قصة من قصص بني إسرائيل في سورة البقرة وهي " حرب طالوت وجالوت "
بعد وفاة سيدنا موسى لم يبقى في بني إسرائيل من سلالة الأنبياء سوى عائلة واحده اسمها عائلة " لاوى " وهذه العائلة التي كان يخرج منها الانبياء . ولم يبقى من هذه العائلة سوى إمرأه كانت حامل وكان زوجها قد قتل في أحد المعارك فكانت تدعو الله هي وبني إسرائيل أن يرزقها الله مولود ذكر حتى يصطفيه الله نبي لأنها كانت آخر امرأه في عائله الانبياء.


في هذه الفترة كان بنوا اسرائيل قد ابتعدوا عن الله عز وجل فهزموا في معارك كثيرة وسُلب منهم أحد المقدسات العظيمة وهي تابوت به عصا موسى وصحف من التوراه وبعض ملابس سيدنا موسى .
وكان بنوا اسرائيل يتبركون بهذا التابوت ويأخذوه معهم في المعارك وفي معركة من المعارك وبسبب بُعد بني اسرائيل عن الله .


تخلف عون الله عنهم فهزموا وسُلب منهم هذا التابوت .
واستجاب الله لدعاء بني اسرائيل ولهذه المرأه ورزقهم بمولود ذكر فسمته أمه
" شمعون " وشمعون باللغة العبرية أي سمع الله واستجاب لدعائي . فكانت ارادة الله أن يكون هذا المولود ذكر ثم اصطفاه الله نبي .


قال تعالى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " أي أننا نريد الحرب والجهاد " هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا" أي أنني أعلم حالكم فأنتم مقصرين مع الله والحرب والجهاد يتطلب صبر وعزيمة .


" قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ
قال تعالى : " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا " ولم يكن طالوت من سلالة الأنبياء أو الاسر العظيمة في بني اسرائيل فبدأ أصحاب الأنفس المريضة يقولون "قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ " أي كيف يكون ملك علينا وهو ليس من الأسر الغنيه . " قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
﴿٢٤٦﴾ ولكن أول ما جاء وقت القتال ظهرت القلوب الخاوية من الاستعانه بالله وقد كان عدد جنود بني اسرائيل 80 ألف مقاتل . وقد طلبوا من نبي الله شمعون أن يدعوا الله بأن يرسل لهم ملك يقودهم ويقاتلون معه ﴿٢٤٧﴾" والله عز وجل اختار طالوت قائد لبني إسرائيل بسبب انه كان عنده علم بفنون الحرب والقتال .

ثم ان النبي شمعون قال لهم اني سوف أقدم لكم دليل على أن الله هو الذي اصطفاه . وهذ الدليل معجزة من الله . فعندما قام النبي شمعون بتلبيس طالوت لبس الحرب والقتال وشاره القائد . نزل التابوت أمام بني اسرائيل من السماء تحمله الملائكه . قال تعالى " وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
. نبي الله شمعون قال لهم عندما أقوم بإعطاء طالوت شاره القائد سينزل عليكم التابوت من السماء وعندما نظروا للسماء وجدوا التابوت ينزل من السماء .
وقد كان عدد بني إسرائيل الذين طلبوا من نبي الله شمعون أن يرسل لهم ملك لكي يقاتلوا 80 ألف رجل وأثناء سيرهم في الطريق . بدأت الفتن التي تختبر قلوب المؤمنين منهم . وهذه الفتن بسبب يتجلى في قول الله تعالى " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿١٤٢﴾ " وقوله تعالى "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴿٢١٤﴾ " شده حتى نتعلم اللجوء لله عز وجل .
﴿٢٤٨﴾ -

قال تعالى " فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾"
قال رب العالمين " فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ " .


وهذا هو أول اختبار رائع وهو شهوة الاكل والشرب " فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ " يقول ابن عباس شرب 76 ألف وتبقى 4 آلاف في أول فتنه وأول اختبار رائع لهم . والله عز وجل لا يريد بذلك عذابهم ولكنه اختبار رائع لهم وذلك مثل الصوم .


قال تعالى " فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ " وكان عددهم 4 آلاف فعندما نظروا إلى جيش جالوت وجنوده قال قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٢٤٩﴾ " وأنا أريد أن أسأل سؤال . لو نحن معنا الله وعددنا قليل وأعدائنا أكثر منا هل سننتصر عليهم ؟
وبمعنى آخر . لو مثلا يوجد جيش عدده ألف مقاتل يواجه جيش عدده عشرة آلاف ولكن الجيش الذي عدده ألف لديه خمس طائرات إذاً الطائرات كفيله أن تبيد العشرة آلاف في لحظات .
فما بالكم لو كان الالف معه ملك الملوك .


قال تعالى " وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ " أي عندما بدأت الحرب كان عدد المقاتلين من بني اسرائيل 313 مقاتل كما في صحيح البخاري عن البراء بن عازب قال . وأن كنا لنتحدث عن اعدادنا في غزوة بدر مع النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت مثل أعداد المؤمنين مع طالوت "وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ " وكان جالوت ملك قوي وجبار من ملوك الكافرين . " قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
﴿٢٥٠﴾" فعندما وضعوا في المحنه لجأوا لله عز وجل وكثيرٌ منا يضعه الله في المحنه كي يتعلم صدق اللجوء لله .


قال تعالى " فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ " عندها ظهر داود ولم يكن قد أصبح نبي فلما قتل جالوت أحبه بني إسرائيل ورزقه الله النبوه .
ثم نختم الحلقة باللآيه التي ختم الله بها القصة . وهذه الآيه لابد وأن نحيا بها وقال تعالى "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٢٥١﴾ " أي أن الذي نراه في الدنيا من حروب تُشن على المسلمين .
هي اختبار رائع لثباتك .
وتدافع الخير والشر كي يثبت أهل الخير وكي يلجأ أهل الخير لله








©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©