤمنين ، واعتبار ذلك ردة ، كما أفتى في العشرية السوداء، بعدم جواز قتال المسلم لأخيه المسلم ، لأننا أمة مسلمة ولا يصح أن يكون الجهاد فيها.
وسمى هذا التقاتل " فتنة " ، لا " جهادا " .

وفاته :
توفي العلامة أحمد حماني مساء يوم الاثنين 29 جوان 1998 بعد أن قضى عمرا زاهرا بالعلم والعمل حافلا بالنشاط والحيوية تاركا خلفه ذكرا طيبا عطرا. رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جنانه وجعله في مقام الأنبياء والشهداء الصدقين .

دراسات حول الشيخ أحمد حماني –رحمه الله-:
- في سنة الثانية002 نوقشت رسالة ماجستير في العلوم الإسلامية ، قسم الفقه وأصوله بعنوان "الشيخ أحمد حماني ومنهجه في الفتوى" من إعداد الطالب محفوظ بن الصغير، وقد منحت له درجة "مشرف جدا".
- دراسة عن مناقب الشيخ حماني –رحمه الله- الأخلاقية للأستاذ شوقي بناسي نشرها في ثلاث حلقات بالأعداد : 150 و151و152 من جريدة البصائر السلسلة الرابعة.




- دراسة للدكتور محمد الدراجي بعنوان "ركائز الفكر السلفي عند الشيخ حماني –رحمه الله-" في أربع حلقات نشرت بالأعداد : 153و155و156و157 من جريدة البصائر السلسة الرابعة.


من كان عنده هذا الكتاب كامل أن يتحفنا به


وزارة الشؤون الدينية والأوقاف
http://www.marw.dz/index.php/2014-12...10-03-09-04-39




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©