بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فلقد ألف الناس أن ينطقوا بألفاظ وكلمة جزافية، دون أن يعرفوا خطورتها على العقيدة، وعلى الدين ،ودون عرضها على الشرع ،وما علموا أن بالكلمة يُدخل في الإسلام ،وبالكلمة يُخرج منه والعياذ بالله.

ولأهمية الكلمة فقد ضرب الله تعالى بها مثلاً.قال الله تعالى:" ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتُثت من فوق الأرض مالها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".

وبالكلمة يتزوج الإنسان أويطلق ، وَفِي مُوَطَّإِ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : ثَلَاثٌ لَيْسَ فِيهِمْ لَعِبٌ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالْعِتْقُ. .

وقد قال الله تعالى مبينا نتيجة الكلمة" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " وقال تعالى " وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين ".

وبالكلمة يرضي الإنسان الله تعالى أويسخطه قال صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة.

ومن هذه الكلمات الخطيرة :حلف الكثيرين بالمخلوقات، كحلفهم بالنبي أو الكعبة أو الخير أو القبلة قال صلى الله عليه وسلم:" من حلف بغير الله فقد أشرك".

وكلمة اللعن التي يطلقها الرجل على أخيه،يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة)) [رواه مسلم].

ومن ذلك:السخرية والاستهزاءبالآخرين قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن"

ومن خطورة الكلمة قول بعض الناس ( فلان خلقوا ربي وحصل فيه

وقولهم "فلان خَلْقُوا الله ونْدَم عليه" وقولهم" فلان ربي ما يقدر لوا". فبهذه الكلمات يصفون الله بالعجروالعياذ بالله،تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

واستهزاء بعضهم بأهل الدين كقولهم من له لحية طويلة"لحيته كالشطابة" وقولهم في المرأة المنتقبة أنظروا إلى هذا لخيال".

ومن ذلك سؤال بعضهم كيف حالك؟ فيجيبه، "نسلكوا "وبذالك يستبدلون كلمة الحمد لله التي فيها الأجر والثواب بكلمة التي تنمي بعدم الرضا بالواقع.

وقول بعضهم صباح الخير أو مساء الخير ويهملون تحية الإسلام.

وقول بعضهم " ربي يعطي الفول اللي ما عندوا سنان" وإثم قائلها عظيم

لأن الله يرزق من يشاء قال تعالى: (( إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب"

وقولهم لمن لايستحي "الشيطان يحشم وانت ما تحشم"فالشيطان اللعين ،كافر مارد لايستحي .

وتسمع من يقول متعجبا بأمر ما "يأولاي الله" فيستغيث بأولياء الله وهذا لاشك أنه شرك.

وعندما يفوت أمر محبوب على شخص ما يقول "أنا ما عندي زهر" وينسى هذا المسكين أن كل شيء بقضاء وقدر .

وتسمع من يسب ويقول" قبح الله وجهه"

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: [ لا يقولن أحدكم قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم على صورته ] "رواه البخاري"

وقولهم الله يلعن النهار اللي تلقيتك فيه فيسب بذلك الدهر أوالّزْمَان غدَّار!



قال صلى الله عليه وسلم : [ قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر وأنا الدهر ، أقلب الليل و النهار ] "رواه البخاري

وتهنئة بعضهم في الزواج : ( بالرفاء و البنين ) وهذه تهنئة أهل الجاهلية .

ومن يلعن الدين ( يلعن دينك ) أويسب الله تعالى فذلك كفر .

تعيين الناس بالخبث أوالفسق أوالفجور أوالهلاك الدليل : قال صلى الله عليه وسلم : [ لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر إلا ارتدت عليه ، إن لم يكن صاحبه كذلك ] "رواه البخاري" .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من قال للناس هلكى فهو أهلكهم"

ودعاء أحدهم على أحدهم بكلمة : ( أخزاك الله ... ) فق قال صلى الله عليه وسلم ناهيا عن ذلك : [ لا تقولوا هذا ، لا تعينوا عليه الشيطان ] "رواه البخاري" .

نقل الإشاعات التي هي صارت طعام الناس في هذا الزمان . ولما كان النّبيّ في غزوة تبوك وتخلّف كعب بن مالك سأل عنه النّبيّ لما بلغ تبوك فقال رجل: "يا رسول الله، حبسه برداه، ونظره في عطفيه.

فقال معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه الإ خيرا" رواه البخاري ومسلم .

فهذا الرّجل دفع عن عرض أخيه وذبّ عنه، فأقره النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم- ذلك، وهكذا ينبغي للمسلم أن يدفع عن عرض أخيه وأن يذب عنه، ولو فعلنا ذلك لارتدع النّمامون.

أخرج البخاري: أن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- خرج لزيارة بعض أصحابه، فقال قائل منهم: أين مالك بن الدّخيشن أو ابن الدّخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحبّ الله ورسوله، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-:



{لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله، يريد بذلك وجه الله. قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنّا نرى وجهه ونصحيته إلى المنافقين، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: فإن الله قد حرم على النّار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله} رواه البخاري .



وقول بعضهم في الإنفاق: ( خسرت في الحج أو العمرة أوالعرس كذا وكذا ) الحق أن يقول: أنفقت ، لأن ما بذل من مال في العبادات يؤجر عليه .

وقولهم : ( يا كافر أو يا يهودي أو يا نصراني أو يا عدو الله ) الدليل : قوله صلى الله عليه وسلم : [ أيما رجل قال لأخيه : يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ] "رواه البخاري" .

وقولهم فلان والله ما يتستاهل وهذا فيه اعتراض على أمر الله

وقولهم في رد التحية السلام،والسلام اسم من أسماء الله الحسنى ،وقولهم: ( عليك السلام ) فقال صلى الله عليه وسلم : [ لاتقل عليك فإن عليك السلام تحية الميت ، قل : السلام عليكم ... "رواه أبوداود و الترمذي

ودعء بعضهم"يارب لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيما جرت به المقادير" فلايجوز ان تسأل الله بعدم رد القضاء .بل إسأله أن يرد عنك ما يضرك فقال صلى الله عليه وسلم " لايرد القضاء الا الدعاء".

وقول "من يضحك" الله اخرج هذا الضحك بخير وهذا تطير لايجوز.

وقول بعضهم "نسيتك نساتك الموت" فالموت بأجل،فإذا حان الأجل نزل.

وقولهم في وسائل الإعلام عن الميت ( شيعوه إلى مثواه الأخير ) .والقبر ليس مثوى أخيرا،وإنما المثوى الأخير إنما الجنة أوالنار..

وقول بعضهم: ببركة سيدي فلان خطأ يمنع...

وقول بعضهم: فلان ما فيه خير أبداً. لا يجوز لأن المؤمن فيه خير وإن كان عاصيا.

وأقبحه وأشنعه الكذب على الله ورسوله قال الله تعالى"ولاتقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الكذب لايفلحون".
منقول للفائدة
المصدر: دين ودنيا جريدة أخبارنا





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©